دراما رمضان تعمق جراح السياحة المصرية والوزارة فى سبات عميق| بقلم وليد عبد الرحمن
كما تعودنا فى دراما رمضان أن يتحفنا البعض من منفذى تلك المسلسلات بهجوم كاسح على موضوع ما فى الدولة او قطاع أو منطقة لتشويهها تماما بداعى الابداع الفنى مثلما حدث من قبل لعدة سنوات مع الداخلية التى تعمد الكثير من مؤلفى ومنتجى المسلسلات اظهارهم بصور سيئة جدا ومشينة اما هزلا أو مهنيا او عنفا وقسوة .
وللأسف الشديد جاء العام الحالى لتقوم دراما رمضان التى تكلفت 7 مليارات جنيه بدور تشويهى لمصر وقلبها النابض وهو الصعيد حيث تناولت العديد من المسلسلات فى احداثها الحياة فى الصعيد ولكنه اختصرها فى الثأر والقتل والدماء والنبش عن الآثار .
هذا الصعيد المذكور فى الدراما وبالمناسبة باللهجة المذكورة ليس الصعيد المصرى الاصيل الذى شهده كل من زار الاقصر وأسوان من المصريين ابناء وجه بحرى ، وكل من تعامل مع ابناء الصعيد فى القاهرة وكل من اختلف معهم حتى يتم تصويرهم على انهم قتلة فقط وانهم يتبنون الثأر منهجا حياتيا لهم .
ويشهد الجميع على أن ابناء الصعيد من أكثر من حب مصر وعشق ترابها ودافع عنها وليس متبنيا بيع اثارها وثرواتها والنبش بحثا عنها باعتبار هذا شغلهم الشاغل ، حتى سلوكهم فى عادة الثأر التى بدأت فى الاندثار من الصعيد لم يتم البحث فيها جيدا لمعرفة تفاصيل ما يحدث وكيف وجلسات الصلح التى تتم وشروطها وكيفية تنفيذها.
الغريب فى الأمر أنه لايوجد اى ردود افعال أو تعليقات من وزاراتى السياحة أو الآثار أو حتى من جانب الهيئة الوطنية للاعلام او المجلس الاعلى للاعلام لا اسكت الله لهم حسا .
وكما نجحت وزارة الداخلية فى تعديل مسار العلاقة بينها وبين الدراما الرمضانية وتوقفت ماكينة الانتقاد والاستهزاء التى كان مؤلفو الدراما يسطرونها فى اكثر من موسم رمضانى سابق ، كان يمكن أن تنجح السياحة والآثار فى توجيه أو تعديل ما يتم بثه فى الدراما الرمضانية وبخاصة السياحة التى تتضرر من تلك المسلسلات التى يتم بثها للعالم العربى ويمكن ان تتضمن تقارير السفارات الاجنبية مضمون تلك المسلسلات التى تشوه الواقع المصرى وبخاصة فى مناطق السياحة الثقافية .
هل يمكن ان تلاحظ وزارة السياحة ما يتم عرضه والذى يهدم الكثير من الأسس التى تبنى عليها السياحة حملاتها للترويج للسياحة الثقافية المصرية ، هل نرى تحركا أم انهم فى سبات عميق فى أنتظار التغيير.