ذي أتلانتك التماسك الاجتماعي هو أفضل المؤشرات على قدرة المجتمع على مواجهة الإرهاب

نقلاً عن الموقع الإلكتروني لمجله “ذي أتلانتك” الأمريكية، في ذكرى هجمات الـ 11 سبتمبر, يصب الانقسام السياسي في الولايات المتحدة في مصلحة تنظيم “القاعدة” الإرهابي، أن الهجوم الإرهابي الأكبر في أمريكا دفع الشعب واليمين واليسار السياسي بالبلاد إلى الوحدة، لافتة إلى أن التماسك الاجتماعي هو أفضل المؤشرات على قدرة المجتمع على مواجهة إلى الإرهاب.
وأكدت إن الهدف الرئيسي للإرهاب هو خلق الشقاق والاستفادة منه داخل المجتمع المستهدف، مشيرة إلى أن تنظيم القاعدة سعى طويلا لفعل ذلك في الولايات المتحدة حيث درس زعيم التنظيم “أسامة بن لادن” أسباب استياء الشعب الأمريكي المتعلقة بحروب العراق وأفغانستان، موجها قادته بالبحث عن طرق لاستغلال هذا الاستياء.
وأعلن وفي الوقت ذاته الداعية اليمني الأمريكي “أنور العولقي” الذي سجل فيديوهات بالإنجليزية لصالح تنظيم القاعدة، أن “الغرب في النهاية سينقلب ضد مواطنيه المسلمين”، وهو اقتباس انتشر مجددا في أعقاب الأوامر التنفيذية للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بمنع السفر إلى الولايات المتحدة من دول ذات أغلبية مسلمة.
وأضافت المجلة إن العولقي لو كان حيًا اليوم لكان سعيدا بالانقسامات التي تعاني منها أمريكا، حيث مازال الأمريكيون يكافحون للتعافي من الحملة الانتخابية الأكثر إثارة للانقسام، والتي أدت إلى استقطاب سياسي واقتصادي وعرقي وجيوجرافي غير مسبوق.
واعتبرت “ذي أتلانتك” أن المذبحة التي شهدتها مدينة “شارلوتسفيل” بفرجينيا بقيام يميني متطرف بهجوم الدهس بالسيارات، هي بمثابة دليل على أن الإرهاب المحلي يمكن أن يكون بنفس خطر الهجمات التي تنفذها جماعات أجنبية.
وشددت على أن قوات إنفاذ القانون والوكالات الاستخباراتية مستمرة في عملها الجيد لمكافحة الإرهاب، لكن مع الأسف لا يمكن تعميم القول على القادة السياسيين في الولايات المتحدة في اليمين أو اليسار على السواء.
وأوضحت المجلة أن الكونجرس الأمريكي منقسم للغاية حول مكافحة الإرهاب بل إنه أخفق في تحديث تشريع 2001 حول التصريح باستخدام القوة العسكرية، رغم حقيقة أن العدو الإرهابي تطور إلى درجة تتعدى الإدراك تقريبا خلال الـ15 عاما الماضية.
وأضافت المجلة أنه لو وقعت 11 سبتمبر مجددا اليوم فثمة خطر حقيقي أن السياسيين الأمريكيين سوف يكونوا مشغولين للغاية بإلقاء اللوم على هذه أو تلك المجموعة العرقية، أو سيتجادلون حول دور الهجرة غير الشرعية في الهجوم، بدلا من اتخاذ تحرك محسوب للتعامل مع التهديد.
وتابعت أنه على المستوى الدولي، فإن الوجه الحسن للولايات المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب غداة أحداث 11 سبتمبر قد تشوه عبر غزو العراق والانتهاكات التي شهدها سجن أبو غريب بين أماكن أخرى، ما أغضب المسلمين من كل الانتماءات السياسية وتم استغلاله مباشرة في خطابات المتطرفين حول “حرب أمريكا ضد الإسلام”.
ولفتت المجلة إلى حقيقة أنه منذ التهديدات الفاشلة ضد السفارات الأمريكية في 2013، فإن فروع تنظيم القاعدة المختلفة لم تحاول الهجوم مباشرة على الولايات المتحدة، مفضلة التركيز على بناء قوتها في مناطق النزاع مثل سوريا واليمن وليبيا وأفغانستان.
لكن هناك سببا وجيها للاعتقاد بأن فترة تعافي وتوحيد القاعدة قد تفسح المجال قريبا أمام هجوم متجدد ضد الولايات المتحدة، خاصة وأنه خلال العامين الماضيين أصبح حمزة نجل أسامة بن لادن البالغ من العمر 28 عاما متحدثا بشكل متزايد باسم تنظيم القاعدة، وعلى غرار والده تشبه رسائله خطاباته المناهضة للغرب، مناديا بالمزيد من الأعمال الوحشية في أمريكا.
وحذرت المجلة من أن قادة القاعدة الحاليين هم مثل مؤسسها “ابن لادن” يعلمون بلا شك بالانقسامات العميقة التي يعانيها المجتمع الأمريكي، وسيبحثون عن طرق لاستغلالها.