دكتور فاوتشي وترامب.. “دكتور جيكل ومستر هايد”| بقلم عثمان فكري

كتب .. عثمان فكري من أوهايو – امريكا
بعد أن إتهم الدكتور فاوتشي الرئيس ترامب بالتأخر جدا والتباطيء في إدارة أزمة تفشي فيروس كورونا والتأخر في إتخاذ قرارات الحجر المنزلي والتباعد الإجتماعي .. وكعادته دائما غرد ترامب على تويتر قائلاً “حان الوقت لإقالة فاوتشي“.
ولمن لا يعرف من هو الدكتور أنتوني فاوتشي؟ .. الدكتور فاوتشي هو أكبر خبير في الأمراض السارية والمُعدية في الولايات المتحدة الأمريكية لكن ترامب شعر بالاحراج من تعليقات الدكتور فاوتشي وأراد أن يحرجه وأن يرد عليه بطريقته .. ولم تكن المرة الأولى التي يتسبب فيها الدكتور فاوتشي في الإحراج لدونالد ترامب حيث صحح له أكثر من مرة معلوماته حول فاعلية عقار هيدروكسي كليروكييين والذي كان يٌستخدم سابقا في علاج الملاريا.
وكان فاوتشي قد انتقد دونالد ترامب بأنه تأخر في إتخاذ اجراءات العزل والحظر والتباعد الإجتماعي وإتخاذ التدابير والاجراءات الصحية التي كان من الممكن أن تُنقذ الكثير من الأرواح سابقا .. وأوضح فاوتشي أنه ومسؤولين آخرين قاموا بإقتراح إجراءات التباعد الإجتماعي منذ شهر فبراير الماضي ولكن لم يتم إتخاذ الاجراءات في حينها وهو ما أدى الى تدهور الأوضاع بهذا الشكل في أغلب انحاء البلاد وكافة الولايات ونيويورك أكثرها تضررا وخسارة في الأرواح .. وتابع فاوتشي قائلا: لو قمنا بإغلاق كل شيء بمجرد تفشي الفيروس لكان الوضع مختلف بشكل كلي.
وبشكل عام سجلت الولايات المتحدة الأمريكية أعلى الأرقام عالميا في الإصابات والوفيات .. فقد وصلت الى 22 ألف حالة وفاة وأكثر من 560 ألف إصابة حتى الأن .. ورغم ذلك فإن ترامب وخلال المؤتمر الصحفي اليومي لخلية الأزمة المعنية بمتابعة ومكافحة ومواجهة فيروس كورونا ليوم الإثنين 12 إبريل قال: أن الولايات المتحدة تحرز تقدما في مواجهة فيروس كورونا، بالرغم من ارتفاع عدد الإصابات، مشيرا إلى أنه فرض قيودا على منع السفر قبل تسجيل أي وفاة بالجائحة.
بالرغم من أن الدكتور فاوتشي قال : “كان من الممكن أن يٌنقذ ترامب الكثير من الأرواح .. لكنه تأخر “.. وهو ما جعلني أستحضر الى ذهني مشاهد من الرواية الخيالية للأديب الاسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون “دكتور جيكل ومستر هايد” .. وللحديث بقية.