دعوة المجتمع الدولي الى مساعدة لبنان في مؤتمر روما
ألقى رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري بعد ظهر اليوم، كلمة خلال افتتاح اعمال مؤتمر روما 2- المخصص لدعم الجيش والقوى الامنية اللبنانية.
وقال: “إنه لشرف عظيم بالنسبة إلي وإلى الوفد المرافق أن تستضيفنا روما لعقد هذا المؤتمر. أشكركم رئيس الوزراء (باولو) جنتيلوني لاستضافتنا ولالتزامكم عقد هذا المؤتمر. كما أشكرك، سيادة الأمين العام على عملكم المستمر لجعل الامم المتحدة تقف دائمًا إلى جانبنا.
وأضاف الحريري أن الحكومة اللبنانية تدرك أنها تتمتع بلحظة استثنائية من الإجماع والدعم الدوليين، “ونعتبر أن من مصلحتنا الوطنية الحفاظ على هذا الإجماع الدولي كما هو، ولذلك نحن ملتزمون القيام بدورنا في هذا الإطار”، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وتابع الحريري “أنضم إلى دعوة الرئيس (ميشال) عون للمجتمع الدولي لدعم القوات المسلحة اللبنانية، من أجل تمكينها من الاضطلاع بواجبها في الحفاظ على الأمن والاستقرار، وفقا لاستراتيجية الدفاع الوطني.
أضاف: “إن أولوية حكومتي هي خلق حلقة فعالة من الأمن والاستقرار والنمو والتوظيف للبنان واللبنانيين. ومؤتمر روما 2 هو خطوة أولى نحو تحقيق ذلك، وسيتبعه مؤتمرا سيدرا وبروكسل. والواقع أن الاستقرار والأمن شرطان أساسيان للنمو الاقتصادي والازدهار”.
وتابع: “إن حكومتي لا تزال ملتزمة ضمان استمرار عمل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي معا على المستوى الاستراتيجي، والشروع في برنامج إصلاح رئيسي طال انتظاره في قطاع الأمن. كما أنها لا تزال ملتزمة قراري مجلس الأمن 1701 و2372 اللذين بحد ذاتهما يحضان المجتمع الدولي على دعم قواتنا المسلحة. نحن سنرسل المزيد من جنود الجيش اللبناني إلى الجنوب، ونؤكد نيتنا نشر فوج نموذجي”.
وشكر “اليونيفيل وجميع الدول التي لديها قوات تعمل في إطارها، لإرسال رجالها ونسائها للحفاظ على السلام والأمن على حدودنا الجنوبية، الحدود الأكثر هدوء في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من ذلك، تبقى إسرائيل التهديد الرئيسي للبنان، وانتهاكاتها اليومية لسيادتنا يجب أن تتوقف”.
وأوضح: “نحن هنا لبناء الثقة لأننا ندرك أن استمرار استتباب الأمن في لبنان هو ضمان لاستتباب الأمن في المنطقة، وجميع الجهود يجب أن تصب للحفاظ على السلام والهدوء على حدودنا”.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني، في تصريحات للصحفيين، إن الهدف من محادثات روما “واضح للغاية: وهو الإسهام في الاستقرار في دولة يعتمد عليها استقرار البحر الأبيض المتوسط وأوروبا ذاتها كثيرا”.
وأشاد رئيس الوزراء الإيطالي, الذي تعد بلاده البوابة الرئيسية للمهاجرين واللاجئين القاصدين أوروبا، بجهود لبنان في أزمة اللاجئين السوريين، قائلا: “إنها ضربت لنا، نحن الأوروبيون، المثل الجيد”.
وأكد الحريري أن “تعزيز مؤسسات الأمن اللبنانية سيعزز سيادة القانون، وهو ما سيعزز بدوره حقوق الإنسان. ومن هذا المنطلق، أود أن أعرب اليوم عن التزام حكومتي باتخاذ خطوات لتفعيل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في الأشهر المقبلة.
لقد ازدادت مهام الأمن العام بشكل استثنائي. فقد كان عليه أن يتعامل مع التدفق الهائل لما يزيد على 2ر1 مليون نازح سوري، في الوقت الذي يتحمل فيه عبء مواجهة التحديات الأمنية الرئيسية المرافقة للأزمة، بالتعاون مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي”.
دعا رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الخميس في روما المجتمع الدولي إلى التحرك لتعزيز الجيش اللبناني كونه ضماناً “لاستتباب الامن” في لبنان والمنطقة برمتها.
وقال الحريري في مستهل المؤتمر الوزاري الدولي لدعم قوات الأمن اللبنانية ان انعدام الاستقرار في المنطقة “دليل على الحاجة إلى بناء المؤسسات الأمنية للدولة، التي هي المدافعة الوحيدة عن سيادة لبنان”.
وأكد الحريري ان أهمية المؤتمر الذي سيتبعه اجتماعان في باريس وبروكسل تنبع من أن اللبنانيين كانوا أول من “حرروا أرضهم” من تنظيم الدولة الإسلامية “وفعلنا ذلك بوسائل قليلة”، مشيداً بعناصر القوى المسلحة الذين “ضحوا بحياتهم وأولئك الذين لا يزالون يخاطرون في مواجهة التهديد الشامل الذي يمثله الإرهاب بكل أشكاله”.
وأضاف “نحن هنا لبناء الثقة لأننا ندرك بأن استمرار استتباب الامن في لبنان هو ضمان لاستتباب الأمن في المنطقة”.
وأكد الحريري “تبقى إسرائيل التهديد الرئيسي للبنان، وانتهاكاتها اليومية لسيادتنا يجب أن تتوقف. وفي حين نفكر في طرق للانتقال من حالة وقف الأعمال العدائية إلى حالة وقف دائم لإطلاق النار، تواصل إسرائيل وضع خطط لبناء جدران في المناطق المتنازع عليها طول الخط الأزرق”.
من جانبه، أشاد الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بالجهود التي بذلها لبنان في استقبال أكثر من مليون لاجئ سوري.
وقال “واجه لبنان تدفقا كبيرا للاجئين السوريين حتى وصل عددهم إلى ثلث عدد سكانه. هذا الأمر له وقع كبير على الاقتصاد والمجتمع اللبناني، هذا عدا التداعيات الأمنية للأزمة السورية الحاصلة في جوار لبنان. إلا أن لبنان أظهر صلابة كبيرة جدا الآن بات من الضروري على المجتمع الدولي أن يظهر هذا التضامن نفسه مع لبنان”.
وأضاف ان “لبنان هو عمود أساسي للاستقرار في المنطقة”، وثمن الرسائل “الايجابية” الصادرة عن السلطات اللبنانية ممثلة بالرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة بشأن ايلاء الأهمية لبناء القوى الأمنية والمسلحة اللبنانية.
وأشاد كذلك بتنظيم الانتخابات النيابية في مايو وقال انها “دليل على صمود هذا البلد والتزامه بالديمقراطية”.
تنظم هذه الانتخابات للمرة الاولى منذ تسع سنوات، في سياق التوتر الأمني الناجم عن النزاع في سوريا الذي أوقع أكثر من 340 الف قتيل وشرد الملايين في الداخل والخارج.
أعلنت فرنسا في بداية مارس منح 14 مليون يورو للجيش اللبناني لا سيما لتعزيز قدراته المضادة للدروع.