افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرتقاريرعاجل

دراما رمضان تساعد في مواجهة كورونا.. اقرأ تعرف السر

افتتاحية بروباجندا

رمضان السنة دي شكل تاني .. في واقع الحال ربما لم تتجسد هذه المقولة إلى درجة التطابق التام كما حدث هذا العام، فمع اجتياح فيروس كورونا أغلب بلدان العالم وفي ظل الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدولة المصرية لتطبيق أقصى درجات الوقاية من انتشار العدوى تطلبت الأمور قضاء المصريين أوقات طويلة في المنزل، وهنا كان التحدي الكبير الذي واجهته خريطة دراما رمضان التي أصبح عليها العبأ الأكبر في ملأ الفراغ الذي هو بمثابة أمر غير معتاد بالمرة على المواطنين خلال الشهر الفضيل الذي لم يكن منزلياً بأية حال.

وبقراءة سريعة في دراما رمضان هذا العام .. يتصدر اسم الزعيم عادل إمام قائمة الأبرز كوميدياً وذلك من خلال عرض مسلسل “فلانتينو” وهو من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج رامي إمام .. وتدور أحداثه حول “نور” الذي يملك مع زوجته عفاف، الفنانة دلال عبد العزيز سلسلة مدارس “إنترناشيونال” ، لكن حدوث خلافاتٍ بينهما، يفتح باب العديد من المغامرات والمفاجآت.

ولأن رمضان بيحب الكوميدي .. فقد فاجأت النجمة نيللي كريم والنجم آسر ياسين جماهيرهما وعشاق فنهما بتقديمهما أوّل مسلسل كوميدي من بطولتهما، وإخراج كاملة أبو ذكري، تحت عنوان “بـ 100 وش“، عن نص للكاتبين أحمد وائل وعمرو الدالي وتدور أحداثه في إطار كوميدي من خلال عصابة تتبع أحدث وسائل النصب على المواطنين ويتخلل ذلك مواقف كوميدية ومغامرات طريفة.

أما مسلسل سكر زيادة فقد نجح إلى تحقيق أحد أكبر مستحيلا الفن في مصر وذلك من خلال جمع شمل نجمتي السينما المصريتين نادية الجندي ونبيلة عبيد لأوّل مرّة في عملٍ تلفزيوني كوميدي وهو من تأليف أمين جمال، وإبراهيم محسن، وأحمد أبو زيد توفيق، وإخراج وائل إحسان، وتدور أحداثه حول سيدات تعرضن لعملية احتيال، ووجدن أنفسهن مضطراتٍ للعيش في منزلٍ واحد، ثم تجمع العشرة بينهم في تجارب طريفة ما يضعهن في سلسلة مواقف غير متوقعة وتتحول العداوة لإلى صداقة وتداخل اجتماعي تام.

ومن الكوميديا إلى الخيال العلمي .. فكالعادة نجح النجم يوسف الشريف في شد انتباه المشاهدين من عشاق فنه النادر نوعا وجودة وذلك عبر أحداث الخيال العلمي لمسلسل “النهاية” الذي يعتبر ملكية خاصة له فهو المؤلف والبطل في آن واحد وتأليف عمرو سمير عاطف، وإخراج ياسر سامي، وقد أثار المسلسل ضجة كبرى حيث تنبأ بزوال الاحتلال الإسرائيلي قبل مرور 100 عام على وجوده.

وتفاجئ النجمة دينا الشربيني جماهير المشاهدين بامكانياتها الجديرة بالتقدير لما جسدته من غموض واقتدار من خلال مسلسل “لعبة النسيان” الذي يعتمد على أسلوب “فلاش باك” في تجسيد خبايا ذاكرة مفقودة لامرأة اتهمت بالخيانة الزوجية وتصور الأحداث كيف تعيش هذه المرأة صراعاً بين حياتها الجديدة والماضي والذي من المعروف أنه يتطلب جهداً فنياً كبيراً من جميع طواقم العمل الفني .. ولعبة النسيان من تأليف تامر حبيب وإخراج هاني خليفة.

أما نجم الشباك محمد رمضان فيقدم لعشاق فنه هذا العام مسلسل البرنس الذي يجسد من خلاله دور “رضوان البرنس” بمشاركة الفنانة اللبنانية نور ونجلاء بدر وادوارد، وتدور أحداث المسلسل حول عائلة «البرنس»، و”رضوان البرنس” الذي يجسد شخصيته رمضان ويعمل سمكري في ورشة والده يجد نفسه مسئولا عن عائلته بعد وفاة والديه، مما ينتج عنه بعض المشكلات الأسرية بينه وبين أشقائه الـ 6 وهم “عبد المحسن” ويجسده إدوارد، و”فتحي” أحمد زاهر، و”ياسر” محمد علاء، و”نورا” ريم سامي” و”عادل” أحمد داش و”رأفت” أحمد فهيم.

الفنان أمير كرارة تميز جداً في أداء دور الشهيد احمد منسي بصورة غير متوقعة مما أثار اهتمام جمهور الدراما المصرية عبر متابعة ملحمة “الاختيار” ويقدم من خلاله سيرة حياة أحمد صابر المنسي قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذي استشهد في كمين مربع (البرث) بمدينة رفح المصرية عام 2017 أثناء التصدي لهجوم إرهابي بسيناء، عن نص للكاتب باهر دويدار، من إخراج بيتر ميمي .. ويأتي المسلسل ضمن الأعمال الفنية المبهرة التي تصور للمشاهدين بطولات وتضحيات رجال القوات المسلحة الباسلة في إطار اجتماعي.

أما شخصية الفتوة الشهم فقد برع في تقديمها الفنان ياسر جلال ضمن مسلسلات الآكشن المصرية من تأليف هاني سرحان، وإخراج حسين المنباوي، حيث تدور أحداث قصة مسلسل “الفتوة”، بحي “الجمالية”، قبل 100 عام، حينما كان “الفتوّات” يديرون شؤون الأحياء الشعبية، ويتحملون مسؤولية الأهالي.

في حين تعيد صابرين، وإياد نصّار، وغادة عادل، وخالد الصاوي، وأبطال “ليالينا 80” الجمهور إلى فترة ثمانينات القرن الماضي، حيث تدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي حول صراعٍ متصاعد، بين عائلتين تعود جذوره إلى الخمسينيات، ويحمل العمل توقيع الكاتب أحمد عبد الفتاح، والمخرج أحمد صالح.

ومن الضروري بمكان توجيه إشادة وتحية لمسلسلات هذا العام التي نجحت إلى حد كبير جداً في جذب أنظار المشاهدين وطرد مشاعر الملل والزهق إلى حد كبير وذلك بفضل الإعداد الجيد لهذه الوجبة الدسمة من الدراما المصرية من حيث الأفكار والمضامين والأداء التمثيلي، والأهم من ذلك خلوها من كل ما كان يشكو منه الجماهير والنقاد والخبراء من ألفاظ خارجة أو جارحة أو مشاهد لا تليق بقيم وعادات مجتمعنا الشرقي المحافظ بطبعه وكذلك حرمة شهر الصوم الفضيل.

ومن خلال متابعة أحداث الدراما الرمضانية في الايام الماضية فيمكن بصفة عامة القول أنها سعت لإرضاء جميع الأذواق حيث تنوعت مضامينها من كوميدية وسياسية ورومانسية وأكشن، كما أنها تعكس وبقوة الدور الكفء الذي لعبه المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى ضبط المشهد الإعلامي برمته ووضع محددات صارمة على كافة الأعمال الدرامية فى شهر رمضان الكريم.

حيث شكل المجلس لجان لرصد المخالفات لمتابعة الالتزام بمعايير الأعمال الدرامية والإعلانات التى وضعها ومن بينها الالتزام بالكود الأخلاقى والمعايير المهنية والآداب العامة واحترام عقل المشاهد والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع، وتقديم أعمال تحتوى على المتعة والمعرفة وتشيع البهجة، وترتقى بـ الذوق العام، وتظهر مواطن الجمال فى المجتمع والتزام الشاشات بالمعايير المهنية والأخلاقية، والبعد عن إقحام الأعمال الدرامية بالشتائم والسباب والمشاهد الفجة، والتى تخرج عن سياسة البناء الدرامى، وتسىء للواقع المصرى والمصريين.

وعلى هامش التغير النوعي لدراما رمضان 2020 لا يمكننا ان نغفل ونتناسى الدور المهم الذي قام به المنتج تامر مرسي رئيس مجلس ادارة شركة سينرجي للانتاج الفني التي أنتجت أغلب الأعمال الفنية هذا العام، فقد كان له الريادة في خروج هذا الجهد الإعلامي الجبار إلى النور خصوصاً في ظل الأوضاع الحساسة التي تمر بها مصر في ظل انتشار أزمة كورونا وفرض حظر التجوال، حيث نجح مرسي في اجتذاب المشاهدين أمام الشاشة عبر أعمال ناجحة تتوافر لها جميع الإمكانيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى