روح جديدة.. القوة الناعمة تستعيد أمجاد إعلام الريادة المصري
افتتاحية بروباجندا
يلعب الإعلام دوراً بالغ الأهمية في تشكيل الوعي الجمعي لأبناء البلد الواحد باعتباره القوة الناعمة الأكثر قدرة على التأثير .. وهو أيضاً اللاعب الأساسي في تكوين الرأي العام وتحديد ثقافة وأولويات واهتمامات الجماهير، كما أنه شريك رئيسي في أي مسيرة تنمية شاملة حيث يقوم بحشد جميع شرائح المجتمع للمساهمة في عمليات النهضة المستدامة .
وحرصاً من القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي على تعظيم الاستفادة من رسالة الإعلام المقدسة فإنه يولي اهتماماً غير مسبوق بتطوير المحتوى الذي يتم تقديمه عبر مختلف وسائل الإعلام، وهو ما يظهر في عدد التعليقات التي أبداها الرئيس حول رسالة الإعلام خلال أقل من شهر والتي من أهمها:
“الإعلام سيكون في مكان أفضل خلال 3 سنوات” .. “الإعلام له دور كبير فى محاربة الشائعات والأكاذيب” .. “الإعلاميون يجب أن يكونوا مقاتلين مع مصر من أجل مستقبلها وشعبها” .. “الإعلام عليه واجب كبير.. وعوا الناس لأنهم طيبين أوي” .. “الإعلام عليه دور كبير لتوضيح الجهود المبذولة فى عملية الإصلاح” .
ووفق رؤية القيادة السياسية، فإن قطاع الإعلام في مصر لم يصبه التطوير منذ فترة طويلة لذا أصبح لا يحقق الأهداف المرجوة منه مثله في ذلك مثل باقي قطاعات الدولة التي لم يُصيبها أي تطوير، وهذا يُسبب مشكلة كبيرة للغاية سواء في قطاع التعليم أو الصحة أو الثقافة أو الاقتصاد أو خلق رأي عام ليس على عين الصواب .
لذا أصبح الإصلاح واجبا لكل القطاعات وأولها الإعلام كمنظومة وذلك على مستويين أولهما اقتصادي حيث تقدم الدولة للإعلام 6 مليارات جنيه سنوياً في حين تبلغ العوائد من أنشطته على الدولة 2.3 مليار جنيه فقط بما يعني أن هناك شيء ما خطأ فلا يمكن أن يستمر الوضع على هذا النحو بأية حال من الأحوال .
أما المستوى الثاني فهو المتعلق بالأداء المهني .. فهل يحصل المجتمع والجمهور على المضمون الذي يستحقونه أو يناسبهم أو حتى على النحو المأمول، الإجابة بكل أسف لا .. ففي جنح الفوضى والظلام تمكنت بعض الوجوه والمضامين من التسلل إلى وسائل الإعلام وهي لا تحمل الحد الأدنى من المتطلبات الواجب توافرها فيمن يتحمل أمانة ومسئولية الكلمة والمعلومة .. والنتيجة ما نشاهده من مهازل على الهواء مباشرة وتسطيح معرفي يؤذي ولا يفيد .. وهذا شق أخطر من سابقه لأنه يهدد بتدمير وعي وعقول أجيال كاملة، فكما قال وزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز: “أعطني إعلاماً بلا ضمير أُعطيك شعباً بلا وعي” فهو يشير إلى ما يحمله الإعلام من رسالة سامية يكمن وراءها رقى الشعوب وتنمية مجتمعها لينعكس ذلك على وعيها .
بشرى من السيسي
وكانعكاس مباشر لإيمان الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تمكين الشباب في مفاصل الإدارة وخلال جلسه “اسأل الرئيس” ، ضمن فعاليات مؤتمر الشباب السابع الذي عقد في العاصمة الإدارية الجديدة، أعلن الرئيس أنه يعمل في الفترة الحالية على تشجيع الشباب والشابات على الظهور في الإعلام، قائلاً للحاضرين: “أنتم ملاحظين أننا بنقدم وجوه إعلامية شابة، متابعا: “مش هوعدكم بحاجة دلوقتي، بس إحنا بدأنا في تطوير المحتوى وخلال سنتين أو ثلاثة هيبقى المحتوى أفضل كتير من الواقع ده” .
وأشار الرئيس إلى أن الإعلام لا يقتصر على كونه تليفزيون وراديو فقط، حيث إن هذه الوسائل ليست المعنية فقط بتوصيل المعلومات للمواطنين، وأردف قائلاً: “إحنا مهتمين إننا نتحرك على جميع المستويات عشان نواكب العصر اللي إحنا عايشين فيه، وقريباً جداً هنكون في مكان أفضل بكتير”، في إشارة إلى جهود إصلاح منظومة الإعلام .
ولعل من أهم الإنجازات التي تحققت في مجال تطوير الإعلام المصري وتأهيل كوادره الاتجاه المباشر إلى “ماسبيرو”، أيقونة أمجاد الإعلام ليس المصري فحسب بل العربي، حيث تم عقد اتفاق بين الهيئة الوطنية للإعلام وشركة إعلام المصريين يتم بموجبه اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لاستعادة مكانة الريادة الإعلامية .
وفي واقع الحال فإن مصر من أوائل الدول العربية التي قامت بأول تجربة بث تلفزيوني عام 1951 حيث تم استقدام شركة فرنسية لتنفيذ محطة إرسال باب اللوق، وتعود فكرة المشروع إلى وزارة الإرشاد التي أوصت بإنشاء تلفزيون وإقامة محطة إرسال فوق جبل المقطم في ديسمبر 1954، ليتم بذلك اعتماد 108 آلاف جنيه لمبنى الإذاعة والتلفزيون على مساحة 12 ألف متر مربع بارتفاع 28 طابقاً ليكون في نسقه المعماري شبيهًا بالتلفزيون الفرنسي ومنذ ذلك الحين تحول ماسبيرو إلى مصنع إنتاج الكوادر الإعلامية التي تدير جميع الفضائيات العربية اليوم .
كلمة أخيرة
قبلة على جبين كل مصري وطني مخلص يعمل جاهداً لرفعة بلاده في كل ميدان .