تحقيقات و تقاريرعاجل

روسيا وتركيا وإيران يسعون لتنظيم لقاء بين النظام السوري والمعارضة

بعد مرور نحو اسبوع على فشل مفاوضات جنيف، اتاحت الجولة الثامنة من محادثات استانا لروسيا ان تعيد اطلاق مشروعها لعقد “مؤتمر الحوار الوطني” السوري في سوتشي،والتي ضمت الدول الراعية روسيا وايران، حليفتا النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة.

لكن اختتمت المحادثات، باقتراح روسيا وتركيا وايران الجمعة، يتلخص في عقد لقاء للنظام السوري والمعارضة في نهاية يناير في منتجع سوتشي الروسي سعيا لاحراز تقدم في مساعي التوصل الى حل سياسي للنزاع السوري.

ولم تكشف المحادثات عن تشكيلة الوفود التي ستشارك في لقاء سوتشي.

واكتفى البيان الختامي لوفود روسيا وتركيا وايران في محادثات استانا بالقول ان “الدول الضامنة تؤكد عزمها التعاون بهدف عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في 29 و30 يناير 2018 بمشاركة كل شرائح المجتمع السوري”.

وحقق النظام السوري بدعم من الجيش الروسي تقدما ميدانيا كبيرا لكن افق الحل السياسي لا يزال مسدودا.

وانجز الجيش السوري انتصارات مؤكدة في العامين الاخيرين بدعم من الطيران الروسي وخصوصا في تدمر ودير الزور (شرق) وحلب (شمال).

وفي ضوء ذلك، امر الرئيس فلاديمير بوتين منتصف ديسمبر بانسحاب جزئي للقوات الموجودة في سوريا منذ سبتمبر 2015 معتبرا ان مهمتها “انجزت”.

والجمعة، اعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو انجاز هذا الانسحاب مع استمرار بقاء قوات على المدى البعيد.

وفي حين ان عملية جنيف لم تحرز تقدما، تأمل موسكو في الاستفادة من التقدم الملموس الذي تحقق في استانا واتاح جمع النظام والمعارضة لبحث مسائل عسكرية، من اجل اطلاق الحوار السياسي.

وفي استانا، اعتبر رئيس وفد الحكومي السوري السفير بشار الجعفري ان مؤتمر سوتشي يمكن “ان يؤسس لحوار بين السوريين” مؤكدا مشاركته.

وفي جانب المعارضة، اكد احمد توما ان المشاركة في المؤتمر لا تزال تتطلب مشاورات، وقال ان النظام “يشارك في مفاوضات سلام لكنه يقتل شعبنا. كيف يمكن الحديث عن حوار وطني؟”.

قبل مؤتمر سوتشي، تعتزم روسيا وتركيا وايران عقد اجتماع تحضيري في 19 و 20 يناير في هذه المدينة الواقعة جنوب روسيا.

وفي بيان منفصل شدد موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الموجود ايضا في استانا ان “كل مبادرة سياسية (يجب) ان تساهم في العملية السياسية تحت اشراف الامم المتحدة في جنيف ودعمها”.

وذكر بعزمه عقد محادثات سلام جديدة في جنيف في يناير تركز على صياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات.

وكان اعتبر الخميس خلال زيارته موسكو انه “حان الوقت لاحراز تقدم في العملية السياسية”، مؤكدا وجوب ان تركز عملية استانا على مناطق خفض التوتر التي تم تحديدها في الاجتماعات السابقة، اضافة الى المسائل المتصلة بالمعتقلين.

وتوصلت روسيا وإيران وتركيا في مايو في اطار محادثات استانا، الى اتفاق لاقامة أربع مناطق خفض توتر في سوريا: في ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) والغوطة الشرقية قرب دمشق وكذلك في الجنوب، ما اتاح خفض اعمال العنف لكن بدون وقفها بالكامل.

وفي موازاة جهود الامم المتحدة لتسوية النزاع السوري تبدو روسيا طرفا لا يمكن تجاوزه في اطار اي حل.

وطلب ستافان دي ميستورا الثلاثاء من مجلس الامن الدولي طرح افكار لصياغة دستور وتنظيم انتخابات في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى