رئيس البرلمان العراقي : المرحلة الراهنة تستلزم التكاتف العربي
نبه رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إلى صعوبة وحساسية المرحلة الراهنة التي يمر بها في العراق والمنطقة، مما يستلزم مزيدا من التكاتف العربي والتعاون الدؤوب حفاظا على البيت العربي من مشاريع التفكيك والتقسيم والعزل .. مؤكدا حاجة المنطقة إلى تسوية تاريخية لا تكون في العراق فقط.
ولفت رئيس البرلمان إلى أن العلاقة المميزة بالأشقاء العرب تجلت في تعاون واسع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية إضافة إلى وقوف العديد من الأشقاء مع العراق ودعم المعركة ضد الإرهاب إضافة إلى الدعم الإنساني الذي شمل برامج رعاية للنازحين.
وقال الجبوري – خلال اجتماع تشاوري للجنة العلاقات الخارجية مع رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية بمقر البرلمان حضره سفير مصر لدي العراق علاء موسي -: “إن خنادق دولية سعت إلى محاولة تقسيم المنطقة ليتشظى البيت العربي ويأكل نفسه ويحارب ذاته، ومن هنا يبدأ الخطر مع تراجع الحس الجمعي للأمة وتنامي نزعة الشك لدى البعض من البعض الآخر وهو ما سيؤدي بالنتيجة إلى التنازع والفشل”.
وأضاف: أن فكرة التسوية التاريخية يجب أن لا تكون مصطلحا مصاحبا للأزمة العراقية فحسب بل أن المنطقة بأسرها بحاجة إلى تسوية تاريخية تعمل على إنهاء كل مظاهر التوتر فيها حزمة واحدة مع قدر من التنازلات المؤلمة للأطراف الفاعلة عربيا وإقليميا.
وتابع: أنه بتواجدكم هنا حقيقة الترابط بيننا كدول شقيقة تجمعنا خيمة العروبة ولسان الضاد والتاريخ المشترك العظيم والدم الواحد الذي ننتمي إليه ونعتز به.
وأشار الجبوري إلى أن العراق كان ولايزال وسيبقى فاعلا ومهما، وقال: إنكم بددتم جميع المخاوف للبعض في تأكيد جاهزية بغداد لاستقبال البعثات الدبلوماسية حيث أنتم بين أهلكم في أمن وسلام وتعيشون مع البغداديين حياتهم.
ونوه بأن القوات المسلحة تحقق انتصارات كبيرة في الساحل الأيمن غربي الموصل بفضل إيمان العراقيين بعدالة معركتهم وشجاعتهم وإصرارهم على طرد الإرهاب من أرضهم، وأضاف: كنا ومازلنا ننظر إلى علاقتنا بأشقائنا العرب على إنهاء علاقة تكامل مبنية على أساس الاحترام المتبادل والتعاون لتحقيق المصالح المشتركة بين بلداننا.
وأكد أهمية تعدد الآراء واحترام اختلاف وجهات النظر بين الأشقاء، واستدرك قائلا “ولكن الموجع والمؤلم أن يتحول الحوار إلى صراع والصراع إلى احتراب ومن المهم أن نعمل على إدارة حوارنا مع بَعضنا ضمن منظومة البيت الواحد”.
وشدد على ضرورة العمل على إعادة روح التواصل البناء وتعميق الشعور الأخوي العربي بشكل يعصم من التفكك والتراجع، ولا يمنح الآخرين الفرصة في تصعيد وتيرة النزاعات في المنطقة، “والتي كنا ومازلنا نقول إن حلها لا يمكن إلا عبر الحوار والتفاهم”.
وختم الجبوري كلمته بالقول “مع اقتراب انعقاد القمة العربية في عمان فإنه من المهم أن تعمل الدول الشقيقة على بلورة تصورات ومبادرات واضحة من شأنها تحسين وضع البيت العربي والإسراع في حسم قضاياه المختنقة بالجدل والتردد والعجز، ونحن واثقون من قدرة القادة العرب على استجلاء هذه المشاكل وتفكيكها وتقديم الحلول الناجعة لها”.