رئيس الوزراء المجري يندد بإبتزاز الاتحاد الاوروبي لتليين موقف بلاده من الهجرة

قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان اليوم الثلاثاء إن المجر ستقاوم أية محاولات “لابتزازها” ودفعها إلى تليين موقفها المعادي للهجرة، عشية تصويت في البرلمان الاوروبي ضد حكومته الشعبوية.
ووصف أوربان ب”المهين لكرامة بلاده” تقريرا قدم إلى البرلمان يتهم حكومته بأنها تشكل “تهديدا منهجيا” للقيم الديموقراطية التي قام على أساسها الاتحاد الاوروبي.
وسيصوت البرلمان الاوروبي ظهر الجمعة حول ما إذا كان سيطلق اجراء يمكن أن يقود إلى عقوبات سياسية غير مسبوقة ضد المجر، ويعمق الانقسام بين الاحزاب الوسطية المؤيدة لأوروبا والقوى الشعبوية المعادية للهجرة.
وقال اوربان موجها كلامه الى نواب البرلمان الاوروبي بغضب “مهما كان القرار الذي ستتخذونه، فلن ترضخ المجر للابتزاز”، واتهمهم بأنهم قد قرروا بالفعل تفعيل المادة السابعة من معاهدة الاتحاد الاوروبي والسعي لفرض إجراءات للحد من حقوق حكومته بالتصويت.
وقال “المجر ستحمي حدودها وتوقف الهجرة غير الشرعية وتدافع عن آرائها”، متهما النخبة في الاتحاد الاوروبي بالرغبة في معاقبة بودابست على موقفها المعادي للهجرة.
وتقول بودابست إن إجراءاتها المناهضة للهجرة ودفاعها عن حقوقها السيادية تتماشى مع مزاج الناخب الاوروبي الذي سيختار برلمانا جديدا في ستراسبورغ في أيار/مايو المقبل.
إلا أن جوديت سارجنتيني التي تقود التصويت حول ما إذا سيتم اتخاذ اجراء بحق المجر، قالت للنواب أن الوقت حان لكي يتخذوا “خيارا مهما”.
وقالت النائبة من حزب الخضر في هولندا “هل ستسمحون لحكومة ان تنتهك القيم التي بني عليها الاتحاد دون عواقب .. أم هل ستضمنون أن تكون قيم هذا الاتحاد أكثر من مجرد كلمات مكتوبة على قطعة ورق؟”.
وتعرب النائبة في تقريرها عن مخاوف بشأن استقلال القضاء في المجر والفساد وحرية التعبير والحرية الاكاديمية والدينية وحقوق الاقليات واللاجئين.
وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها البرلمان الأوروبي حقه في اتخاذ المبادرة في هذا المجال.
ويفترض أن يبت النواب في مسألة اتخاذ قرار يطلب من مجلس الاتحاد “ملاحظة وجود إنتهاك خطير من جانب المجر للقيم التي بني عليها الاتحاد الأوروبي”، بموجب المادة السابعة من معاهدة الاتحاد.
ونادرا ما تستخدم المادة السابعة. وكان تم اللجوء إليها للمرة الأولى في نهاية كانون الاول/ديسمبر 2017 ضد بولندا بمبادرة من المفوضية الأوروبية.
وللتعبير عن استيائها من المجر، لجأت المفوضية إلى إجراءات أخرى قبل ذلك حول عدم احترام المجر لتشريع للاتحاد حول اللجوء، وبسبب إصدار قانون يعاقب مساعدة المهاجرين، وقوانين أخرى في شأن تمويل المنظمات غير الحكومية والقانون حول التعليم العالي.
ويجسد أوربان المعادي بشدة للهجرة والذي يميل إلى أساليب الحكم الاستبدادي ويعبر عن مواقف ضد الاتحاد الأوروبي، موجة الشعبوية التي تجتاح أوروبا.