تقاريرعاجل

ردود أفعال دولية متباينة تجاه الضربة الأمريكية بمحافظة حمص السورية

تباينت ردود الفعل الدولية ما بين الترحيب والتنديد بالضربات الأمريكية التي استهدفت فجر اليوم الجمعة مطار الشعيرات السوري بريف حمص، ما أسفر عن تدمير بالغ لمنشآت المطار، بما فيها الطائرات ومخازن الوقود ومدرج المطار.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني، إنه واثق من أن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة، من شأنه أن يسرِّع فرص التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.

ونقلت وكالة أنباء (آكي) الإيطالية عن جينتيلوني قوله – في بيان اليوم الجمعة – “اتصلت بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهناك التزام مشترك بمساهمة أوروبية لاستئناف المفاوضات وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.

وأضاف أن “استخدام الأسلحة الكيميائية محظور بموجب الاتفاقيات الدولية، ومن خلال عدة قرارات للأمم المتحدة، ولا يمكن إحاطة الأمر باللامبالاة، ومن يستخدم الأسلحة الكيميائية لا يمكنه الاعتماد على التخفيف والتضليل”.

وأشار رئيس الحكومة إلى أن “إيطاليا كانت دائما على قناعة بأن حلا دائما للأزمة السورية ينبغي أن يمرّ من خلال المفاوضات بين قوى المعارضة والنظام”.

بدورها، أعلنت الإمارات العربية المتحدة تأييدها للضربة الأمريكية ضد النظام السوري، وحمل وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش النظام السوري مسئولية ما وصل إليه الوضع في البلاد.

ونقلت شبكة (سكاي نيوز عربية) عن الوزير وصفه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا بأنه شجاع وحكيم، مشيرا إلي أن هذا القرار يبرز ويعزز مكانة الولايات المتحدة بعد تقاعس مجلس الأمن الدولي عن أداء دوره في حماية السلم والأمن الدوليين.

ورأي الوزير الإماراتي أن القرار يجسد تصميم الرئيس الأمريكي على الرد الحاسم على جرائم هذا النظام تجاه شعبه وإيقافه عند حده.

في المقابل، اعتبرت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان، أن الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات جاءت نتيجة لانتصارات القوات السورية ضد إرهابيي جبهة النصرة وتنظيم داعش.

ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن المسئولة السورية قولها إن الضربة الأمريكية علي قاعدة جوية سورية هو عدوان على كل القوى التي تحارب الإرهاب، مشيرة إلى أن هناك تناقضا فاضحا فيما تدعيه الولايات المتحدة والغرب على أنهم يقفون ضد الإرهاب وفي الوقت ذاته يحاولون إنقاذ الإرهابيين وتحريضهم.

في السياق نفسه، توقع محافظ حمص طلال البرازي عودة مطار الشعيرات للعمل خلال أيام، مضيفا أن الحكومة السورية شرعت في بحث كيفية إعادة المطار للعمل في أقرب وقت ممكن.

وفي موسكو، أعلن المتحدث الصحفي للرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن القومي الروسي الوضع في سوريا في أعقاب الضربة الأمريكية.

وقال بيسكوف – في تصريحات صحفية اليوم الجمعة- “لقد جرى بحث مفصل للوضع بعد شن الولايات المتحدة الأمريكية ضربات صاروخية في سوريا”، مشيرا إلى أن تصرفات واشنطن صنفت خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي كعمل إرهابي يتناقض مع القانون الدولي.

وأضاف “خلال الاجتماع، أعرب بوتين عن القلق العميق حيال التداعيات السلبية الأكيدة لمثل هذه الأعمال العدوانية على جهود محاربة الإرهاب”، موضحا أنه جرى كذلك بحث مسائل تتعلق باستمرار العملية الجوية الروسية في سوريا ودعم عمليات القوات المسلحة السورية في محاربة الإرهاب.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ماجيور جنرال ايجور كوناشينكوف، إن الوزارة تتوقع من البنتاجون تقديم دليل على استخدام الجيش السوري الأسلحة الكيماوية في مجزرة خان شيخون.

وأضاف كوناشينكوف – في مؤتمر صحفي في موسكو اليوم الجمعة- “إننا ننتظر تفسيرات من الولايات المتحدة حول توافر ما يسمونه دليلا لا يدع مجالا للشك يثبت أن الأسلحة الكيميائية في خان شيخون كانت تستخدم من قبل الجيش السوري”، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الروسية نفت استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل القوات السورية.

وفي بيروت، قال وزير الدولة اللبناني علي قانصو – في تصريح لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية اليوم الجمعة – إن الضربة العسكرية الأمريكية تمثل اعتداء سافرا على سيادة الدولة السورية، وتعطي دفعة إسناد ودعم للمجموعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا”.

واعتبر قانصو أن هذه الضربة العسكرية “نوع من البلطجة تقوم بها دولة كبرى تدعي حرصها على حقوق الإنسان وعلى احترام حريات الشعوب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى