رئيس المخابرات القبرصية يقدم استقالته بعد كشف صفقة شراء أجهزة تنصت
نيقوسيا – (أ ش أ)
استقال رئيس جهاز المخابرات القبرصي آندرياس بنتاراس من منصبه الذي تقلده عام 2013، وذلك في أعقاب نشر صور فواتير شراء بمئات الملايين من الدولارات عبر شبكة الإنترنت توضح قيام المخابرات القبرصية بشراء أجهزة استطلاع ومراقبة هاتفية بأثمان باهظة أثارت شبهات فساد حول عملية الشراء.
وجاءت استقالة رئيس المخابرات القبرصية بعد اقل من أسبوع من نشر تلك المعلومات المعززة بفواتير الشراء بمعرفة مجموعات من الهاكرز عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وبينت تلك المستندات أن الشراء تم من مؤسسة هايكنج تيم ليمتد الإيطالية المتخصصة في إنتاج نظم الاتصالات والمراقبة المتطورة والتي تعتبرها منظمات الدفاع عن الحقوق المدنية عدوها الأول لسابق عملها في نيجيريا وأذربيجان وأوزبكستان وبلدان من الشرق الأوسط.
وأوضحت المستندات المسربة كذلك أن الشراء اشتمل معدات من إنتاج الشركة الإيطالية تستخدم في مراقبة الهواتف المحمولة و شبكات اللاسلكي والهواتف الأرضية الكابلية واللاسلكية وكذلك مراقبة حسابات الإنترنت من خلال تصدير فيروسات تجسس إلى الحسابات المستهدفة.
ووجد أعضاء البرلمان القبرصي في هذا التسريب فرصة سانحة لشن هجوم محرج على الحكومة وأجهزة المخابرات في قبرص نظراً لأن الدستور القبرصي لا يجيز التنصت على هذا النطاق الواسع حيث تم إدخال تعديل على الدستور في عام 2011 يتيح قيام المخابرات القبرصية بأنشطة تنصت على الاتصالات لدواع أمنية وأخرى لمكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات وتهريب البشر وفقاً لشروط معينة وموافقات قضائية مسبقة.
لكن مدير المخابرات القبرصية – الذى لم يجد بدا من الاستقالة – أكد أن التحديات التي تواجهها بلاده من أنشطة المخابرات التركية هي التي حتمت تعزيز قدرات الاستخبارات التركية على مواجهة مخابرات تركيا.
وقال مدير المخابرات القبرصية – في معرض الدفاع عن نفسه – إن هناك معلومات تؤكد تورط عناصر من مسلمي شمال قبرص الذى تحتله تركيا تعمل لحساب تنظيم “داعش” ويتعين رصد تحركاتهم وإجهاض أي أنشطة لهم، نافياً أن تكون أجهزة المراقبة المشتراه تستهدف الحريات الشخصية لأبناء الشعب القبرصي، موضحاً أن لتركيا قوات قوامها 45 ألف مقاتل تحتل شمال الجزيرة القبرصية بعد غزو تركيا الأراضي القبرصية عام 1974.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب قال مسئولون في الأمن القبرصي إن المخابرات قد كشفت وقبضت على عناصر شبكة تخريبية من عملاء لبنانيين تبين لاحقا انتماءهم لحزب الله و بحوزتهم 67 عبوة من مادة نترات النشادر بمدينة لارناكا القبرصية وهى مادة تستخدم في إنتاج الأسمدة الزراعية وبالإمكان وفق معالجات بسيطة استخدامها في إنتاج القنابل.