رحيل فارس الإنسانية | بقلم لواء اح اسامه راغب

فقدت مصر رجلاً وطنياً عظيماً ومعلماً متميزاً للأجيال وفارسا مغوارا كان يتحامل على نفسة من أجل الوطن ومن اجل استكمال مسيرتة رحل اللواء دكتور/ طلعت موسى استاذ الاستراتيجية والامن القومى بأكاديميه ناصر العسكريه العليا وأحد أهم المحاضرين بالدورات التدريبية لشباب مصر فى مجال الامن القومى وحروب الجيل الرابع ومفهوم الدولة الشاملة والتحديات الراهنة .
فلقد رحل الكثير من العظماء ومن العلماء ومن الأبطال كل يوم .. ولكنى اتعجب من هذا الحزن الذى يسكن الجميع برحيل هذا الرجل النبيل الذى أطال الله فى عمره وامده بموفور الصحة والعافية لكى يتتلمذ على يديه العدد الأكبر من الدارسين ويتعلم منه صغار القادة والعسكريين والمدنيين ليس فقط الأمور العسكرية والاستراتيجيه والأمن القومى وتاريخ الشعوب والمعارك وإدارة الأزمات الدولية وحروب الجيل الرابع وغيرها .. بل أيضا ليتعلموا منه ما يرونه في شخصه من الحب والاخلاص والوطنية والشعور الجارف بالمسؤولية .. والتفانى فى العطاء، وكم تحامل على نفسه رغم مرضه الشديد ليؤدى محاضراته بكل اخلاص شديد وحماس ووطنية .
توفي القائد الذى كان احد قادة حرب ٦ اكتوبر ومستشار اكاديمية ناصر العسكرية العليا وأستاذ الاستراتيجية والأمن القومى والملحق الامني لاتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية .
وكان من أبرز المهتمين بملفات الشرق الأوسط، وعضوا بالمجلس المصرى للشئون الخارجية، وعمل على توثيق بطولات مقاتلى الجيش المصرى فى مختلف الحروب .
عاش من أجل الدفاع عن الوطن وهو يرتدي الزي العسكري وخاصه في حرب أكتوبر المجيدة وناضل وتعرض الي تهديدات عديده من كشفه للمؤمرات التي تحاك بمصر واستشهد وخرجت انفاسه الاخيره وهو ناظر الي السماء ويدعو الله ان يحفظ مصر.
كان يتألم وساقه اليسري تؤلمه وواقف يعطي ويكمل المحاضره والتوعيه لكي يكمل رسالته الوطنيه وآخر محاضره له في دورة صناع القرار صفق له الدارسين لمده طويله وحماس قوي جدا كما ولو انهم يزفوه الي مثواه الأخير وكاد أن يبكي من حفاوه الاهتمام والتكريم المعنوي من ابناؤه الدارسين.
فلا نعرف عنه إلا انه كان محبا لوطنه وخلوقا في تعامله مع الآخرين ودائما تجدة فى خدمة الاخرين، كان مثالا للتواضع والاحترام، فكل من كان يعرف اللواء طلعت موسي وسمع خبر وفاتة فكان لا يصدق ان هذا البطل قد رحل عنا، ونحن راجيين من الله جل وعلا ان يجعلة فى منزلة الشهداء فهو من ضحى بصحتة وكل ما بمتلكه من أجل هذا البلد ولاعلاء رايتها .
وحتى عندما كان يذهب الى إحدى محاضراتة فتجد من أمامة مشتاقين الى علمة يستمعون بقلوبهم وتجد بداخلهم سعادة غير طبيعية وهم يستمعون وحتى عند سؤالهم وتناقشهم كان الوضع مختلف تماما كأنهم اصدقائة وليست معاملة محاضر لطلبة علم .
لقد تعلمنا من هذا الفارس النبيل اللا يكون العمر الطويل أو الوهن البدنى سببا للاستسلام والتخلى عن الرسالة الوطنية .. تعلمنا من هذا البطل المثابر أن البطولة رجولة واصرار وتواضع وإكبار للحق و للواجب الانسانى .. هذا الرجل الجميل المبتسم فى وجه الجميع المرحب بالصغير و الكبير .. المتفانى فى عمله و فى واجبه .. الكهل الذى تدب فيه الحياة و يتحول ماردا حين يصعد المنصة ويبدأ فى إلقاء المحاضره .. فجأة تشتعل القاعة بوهج انطلاقه وحماسه وانتقاله بين الدارسين يشير ويسأل ويوضح و يناقش ويشجع ويصفق للبارزين و المتميزين .. فكان رحمة الله علية مثالا للشخص المجتهد على مصلحة بلدة كان دائما يحب أن يرى مصر فى اعلى مكانة فهو رجل أحب هذة البلد أكثر من حبة لنفسة وقدم المصلحة العامة وهى مصلحة بلدة ورغم مرضة فكان لا بتأخر عن أداء عملة فهو من الرجال الذين صدقو ما عاهدو الله علية .
نتمنى وانت فى دار الحق كم احببناك .. و أن تعلم حجم الألم و الفراغ الذى سيتركه رحيلك .. حجم الخسارة التى سيتحملها الجميع من بعدك .. رحمك الله وغفر لك وأسكنك فسيح جناته اللهم آمين .