أكدت دراسة طبية حديثة أنه على الرغم من الإرشادات والملصقات المنتشرة على الجدران على المحال وفى الشوارع التي تشجع العملاء على الحفاظ على مسافة ستة أقدام للوقاية من خطر فيروس كورونا ، فإن الكثيرين لا يفعلون ذلك.
وحددت دراسة حديثة أجرتها “كلية كونراد” فى جامعة “هيوستون ” الأمريكية عنصرين رئيسيين للرسائل، هما السلبية وإسناد الخصائص البشرية إلى أشياء غير بشرية، يمكن أن يحسنا إقناع تلك النداءات ويؤدي إلى الامتثال لارشادات الوقابة من الجائحة.
ووفقًا للدراسة التي شارك في إعدادها “بريانكو جوتشايت”، أستاذ مساعد فى جامعة “هيوستون”، فإن تعديل الرسائل للتأكيد على النتائج الصحية السلبية المرتبطة بعدم اتباع إرشادات التباعد الجسدي، بما في ذلك احتمال المرض الشديد أو الوفاة، يمكن أن يقنع الناس بشكل أكثر فعالية بالامتثال.
ووجدت الدراسة أن إضافة سمات بشرية مخيفة إلى فيروس كورونا غير المرئي، مثل الوجه الأحمر المخيف ذي الأسنان الحادة الطويلة والمخالب ، يعزز هذه الرسالة بشكل كبير.
وقال جوتشايت “لا نعرف كيف يبدو فيروس كورونا لأننا لا نستطيع رؤيته ، فكيف يمكن أن يخاف الناس منه؟ منحه خصائص بشرية وجعله يبدو مخيفًا يقوي التأثير عندما يقترن بالرسائل السلبية”.
وقد طبق الباحثون نظرية التركيز التنظيمي، وهي نظرية إقناع في مجال علم النفس تركز على تأطير المعلومات إما سلبًا أو إيجابيًا.. استنادًا إلى سيناريو افتراضي لمتجر سوبر ماركت ، وتم تقديم رسائل مختلفة عن المسافات الجسدية للمشاركين في الاستطلاع والتي إما تستخدم لغة وقائية أو ترويجية – بعضها يتضمن وجهًا مخيفًا “السيد القاتل فيروس “كورونا” المستجد .
وأكدت الرسائل الوقائية أن التكاليف المحتملة والنتائج السلبية إذا لم تحافظ على مسافة جسدية، فقد تصب بالعدوى وتعرض حياتك للخطر .. في المقابل، أبرزت الرسائل الترويجية الفوائد المحتملة والنتائج الإيجابية، إذ يحميك الحفاظ على المسافة الجسدية من العدوى ويؤمن حياتك.. كما كانت اللغة الوقائية أكثر فاعلية بشكل ملحوظ في هذه الدراسة.
وعلى الرغم من الارتفاع المستمر في حالات الإصابة بفيروس كورونا والوفيات ، يقلل العديد من الأشخاص من أهمية الالتزام بالمسافة الجسدية.. فقد وجدت دراسة استقصائية لعمال البقالة والأغذية أجراها الاتحاد الدولي لعمال الأغذية والتجارة في بداية الوباء في الربيع الماضي، أن ما يصل إلى 85 في المائة من العملاء في محلات البقالة والتجزئة لم يمارسوا التباعد الاجتماعي.. كما كشفت دراسات استقصائية أخرى أن الناس يقللون باستمرار من خطر الإصابة بأنفسهم أو نقل الفيروس للآخرين.
ويأمل الباحثون أن تتكيف صناعة الخدمات وتغير طريقة تأطيرها وتقديم نداءات التباعد الجسدي ، ولا سيما شركات البيع بالتجزئة والبقالة الصغيرة التي تفتقر إلى الموارد اللازمة للتنفيذ الكامل للتدخلات الصحية والسلامة المكلفة .