افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرتقارير

د. مجدي يعقوب.. “نمبر وان” الأسطورة

افتتاحية بروباجندا

“الناس بيقولولي إنت هتروح الجنة ولا لأ .. أنا هنا في الجنة” .. بهذه الكلمات التي تفيض إنسانية ، وجه البروفيسور مجدي يعقوب حديثه لملايين المشاهدين .. معبراً عن أنه يشعر بمنتهى السعادة لأنه نجح في أن يحشد طاقات إيجابية لمهمة عظيمة هي المساهمة في علاج الأطفال مرضى القلوب.

وبقدر اعجاب المشاهدين بهذه الكلمات الحانية، التي سبقت فعاليات تكريم السير مجدي يعقوب في إمارة دبي، بقدر ما خفقت قلوب الملايين لحظة سقوط البروفيسور مجدي يعقوب وهو يعتلي خشبة مسرح التكريم أمام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبى، حيث تعثرت قدماه في السجادة فسارع الشيخ محمد بن راشد وعدد كبير من الحاضرين من بينهم رجل الأعمال المصري الشهير سميح ساويرس لمساندة طبيب القلوب.

وقد تم منح الجراح العالمي د. مجدي يعقوب وشاح محمد بن راشد تكريما لجهوده الإنسانية على هامش حفل “صناع الأمل” .. ومن بشائر الخير أنه تم خلاله الحفل دعم مركز علاج القلب للأطفال بالقاهرة بأكثر من 350 مليون جنيه عبارة عن مساهمات من الحاضرين ومن حاكم دبي، وذلك في خير تجسيد للوحدة التي تجمع الشعبين الشقيقين، كما يعبر عن المكانة الكبرى التي يخظى بها السير مجدي يعقوب في نفوس الشعب الإماراتي ليثبت أنه “نمبر وان” الحقيقي بدون أي منافس، فهو القدوة والنموذج الذي يحتذى.

فالرجل، الذي ولد وتربى وتعلم في أرض الكنانة، تحول إلى خير سفير يجوب العالم ويكتسب الخبرات ويحصل على أرفع الأوسمة .. لكنه أبداً لا ينفصل عن تراب الوطن ويأبى إلا أن يرتقي بمصره الغالية فيعود إلى مصر محملاً بالعلم النافع والخير الوفير ليرسم ابتسامة على شفاه مرضى القلوب .. ويشيد صروحاً علاجية قائمة على اقتناع القادرين برسالته الإنسانية المقدسة وحرصهم على المشاركة بتبرعاتهم في تخفيف آلام أوجاع القلوب.

مشوار حياة حافل

ولد د. مجدى حبيب يعقوب فى مركز بلبيس بالشرقية فى 16 نوفمبر عام 1935، عشق مهنة الطب بسبب والده حبيب يعقوب جراح وزارة الصحة، له شارع يحمل اسمه بمنطقة العجوزة فى قلب القاهرة، عمل فى مستشفيات أسوان وقنا ومعظم محافظات الجمهورية وكان وراء سبب عشق الابن مجدى لمهنة الطب.

أما اتجاهه للتخصص فى جراحة القلب والصدر فله قصة منذ فقدت الأسرة عمته الصغرى أوجينى التى توفيت عن 21 سنة بسبب إصابتها بضيق فى صمام القلب، وحزن الأب حبيب يعقوب على شقيقته التى اختطفها الموت فى سن مبكرة وكان الأب يردد لمن يواسيه حرام تموت شابة بسبب مرض له علاج فى خارج مصر، وكان ممكن إنقاذها .. ظلت هذه المقولة تتردد فى عقل مجدى يعقوب الابن حتى قرر أن يصبح هدفه أن يتخصص فى علاج القلب لإنقاذ حياة المرضى بأمر الله تعالى.

مصر فى قلب يعقوب

* فى لقاء صحفي قال معلقا على سؤال حول لقب السير: يا عم أنا شرقاوى.. السير ده لما اكون خارج مصر.. أنا هنا مصرى.. حتى يوم منحى قلادة السير من ملكة إنجلترا قلت لهم بالعربى: أولًا أنا شرقاوى من مصر والشرقية عندى هى مصر وهى نبع الكرم والعطاء.

* قام د. مجدى يعقوب بتأسيس إحدى المؤسسات الخيرية العالمية منذ عام 1995 والتي عرفت باسم ” تشين أوف هوب” أو ” سلاسل الأمل” وسعى من خلالها لإجراء جراحات القلب للمرضى في الدول النامية، وقد اهتم بإجراء العمليات الجراحية مجاناً في عدد من الدول وعلى رأسها ” مصر” وذلك للأطفال الذين لا يستطيع ذويهم تحمل نفقات الجراحة والعلاج لهم، كما عمل على إنشاء وحدة رعاية متكاملة بمستشفى قصر العيني بمصر لعلاج التشوهات الخلقية في القلب.

* تبنت ” مؤسسة مجدي يعقوب” الخيرية بالتعاون مع ” مكتبة الإسكندرية” برنامجا لأمراض القلب الوراثية على المستوى القومى بدءاً بمحافظات أسوان والقاهرة والإسكندرية والمنوفية، أسهم فى متابعة حالات أكثر من 1600 من الأسر المصرية ، وذلك قبل يناير 2011.

* أنشأ العالم المصرى فى” أسوان” مركزاً لجراحات القلب لعلاج الحالات الحرجة لغير القادرين، كما شرع فى إنشاء مركز آخر – ملحق به – لدراسات وأبحاث أمراض القلب، وذلك لتكوين كوادر مدربة ومؤهلة من الأطباء هذا إلى جانب الإهتمام بالبحث العلمى لوضع مصر على الخريطة العالمية فى مجال علاج أمراض القلب وجراحات القلب المفتوح.

* وقد قام هذا المركز الذى بدأ خدماته فى ابريل عام 2009 والمقام على مساحة 9 آلاف متر مربع بمحافظة أسوان، والذى يديره مجلس أمناء برئاسة د. مجدي يعقوب بإجراء حوالى 200 عملية قلب مفتوح إلى جانب حالات كبيرة من قسطرة القلب، ونصف الجراحات التى تم إجراؤها أجريت للأطفال .. و فى الأعوام الاولى لتشغيل المركز كان يتم استقدام فريق طبى كامل من جراحين وتخدير وطاقم تمريض، الآن جميع الأطقم العاملة بالمركز من أبناء مصر تلاميذ مجدى يعقوب تدربوا على يديه واكتسبوا منه خبرات السنين وهو فخور بهم يشيد بهم فى كل محفل علمى أو تجمع شعبى، أكثر من 20 طبيبا ومساعدا مع أطقم التمريض هم القوة الضاربة بمؤسسة مجدى يعقوب.

* وكانت أول جراحة نادرة قام بها مجدى يعقوب فى مركز أسوان لجراحات القلب كانت يوم 23 أغسطس عام 2009 لطفل عمره ( 12 سنه) كان يعانى ضيقا خلقيا فى الصمام الاورطى استغرقت العملية 11 ساعة كاملة وأثبت المركز وأجهزته كفاءة عالية وبعدها نفذ المركز سيلا من العمليات بلغت 220 قلبا مفتوحا و500 قسطرة قلبية فى عامين.

طبيب القلوب وثورة 30 يونيو

* فى سبتمبر 2013 انضم الطبيب مجدى يعقوب للجنة الخمسين المكلفة بصياغة دستور للبلاد عقب ثورة الـ 30 من يونيو بقرار من رئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور، كما تم اختياره عضو المجلس الاستشارى العلمى لرئيس الجمهورية.

* وقد عرض الرئيس عبدالفتاح السيسي علي الدكتور مجدي يعقوب عام 2015 إنشاء مركز لجراحة قلب الأطفال بمحافظات وجه بحري، وذلك علي غرار مركز ” يعقوب للقلب” بأسوان، وقد جاءت استجابته فورية معلنا تفاصيل انشاء المركز وقال :” أفضل الخدمة وعلاج أولاد بلدي مجانًا”.

* وفى 5 مايو 2018 أعلن د. مجدى يعقوب عن آخر التطورات في مركز القلب الجديد بأسوان، علي مساحة 37 فدان، بتكلفة 350 مليون دولار، ليقدم المركز 12 ألف جراحة سنويا، واستقبال 80 ألف مريض، ويعد المركز توسعا لمستشفي قلب مجدي يعقوب الذي تم إنشاؤه منذ 8 سنوات بأسوان وسيتم التركيز علي علاج مرضي القلب حديثي الولادة، لإجراء جراحات دقيقة لهم، خاصة غير القادرين منهم، بدلا من سفرهم للخارج ومن المقرر أن يضم 1200 طبيباً من أمهر الأطباء، والباحثين، وطاقم التمريض الذين تم تدريبهم على أعلي مستوي لتشغيل المركز الجديد على أكمل وجه.

* وهناك تجاوب من مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الخيرية والبنوك الوطنية و الخاصة وغيرها للتعاون مع مؤسسة مجدى يعقوب، وقد تم توقيع بروتوكول بين مؤسسة مصر الخير ومؤسسة مجدى يعقوب بهدف اقامة شراكة حقيقية وفاعلة لعلاج المواطنين الفقراء والأكثر احتياجا بالمجان، وفى فبراير الماضى 2018 مرت عشر سنوات على اشهار وعمل مؤسسة مجدى يعقوب الخيرية بنجاح منقطع النظير حتى أصبحت المؤسسة محل تقدير المواطنين البسطاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى