تابع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مع الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، خطة عمل الوزارة، وذلك فى إطار الدور الذى تلعبه الوزارة فى ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية، وتعزيز قيم المواطنة، وتفعيل دور المؤسسات الثقافية، وهو ما يتماشى مع الهدف الاستراتيجى الثانى للحكومة المصرية المتمثل فى “بناء الإنسان المصرى”.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء، على أهمية الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة نحو خلق جيل مصرى مثقف، واعٍ بقضايا وطنه، يميز بين الأفكار البناءة التى تسهم فى إقامة مجتمع قوي متماسك، وغيرها من الأفكار التى يتغذى عليها التطرف والإرهاب.
فيما استعرضت وزيرة الثقافة، خطة عمل الوزارة، والتى تضم 7 برامج رئيسية تتمثل فى تطوير المؤسسات الثقافية، وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، وتحقيق العدالة الثقافية، وتنمية الموهوبين والنابغين والمبدعين، وتحقيق الريادة الثقافية (قوة مصر الناعمة)، ودعم الصناعات الثقافية، وحماية وتعزيز التراث الثقافي.
وأضافت الوزيرة، أن البرنامج الأول، تطوير المؤسسات الثقافية، يهدف إلى إحلال وتجديد بعض المنشآت الثقافية ورفع كفاءة وإعادة تأهيل وتأمين البعض الآخر، بالإضافة إلى إدراج منشآت جديدة ضمن الخدمة الثقافية، لافتة إلى أن ذلك يتم وفقاً لجداول زمنية محددة.
ومن أجل تحقيق البرنامج الأول، افتتحت وزارة الثقافة 14 موقعاً ثقافياً في 11 محافظة، من بينها قصور وبيوت ثقافة، ورفع كفاءة وإعادة تطوير مؤسسات ثقافية بتكلفة مالية قدرها 363 ملايين، كما تم إعادة تشغيل وافتتاح 7 مسارح بعد إعادة تطويرها بتكلفة مالية تقدر بنحو 151 مليون جنيه، من ضمنها المسرح القومي، ومسرح الطليعة، ومسرح العرائس، والمسرح العائم، ومسرح الغد، ومسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية.
وفي إطار برنامج تطوير المؤسسات الثقافية، تم أيضاً إعادة افتتاح دار الكتب والوثائق القومية بباب الخلق بتكلفة قدرها 45 مليون جنيه، وتم افتتاح قاعة الاطلاع بدار الكتب والوثائق القومية بتكلفة مالية تقدر بنحو 5.8 ملايين جنيه، كما تم افتتاح قاعة الفنون والموسيقى، وافتتاح متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب بحي الأزهر بتكلفة مالية قدرها 13.3 مليون جنيه، وتمت إعادة افتتاح منفذ بيع هيئة الكتاب ببيروت، وافتتاح منفذ بيع هيئة الكتاب بجامعة بني سويف، وافتتاح مكتبة المترجم وافتتاح مكتبة مصر العامة بدمنهور، كما تم افتتاح 8 مقرات للرقابة على المصنفات الفنية بـ 7 محافظات في كل من الجيزة وجنوب سيناء وأسيوط وأسوان والأقصر ومطروح والبحر الأحمر.
وبشأن المواقع المستهدف افتتاحها حتى نهاية 2020، أكدت الوزيرة أنه من المستهدف افتتاح 18 مشروعاً بتكلفة مالية قدرها 756 مليون جنيه.
وقالت الدكتورة إيناس عبدالدايم: يأتي ملف التحول الرقمي ضمن أهداف برنامج تطوير المؤسسات الثقافية، ففي ظل توجه الدولة للتحول الرقمي، اتخذت وزارة الثقافة خطوات جادة في مشروع الرقمنة، والذى يهدف إلى وصول الخدمة الثقافية إلى أكبر قطاع ممكن من الجمهور داخل مصر وخارجها، وذلك بالتعاون مع وزارة الاتصالات، حيث تم إعداد ما يقرب من خمسة آلاف كتاب باللغة العربية ومترجمات لعدة لغات، و 100 مخطوط تاريخي، وأفلام تسجيلية وسينمائية ومسرحيات وبرامج فنية وثقافية وخرائط نادرة وميكروفيلم وفهارس، لمكتبات القاهرة الكبرى ومصر العامة، ودار الأوبرا، ومشروعات تجميل الميادين.
كما تضمن البرنامج أيضاً إعادة هيكلة الجهاز الإداري لوزارة الثقافة ورفع كفاءة وقدرات العاملين، من خلال الدورات التدريبية والتأهيلية وتنمية مهاراتهم، مما ساهم في خلق جيل جديد من القيادات الشابة المدربة، وكذا إعادة هيكلة المجلس الأعلى للثقافة وإعادة هيكلة لجانه، في إطار استراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وضمن تخطيط السياسة الثقافية بما يتناسب والاستراتيجية العامة للدولة.
وأوضحت أن البرنامج الثاني، ضمن خطة عمل وزارة الثقافة، تحت عنوان تعزيز القيم الإيجابية داخل المجتمع، والذي يهدف إلى غرس قيم المواطنة في المجتمع بما يحقق أهداف خطة التنمية المستدامة، والسعي إلى حياة أفضل من خلال بناء شخصية المواطن المصري، لكي يكون عضواً فاعلاً في بناء اجتماعي متماسك يكافح الفكر المتطرف ويحافظ على هويته الوطنية.
وأشارت وزيرة الثقافة، إلى أن الوزارةنفذت 43925 نشاطاً ثقافياً، تضمنت ندوات وصالونات ومؤتمرات ثقافية ومسرحيات وعروضا فنية، بهدف غرس القيم والعادات الأصيلة للمجتمع المصري، استفاد منها بشكل مباشر نحو 1.177 مليون مواطن، ونفذت 104 عروض مسرحية، و 33760 فعالية ثقافية وفنية بهدف ترسيخ الهوية الوطنية والارتقاء بالذوق العام، بالإضافة إلى المسابقات الثقافية والفنية التي تعمل على غرس قيم الانتماء الوطني، مثل مسابقة الانتماء الوطني في التأليف المسرحي، والموسم الثاني من مسابقة أنا المصري.
وقامت الوزارة أيضاً بإقامة المعارض والصالونات الفكرية لتعريف الشباب بهويتهم الثقافية، من بينها صالون الشباب، ومنتدى الحوار الثقافي، وافتتاح الدورة الأربعين من المعرض العام بمتحف الفن المصري للفنانين التشكيليين، وإطلاق فعاليات المعرض الثالث من سلسلة “كنوز متاحفنا الفنية”، وكرمت وزارة الثقافة 17 شخصية من رموز ثورة 1919 والتي تمثل لحظة فارقة في تاريخ مصر الحديث ضمن الفعاليات التي تنظمها الوزارة بمناسبة مئوية ثورة 1919.
كما أطلقت الوزارة برنامج مكافحة التطرف بالمنيا، في إطار مكافحة التطرف الفكري، بهدف تعزيز قيم وممارسات المواطنة واحترام التنوع الديني والثقافي من خلال تكوين مناخ اجتماعي وثقافي وتنموي داعم للسلم المجتمعي والتنمية المستدامة، ويتضمن البرنامج تنمية الوعي ضد كافة أشكال التمييز الاجتماعي والديني والثقافي، والتنشئة على قيم احترام التنوع وحقوق المواطنة، وتم تنفيذ 50 نشاطاً ثقافياً وفنياً يهدف إلى نبذ التطرف الفكري، بها عروض مسرحية وسينمائية، واحتفالات وطنية استفاد منها نحو 62 ألف مواطن.
وأضافت الوزيرة: أطلقت الوزارة أيضاً مشروع مسرح المواجهة والتجوال، بهدف تجوال أكبر عد من العروض المسرحية الاحترافية في القرى والنجوع التي لم تصلها الخدمات الثقافية، إيماناً بدور الفن في مواجهة الأفكار المتطرفة، وذلك في 18 محافظة، حيث تم تنفيذ 180 ليلة عرض أقيمت في الساحات العامة والأماكن المفتوحة في 10 محافظات، هي الأقصر وأسوان والمنيا وقنا والوادي الجديد وجنوب سيناء ومرسى مطروح والفيوم والبحيرة والغربية، بالإضافة إلى بعض القرى والنجوع في سيوة، وحلايب وشلاتين، بإجمالي حضور 150 ألف مشاهد.
أما بالنسبة للبرنامج الثالث من خطة عمل وزارة الثقافة فقد جاء تحت عنوان “العدالة الثقافية” حيث أوضحت الدكتورة إيناس عبدالدايم أنه يهدف إلى تحقيق عدالة توزيع الخدمات الثقافية على ربوع الوطن دون تمييز عرقي أو إيثار لإقليم بذاته عن غيره عند تقديم هذه الخدمات، حتى تصبح الثقافة حقا لكل مواطن.
وشملت الأنشطة المقدمة للمناطق الحدودية والنائية تقديم ندوات وملتقيات وصالونات ثقافية وجلسات شعر وأدب وأنشطة فنية، وقوافل ثقافية، وورش حكي للأطفال، وعروضا سينمائية للكبار والأطفال، وورشا ومعارض فنون تشكيلية، وورش تدريب على الحرف اليدوية والتراثية، وبلغ إجمالي عدد الأنشطة 7705 أنشطة، بإجمالي 317433 مستفيداً.
وقالت: تناول برنامج العدالة الثقافية، مسألة الدمج الثقافي لأبناء المناطق الحدودية، التي تقوم على تدعيم قيم الانتماء الوطني في نفوس أبناء مصر في المناطق الحدودية والنائية، ودمجمهم مع أبناء القاهرة ومدن الدلتا من خلال تنفيذ عدد من الزيارات الميدانية لعدد من المتاحف ومجمع الأديان والمزارات الثقافية والسياحية داخل جمهورية مصر العربية، كما تم تنظيم القوافل الثقافية والتي تهدف إلى تقديم الدعم الثقافي والمجتمعي للأسر المصرية في المناطق البعيدة، وتوجيه الرعاية والتوعية إلى الشباب في مواقعهم كافة وتعزيز المسئولية المجتمعية ونشر مكونات الثقافة الأدبية والتراثية بين فئات المجتمع، حيث نفذت الوزارة 442 قافلة ثقافية للمحافظات الحدودية وقرى محافظات إقليم غرب ووسط الدلتا وقرى محافظات المنيا بإقليم وسط الصعيد، استفاد منها 693.5 مواطن.
وأعلنت وزيرة الثقافة تبنى الوزارة مشروع عاصمة الثقافة المصرية، والذى تهدف فكرته إلى نشر الوعي الثقافي والفني وتنمية القدرات الإبداعية لأبناء المحافظات في مختلف المجالات، ودعم الحرف التراثية واكتشاف الموهوبين؛ وذلك لترسيخ مبدأ العدالة الثقافية بهدف تعزيز التواجد الثقافي في كافة المحافظات ورفع مستوى الوعي بالعديد من المشكلات والقضايا المتعلقة بالانتماء، من خلال الأنشطة الفكرية واللقاءات التفاعلية، وذلك من خلال المحافظة المستضيفة لفعاليات مؤتمر أدباء مصر.
ونفذت الوزارة في هذا السياق 136 فعالية ثقافية وفنية في الفترة من يناير حتى أكتوبر 2019 بمحافظة مطروح، شملت إقامة (صالونات فكرية، وقوافل ثقافية، وعروض فنية، وورش للفنون، وورش حرف يدوية، ومعارض فنون تشكيلية، ومسرح عرائس، ومعرض للكتاب، وحفلات لدار الأوبرا المصرية، وأسابيع ثقافية بالمدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وفعاليات لذوي القدرات الخاصة، استفاد منها أكثر من 197 ألف مستفيد، كما تم إعلان محافظة بورسعيد عاصمة للثقافة المصرية لعام 2020 من خلال استضافة مؤتمر أدباء مصر في ديسمبر 2019، وجار إعداد أجندة فعاليات فنية وثقافية على مدار العام يتم تنفيذها في مختلف أرجاء المحافظة.
وتضمن برنامج العدالة الثقافية، إعادة إنتاج مراسم سيوة واستحداث مراسم النوبة ومراسم الطور، وبشأن مراسم سيوة، وهي مراسم دائمة تقع بواحة سيوة بمطروح، توقفت لمدة 3 سنوات منذ 2015 وتم إعادتها عام 2018 بالإضافة إلى استحداث مراسم النوبة في 2018، واستحداث مراسم الطور بجنوب سيناء لأول مرة هذا العام، بهدف تسجيل وتوثيق عادات وتقاليد تلك المناطق من خلال لوحات فنية تعبر عن وجهة نظر التشكيليين.
كما تضمن برنامج العدالة الثقافية، مشروع تنمية جنوب الوادي الذي يضم ورش تدريب على الحرف التراثية، ودورات تنمية بشرية، وعروضا فنية وورش أطفال، حيث تم استهداف 19 قرية بمحافظتي المنيا وبني سويف وجار العمل على تنفيذ باقي مراحل المشروع بمحافظات (أسيوط – سوهاج- الوادي الجديد – قنا – الأقصر – البحر الأحمر – أسوان)، حيث تم الانتهاء من تدريب 281 فتاة على الحرف اليدوية التراثية والتقليدية بمحافظة المنيا بإجمالي عدد مستفيدين 93950 مستفيداً، وبلغ عدد المستفيدين بمحافظة بني سويف 1750مستفيداً وتم الانتهاء من تدريب 75 فتاة على الحرف اليدوية التراثية والتقليدية.
كما تم تنظيم 55 معرضاً للكتاب على مستوى محافظات الجمهورية، ومن أجل تحقيق العدالة الثقافية قامت وزارة الثقافة المصرية بتنظيم العديد من المهرجانات المحلية والدولية بمحافظات مصر المختلفة مثل مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء، ومهرجان السينما الإفريقية بالأقصر، ومهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة بأسوان، ومهرجان دمنهور الدولي للفلكلور، والمهرجان القومي للمسرح المصري، فيما تقوم وزارة الثقافة حاليا بالإعداد لتنظيم مهرجان قنا للموسيقى العربية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، ومحافظة قنا وجامعة جنوب الوادي.
وكذا تم إطلاق مشروع المكتبات والمسارح المتنقلة التي تستهدف الوصول إلى المناطق الحدودية والنائية لتقديم الخدمات الثقافية لأهالي تلك المناطق، فضلاً عن تنفيذ 2987 نشاطاً لذوي القدرات الخاصة، بما يساهم في تعزيز مشاركتهم في الأنشطة الثقافية المختلفة، وفي هذا السياق تم تأسيس “فرقة الشمس” لذوي القدرات الخاصة كأول فرقة رسمية تابعة للدولة لذوي القدرات الخاصة، وتشغيل قاعات المكفوفين للموسيقى والفنون بدار الكتب، فضلاً عن افتتاح فصول لتنمية المواهب لذوي القدرات الخاصة بدار الأوبرا المصرية تضم 85 دارساً بالقاهرة والإسكندرية.
وجاء البرنامج الرابع، ضمن خطة عمل وزارة الثقافة، تحت عنوان “تنمية الموهوبين والنابغين والمبدعين”، وفي هذا السياق أكدت وزيرة الثقافة أن اكتشاف وتنمية الموهوبين والنابغين والمبدعين يعد صناعة واستثمارا ثقافيا حقيقيا في عقول النشء والشباب، باعتبارهما رأس المال الحقيقي الذي يمكن الاستثمار فيه، ومصادر لبناء الوطن في المستقبل.
وأوضحت أن وزارة الثقافة قامت برعاية عشرات الموهوبين في مختلف المجالات من خلال مراكز تنمية المواهب التي بدأت في التوسع بها في مختلف أقاليم مصر، بجانب تحفيزهم من خلال جوائز المسابقات التي يتم الإعلان عنها أو عن طريق تقديم الدعم اللوجستي لهم، وتضم وزارة الثقافة 3 مراكز لتنمية المواهب تابعة لدار الأوبرا المصرية بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، كما قامت الوزارة بافتتاح مركز لتنمية المواهب بقصر ثقافة طنطا، بإجمالي عدد دارسين بلغ 3235 دارساً، وجار افتتاح قصور لتنمية المواهب في قنا وبورسعيد وأسيوط.
كما اتجهت الوزارة إلى إنشاء فرع جديد لأكاديمية الفنون في الإسكندرية، وجار افتتاح فرع أسيوط، وجار العمل على افتتاح فرع المنصورة، كما تم افتتاح معهد فنون الطفل وإعادة تشغيل مركز اللغات والترجمة بمقر الأكاديمية الرئيسي بالقاهرة.
وأضافت إيناس عبدالدايم: دشنت الوزارة أيضاً في هذا الصدد، مشروع “ابدأ حلمك” والذي يهدف لتدريب شباب الفنانين على فنون الأداء، ونشر منظومة القيم الإيجابية الطاردة لتطرف الشباب بالتعاون بين البيت الفني للمسرح بالقاهرة والهيئة العامة لقصور الثقافة، وبدأت أولى مراحل المشروع بالقاهرة في ديسمبر 2017، ثم استكمال المرحلة الثانية في يناير الماضي بالقاهرة، وبلغ عدد الخريجين 170 فناناً، أما في المحافظات فقد بدأت أولى مراحل المشروع في سبتمبر 2017 بمحافظات الشرقية وأسيوط والفيوم، وتم البدء في ورش التدريب في المحافظات الثلاث اعتباراً من يوليو 2019 وجار تعميم المشروع على باقي محافظات مصر.
وفيما يتعلق بالجوائز التي تمنحها الدولة للمبدعين والمساهمين في نشر الثقافة والعلوم الاجتماعية والفنون، وهي جوائز التشجيعية والتقديرية والتفوق والنيل، فقد بلغ عدد الفائزين بجوائز الدولة 31 جائزة، وتم رفع فيمة جوائز النيل في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية لتكون قيمة كل جائزة 500 ألف جنيه بدلاً من 400 ألف جنيه، وفي إطار التأكيد على ريادة مصر الثقافية، تم استحداث جائزة النيل العربية ضمن جوائز الدولة تمنح لأحد المبدعين العرب وقيمتها 500 ألف جنيه.
أما فيما يتعلق بالبرنامج الخامس، ضمن خطة عمل وزارة الثقافة، والذي جاء تحت عنوان “تحقيق الريادة الثقافية – قوة مصر الناعمة”، أشارت وزيرة الثقافة أنه يستهدف استعادة قوة مصر الناعمة ودورها الريادي، من خلال تفعيل الدور الإيجابي للثقافة والفنون المصرية، وتمثيلها في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، بما يمنح قوة للتأثير الثقافي المصري على المستوى الإقليمي والدولي، ولتحقيق هذا الهدف تعمل وزارة الثقافة على تنفيذ محورين؛ يتمثل المحور الأول في الفعاليات التي تنفذها وزارة الثقافة داخل جمهورية مصر العربية، حيث نفذت الوزارة أكثر من 20 مهرجانا دوليا داخل مصر، والثاني هو الفعاليات الدولية التي تشارك بها مصر عالمياً، حيث نفذت الوزارة أنشطة ثقافية وفنية في أكثر من 80 دولة حول العالم، فضلاً عن مشاركة مصر في الملتقيات والمؤتمرات الدولية، وتنفيذ أجندة فعاليات رئاسة مصر للإتحاد الإفريقي، وتنفيذ أجندة فعاليات عام مصر فرنسا 2019.
وفي هذا الصدد أشارت الوزيرة أيضاً إلى الدور الذي تلعبه الأكاديمية المصرية للفنون بروما التي تأسست عام 1929، والتي تعتبر أحد أهم الجسور الهامة ونافذة لنقل مفردات الإبداع المحلي إلى العالم، كما تعد أحد الركائز الأساسية ومنارة للإشعاع الثقافي في قلب أوربا، وتشارك بدورها كأحد أدوات القوة الناعمة المصرية في الترويج لمصر، وموروثها الثقافي والحضاري، من خلال إلقاء الضوء على بعض المشروعات القومية في عروض الأفلام التسجيلية طوال موسمها الثقافي والفني، الذي يعتمد على التنوع الثقافي إلى جانب مواصلة السعي لتعزيز مفهوم الهوية الثقافية.
وتستهدف الوزارة أيضاً ضمن البرنامج الخامس من خطة عملها، تنظيم فعاليات القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية، وترتيبات عام مصر- روسيا 2020، وإعداد مشروع فني باستضافة نجم من مصر أو الوطن العربي لتقديم حفل شهري على مسرح دار الأوبرا المصرية، تأكيداً على الريادة الفنية المصرية، وعودة الاحتفال بعيد الفن 2020، وكذا تستهدف استضافة مؤتمر وزراء الثقافة للدول الإسلامية 2020 .
وقالت الدكتورة إيناس عبدالدايم: البرنامج السادس لخطة عمل الوزارة، يتمثل في دعم الصناعات الثقافية، والذي يستهدف تحقيق تنمية مستدامة في مجالات صناعة السينما والموسيقى والكتاب والنشر، وإعادة إحياء الحرف التراثية التي تعد مكونا رئيسيا للهوية الثقافية والحضارية لمصر، حيث تعتبر الصناعات الثقافية أحد الدعائم الهامة التي يمكن استثمارها لكي تسهم في تنمية الاقتصاد المصري، وفي ضوء دعم الصناعات الثقافية، بذلت الوزارة جهوداً ملموسة في مشروع صناعة الكتاب، حيث قامت بطبع ونشر 1278 عنوان كتاب في إطار مشروع صناعة الكتاب، بالإضافة إلى إعادة إحياء مكتبة الأسرة التي تعتبر أحد أهم مصادر الفكر والإطلاع، والتوسع في إعداد الكتب المترجمة إلى اللغة العربية.
وتبنت وزارة الثقافة مبادرة “صنايعية مصر” لتدريب الشباب على الحرف التراثية لحماية التراث وإعادة إحيائه، وذلك في المناطق التي ترتفع بها نسب البطالة، وتستهدف هذه المبادرة 26محافظة على مرحلتين بواقع 13 محافظة في كل مرحلة، ويستهدف المشروع الشباب من سن 18 إلى 40 سنة.
ويتناول البرنامج السابع من خطة عمل الوزارة، مثلما تقول الوزيرة، حماية وتعزيز التراث الثقافي، والذي يهدف إلى جمع وحماية وتوثيق تراث مصر الثقافي باعتباره جزءا أصيلا من تاريخ هذا الوطن، وفي هذا الصدد، نفذت وزارة الثقافة مبادرة “تراثك أمانة”، والتي تم من خلالها مشاركة المجتمع المدني في جمع التراث، حيث تم استلام 17 من المخطوطات النادرة، وتم استرداد 4 مخطوطات قبل بيعها بالمزادات العلنية خارج جمهورية مصر العربية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية للحفاظ على مقتنيات مكتبة الفنان الراحل حسن كامي، حيث تم حصر 86 عنواناً وفقاً لقانون المخطوطات، ونقل ملكيتها إلى دار الكتب والوثائق القومية، كما تم إنشاء سجل لتوثيق تراث السينما المصرية، والذي ضم العديد من مقتنيات السينما المصرية المملوكة لوزارة الثقافة، بالإضافة إلى إدراج 107 أفلام بسجل التراث القومي للسينما المصرية.
وأشارت الوزيرة إلى تبني مشروع “عاش هنا” الذي يهدف إلى تكريم رموز مصر من المبدعين والمفكرين، من خلال تركيب لوحات على المنازل التي عاشوا بها، ومشروع “حكاية شارع” الذي يهدف إلى إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصري، من خلال معرفة الأجيال الحالية بتاريخنا، حيث إن معظم الشوارع في القاهرة تحمل أسماء لأعلام شخصية في مجالات مختلفة.
كما اتخذت الوزارة خطوات هامة في سبيل حماية الأعمال التراثية بالميادين العامة، حيث تم إصدار كتاب استرشادي ثم تعميمه على جميع المحافظات لترميم الأعمال الفنية بالميادين العامة، كما تبنت الوزارة مبادرة تجميل الميادين العامة بهدف تجميل الميادين حفاظاً على الذوق العام، حيث تم الانتهاء من تخطيط وتصميم التطوير لـ 31 ميداناً على مستوى الجمهورية كمرحلة أولى.