يواجه العالم كارثة مرعبة خلال فترة وجيزة بذوبان جليد القطب الشمالي مما يزيد منسوب المياه في البحار والمحيطات ويسبب أضرارًا جسيمة للبشرية.
ويقول العلماء إن استمرار البرودة في المحيط قبالة القارة القطبية يتحدى الاحتباس الحراري- الذي ينحى عليه باللائمة في إذابة الجليد بالقطب الشمالي على الطرف الآخر من الكوكب- وأرجعوا ذلك إلى اندفاع المياه الباردة من الأعماق بعد مئات السنين.
وساهمت التغيرات المناخية في المناطق القطبية والتي تسببت في ذوبان الجليد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، في خلق طرق ملاحية قصيرة بين أوروبا وآسيا ما سيترك آثارًا على قناة السويس والاستثمارات المحيطة بها.
توقعات بأنكماش جليد القطب الشمالي بحلول سبتمبر
توقع البروفيسور بيتر وادهامز، الخبير بجامعة كامبردج، فسيجد العالم نفسه أمام مليون كيلومتر مربع تقريبًا من الماء بحلول سبتمبر خلال العام الجاري، أو مع بداية العام المقبل كحد أقصى.
وحسب تقديرات الأقمار الصناعية فإن هناك 11.1 مليون كيلومتر مربع من الماء في البحار والمحيطات عند الأول من يونيو مقارنة بمساحة قدرها 12.7 مليون كيلومتر مربع خلال الثلاثين عامًا الماضية.
وتساوي قيمة الفارق بين الجانبين نحو مليون ونصف المليون كيلومتر مربع، وهو ما يعادل حجم المملكة المتحدة ست مرات.
وكانت المرة الأخيرة التي تعرض فيها القطب الشمالي لذوبان الجليد منذ 100 ألف أو 120 ألف عام تقريبًا حسب صحيفة الإندبندنت البريطانية، وارتفع منسوب فقدان الجليد في القطب الجنوبي بنسبة 75%.
♦ استخدام البشر للوقود الأحفوري يزيد من الاحتباس الحراري
أظهرت الدراسة التي أجريت في الولايات المتحدة أن المحيط الجنوبي قبالة القارة القطبية الجنوبية ربما يكون بين الأماكن الأخيرة على كوكب الأرض التي تتأثر بالتغير المناخي الذي يتسبب فيه النشاط البشري مع تأخر تأثر المياه التي تنبعث من على أعماق تصل إلى خمسة آلاف متر به لعدة قرون.
ويلقي علماء باللوم على استخدام البشر للوقود الأحفوري في ارتفاع حرارة كوكب الأرض لكن كثيرين ممن يشككون في صحة هذه النظرية يشيرون إلى التناقض بين اتساع نطاق الجليد في الشتاء قبالة القارة القطبية الجنوبية في العقود القليلة الماضية والتقلص السريع للجليد في القارة القطبية الشمالية.
وقال رئيس فريق البحث كايل آرمور من جامعة واشنطن في سياتل لرويترز عن الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر جيوساينس “النتائج التي توصلنا إليها خطوة نحو حل اللغز.”
وأشار إلى أن صعود المياه الباردة ساعد في تفسير استمرار وجود الجليد في البحر وليس اتساع نطاقه وهو اتجاه ربطت دراسات أخرى بينه وبين تغيرات في اتجاهات الرياح قبالة القارة المتجمدة الواسعة.
ووجد التقرير الذي صدر أن حرارة المياه الدافئة في تيار الخليج تنخفض مع تدفقها شمالا إلى شمال المحيط الأطلسي ثم تهبط المياه إلى أسفل وتدور متجهة جنوبا نحو القارة القطبية الجنوبية ضمن حزام مائي يستغرق اكتمال نقله عدة قرون.
وفي نهاية المطاف تهب رياح عاتية بالمحيط الجنوبي حول القارة القطبية الجنوبية وتحرك المياه السطحية شمالا وتسبب البرودة من خلال صعود مياه قديمة من الأعماق.
وقالت الدراسة إن صعود المياه يساعد في تفسير السبب في أن درجة حرارة المحيط الجنوبي لم تزد سوى بمقدار 0.02 درجة مئوية في كل عقد منذ عام 1950 وهو ما يقل كثيرا عن المتوسط العالمي الذي يبلغ 0.08 درجة.
علماء : جليد القطب الشمالي قد يزول بحلول عام 2030
اعلان مؤتمر مكرس لدراسة أوضاع البحار والقطب الشمالي والظروف المناخية السائدة، عقد بمدينة ارخانغلسك الروسية الشمالية عن احتمال أن يزول جليد القطب الشمالي نهائيا بحلول عام 2030.
وحسب قول الخبراء، فإن شدة ذوبان جليد القطب الشمالي قد توقفت مؤقتا وتقلصت سرعة الذوبان حاليا، ولكن هذا لا يستبعد احتمال اختفاء الجليد في المستقبل المنظور.
وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج من خلال متابعتهم التغيرات المناخية الحاصلة على كوكب الأرض، حيث بينت أن درجة حرارة الهواء الجوي لن تسمح لهذا الجليد بالبقاء أكثر من 15 سنة أخرى.
بعد ذلك، أي بعد ذوبان الجليد، يتحول القطب الشمالي إلى محيط اعتيادي شبيه بالمحيطات الأخرى.
وتشير آخر المعطيات، إلى أن مساحة القطب الشمالي تقلصت إلى 3.37 مليون كيلومتر مربع خلال السنة الأخيرة.
وجدير بالذكر أن التنبؤات والنظريات المتعلقة بذوبان جبال الجليد القطبية ومستقبل التغيرات المناخية خلال العقود القليلة القادمة تلقى اختلافا كبيرا في الأوساط العلمية. ويصل الخلاف أحيانا إلى التناقض بين النظريات والسيناريوهات المحتملة.
ذوبان جليد القطب الشمالي يهدد قناة السويس
قال تقرير نشره صحفية إن ذوبان جليد القطب الشمالى، الناجم عن الارتفاع المطرد لدرجات الحرارة، خلق طريقاً ملاحياً جديدًا لطالما كان مُغلقا بسبب تجمده بالكامل.
وأشار التقرير إلى أن سفينة شحن صينية سافرت إلى أوروبا عبر القطب الشمالى، وهو ما يفتح آفاقاً جديدة للخطوط الملاحية الأسيوية الأوربية، الأمر الذي قد يؤدي إلى منافسة حامية الوطيس مع قناة السويس .
وجاء في التقرير أن سفينة الشحن الصينية «يونغ شينغ» عبرت ذلك الطريق في 33 يوماً، فيما تستغرق نفس الرحلة عبر قناة السويس 48 يوماً، بزيادة قدرها 15 يوماً كاملة، إلا أن الخبراء يقولون إن المخاطر لا تزال تفوق نسبة التوفير.
ومن جانبة أوضح الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، أن القاهرة تتابع عن قرب كل التفاصيل الخاصة بطريق الحرير الذى أعلنت عنه الصين، وكذلك النقل البحرى عبر القطب الشمالى، ومدى تأثير الطرق البديلة على الملاحة عبر قناة السويس.
وتابع خلال مؤتمر الإعلان عن تفاصيل افتتاح مشروع توسعة قناة بنما فى السادس والعشرين من يونيو الجاري، بسفارة بنما في القاهرة: “نتابع طريق الحرير ونقدر المنافسة، وما أستطيع التأكيد عليه أن تأثيراته ضعيفة جداً على قناة السويس وقناة بنما “.
وأردف: وفيما يتعلق بالملاحة البحرية عبر القطب الشمالى، فإنها لا تعمل سوى أربعة أشهر فقط فى العام، كما أن السفن التى تسير عبره تسير بمكسرات للثلج فى مقدمة السفن، وهى عملية صعبة ومكلفة، ووفقاً للأرقام فإن السفن التى مرت من خلال هذا الطريق خلال الأربعة الأشهر وصلت إلى 46 سفينة، وهو أقل من أعداد السفن التى تمر فى اليوم الواحد بقناة السويس أو قناة بنما”.
من جانبه ذكر توماس جوارديا سفير بنما فى القاهرة إن قناة بنما وقناة السويس من أهم المسارات المائية لسفن البضائع فى العالم، لأنهما الأكثر فاعلية وكفاءة، كما أنهما يعملان على مدار العام، فى حين أن طرقاً بديلة لا تعمل طوال العام، ونحن على ثقة بأنه لن يكون هناك تأثير للمسارات البديلة على القناتين.
وأثبت جوارديا أن قناتى بنما والسويس مكملتان لبعضهما البعض، ويخدمان مسارات مختلفة، ولا يوجد تنافس بينهما، وذكر ” نتشارك مع السلطات المصرية فى بعض الموضوعات، فلا يكفى أن تمر السفن عبر الممرات الملاحية ونقوم بتحصيل رسوم العبور، لأن المهم هو تطوير الأنشطة والمزيد من التنمية والتطوير، ففى بنما قمنا برفع حجم الاستثمار على جوانب مسارات السفن فى القناة “.