افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرعاجل

د. طارق شوقي.. قائد ثورة التعليم في مصر

افتتاحية بروباجندا

مايرضينيش يبقى ولادنا أقل من اليابان والصين“.. ربما تكون هذه المقولة الشهيرة لوزير التعليم المصري هي كلمة السر ومفتاح فهم وإدراك ما يحلم به لمصر وأهلها، فالرجل لا تسيطر على عقله إلا فكرة وهدف واحد: كيف نحقق طفرة حقيقية في التعليم، وكيف نهدم الصورة المترسخة في العقول القديمة بأن الدراسة هدفها الحصول على وظيفة وليس تربية النشء وتخريج أجيال تنفع بلدها.

فهو وزير يتعلق في رقبته مستقبل حوالي 24 مليون أسرة من أولياء أمور تلاميذ المدارس .. كل كلمة تصدر عنه تتحول إلى حديث الصباح والمساء .. واجه من التحديات ما لم يواجهه أي مسئول غيره بدءً من “معركة التابلت” وانتهاءً بوباء كورونا الذي يجتاح العالم .. يؤمن إيماناً غير محدود بحتمية قيام “ثورة تعليمية في مصر” باعتبارها طوق النجاة لتغيير الواقع ومسايرة آفاق المستقبل .. إنه د. طارق شوقي، وزير التعليم المصري، الذي تقلد منصب وزير التعليم قبل أكثر من 3 سنوات وبالتحديد في 14 فبراير 2017، ولعله لم يتردد اسم وزير في مصر على طول تاريخها بالقدر الذي كان من نصيب وزير التعليم الحالي.

وطوال السنوات الثلاثة الماضية يحارب د. شوقي لأجل بث الطمأنينة في نفوس وقلوب التلاميذ وأولياء الأمور .. فحينما اتخذ قراره التاريخي بإدخال التابلت كأحد أهم الوسائل الذكية في التواصل بين المعلم والطالب وأنه سيكون منصة أداء الامتحانات، ارتفع صراخ الملايين: “إزاي كده .. ده تخريب للتعليم .. انقذوا مستقبل أبنائنا” .. وشيئاً فشيئاً استوعبوا عبقرية الفكرة وكيف كانت الحل السحري أثناء تفشي وباء كورونا مطلع هذا العام.

وعندما قرر الوزير استبدال امتحانات نهاية العام الماضي لجميع سنوات النقل بتقديم الأبحاث المقترحة عبر المنصات التعليمية .. طارت العقول وشردت الأذهان : “انتو عايزين تسقطوا أولادنا .. حرام عليكم أبحاث إيه اللي هيعملها طفل في رابعة ابتدائي .. أقيلوا وزير التعليم وارحمونا” ، وبعد فترة وجيزة اكتشف الملايين أن الهدف مصلحة التلاميذ بالفعل وحمايتهم من انتشار الفيروس تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أعلن أن صحة وحياة المصريين أغلى وأهم من أي شيء آخر.

وحين تمسك وزير التعليم بضرورة أداء امتحانات شهادة الثانوية العامة حضورياً وعدم تأجيل السنة الدراسية .. جن جنون المصريين: “عايزين تنقلوا فيروس كورونا لأولادنا .. ازاي هاتقدروا تأمنوا صحة أكتر من مليون و800 ألف طالب .. هما هايروحوا يمتحنوا فيتصابوا بالمرض ويرجعوا ينقلوا العدوى لأهلهم .. انها نهاية المصريين”، ثم تأتي النتيجة على عكس كل هذه المخاوف بنسبة نجاح تأمين صحة وحياة التلاميذ بنسبة 100% .

وعندما أعلن الوزير الحرب على مافيا الدروس الخصوصية كانت كأنها الطامة الكبرى: “ازاي أولادنا هايفهموا وينجحوا ويجيبوا مجموع .. انتو عايزين تحرموا ولادنا من حقهم في التعليم .. مستحيل نعيش من غير “سناتر” ، فإذا بوزارة التربية والتعليم تحشد منصة تعليمية وفضائيات لشرح الدروس وتقرر عمل مجموعات تقوية على أفضل ما يكون وبأسعار في متناول الجميع.

وفي مفاجأة جديدة أعلن وزير التربية والتعليم إن أسئلة الامتحانات بجميع المراحل الدراسية لن تكون من الكتاب المدرسي مرة أخرى .. متابعا: “نحن نستهدف التأكد من فهم الطالب، والفكرة ليست في الأسئلة والدرجات، ولكن فهم الطالب للمحتوى” .

وأكد “شوقي” أن الكتاب المدرسي أصبح أضعف نقطة في منظومة التعليم الجديدة بسبب تعدد وسائل التعليم والمنصات الإلكترونية، موضحاً أن رحلة تطوير التعليم في مصر تهدف إلى تغيير المنظومة بأكملها؛ لتتحول من التعليم إلى التعلم، مع عدم اقتصار دور الطلاب على أن يكونوا متلقين للمعلومات، بل يتحولوا إلى مستفيدين من نظام متكامل، مؤكدًا أن نظام التعليم الجديد يقدم للطلاب المعلومات ويكسبهم مهارات الحياة التي تشكل بنيانهم الفكري وسلوكهم من أجل تحقيق رؤية مصر 2030.

وفي واقع الحال .. فإن من يقرأ جيداً سياسات د. طارق شوقي وزير التعليم يدرك أنها تنطلق من قناعة كاملة بأن التعليم هو مستقبل وحاضر وتاريخ الأمة، هو من يحدد مستوى الأجيال من ثقافة وتربية وتعليم وفنون وغيرها لأجل حاضر أفضل ومستقبل مبهر لأبنائنا .

كلمة أخيرة

كل الانجازات الكبرى .. تتعرض في البداية للتشكيك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى