آراءشويّة دردشة

رقصة الموت أم سجدة مو صلاح | بقلم عبد الرحمن الصياد

مع اجتياح رقصة ” كيكي ” للسوشيال ميديا وبعض المواقع وبعد استجابة وتحمس البعض لمحاكاتها وانتقاد البعض الأخر للظاهرة، رحت أنقب في شريط تاريخنا السينمائي فوجدت كما فعل البعض أن الكيكي رقصة مصرية ممهورة بأختام فرقة رضا للفنون الشعبية وقد نفذوها بجمال وعمق وهم يرقصون مع الحركة بينما تتحرك ” الحناطير بجانبهم، ودون شوفينية أو تحيز كانت الرقصة أصدق وأجمل.

لكن ماهي قصة الرقصة وكيف بدأت، كيكي في الأصل أسم لفتاة كانت أول من خاض المغامرة علي موسيقي أغنية in my feelings وهي لمغني كندي أسمه ” دريك ” ثم أرسلت الفيديو لحبيبها بعد أن وضعته علي حسابها بإنستجرام، الفكرة كلها تكمن في المخاطرة بالرقص أثناء تحرك السيارة ووسط الطريق بما يحمل ضمنيا رسالة فحواها ” أقول لك أحبك وأنا علي هذا الوضع الخطر “.

المشكلة أن الظاهرة انتشرت مسرعا ربما للبعد الرومانسي الذي يغلف المحاولة وخاصة في ظل هذا العالم المادي المتوحش الذي أزاح كل قصص الحب عن أغانينا ومسلسلاتنا وأفلامنا وحل محلها شريط أخبار يعج بالقتلي والتفجيرات والدمار أو دراما الأكشن التي أصبحت هي الأخري ظاهرة تستشري في بدن السوق الدرامي.

الحقيقة أن علماء النفس انتقدوا ظاهرة كيكي وشددوا علي أن هناك فراغ عاطفي كبير هو ما جعل البعض يقلدون الرقصة ويخوضون التحدي، وبالطبع هناك دوافع أخري وراء تورط بعض المشاهير في تقليد الظاهرة وليس هنا مجال تحليلها غير أن الخطير في الأمر أن مئات البنات والأولاد قلدوا الرقصة وتعرض البعض منهم للخطر ناهيك عن الارتباك المروري الذين تسببوا فيه.

أما تقديري الشخصي فأن غياب النموذج المحلي الناجح هو ماجعل الشباب ينظرون للغرب ويتلقفون تقاليعه ويقلدونها دون مراعاة لا للتقاليد ولا حركة الشارع لدينا حتي أن أحد المسؤولين لوح بعقوبة مالية تصل أحيانا للحبس ستقع بحق كل من يحاكي هذه التقليعة معرضا حياته وحياة الأخرين للخطر،

وربما في هذه اللحظة بالذات ينشغل أطفال الغرب بل وفتياته وشبابه بتقليد سجدة الفرعون المصري محمد صلاح، فهل صدرنا لهم مو صلاح بتحدياته وقيمه العليا واستوردنا ” كيكي ” ؟ هذا هو السؤال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى