أظهرت دراسة جديدة أن استخدام مرشحات الهواء الفلاتر داخل غرف النوم يحجز جزيئات التلوث الدقيقة ذات الأقطار الأصغر من 2.5 ميكرومتر، وهو ما قد يحسن بشكل كبير من التنفس لدى الأطفال المصابين بالربو.
وأشارت الدراسة إلى أن قطر الجسيمات الدقيقة أصغر بـ30 مرة من شعرة الإنسان، ويتم استنشاق الجسيمات بسهولة، ويمكن أن تخترق الممرات الهوائية الصغيرة أو السفلية، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الربو، لافتة إلى أن أجهزة الاستنشاق العادية لا تساعد في هذه الحالة، لأنها مصممة فقط لفتح الشعب الهوائية العلوية.
وأكد الباحثون أن النتائج المتوصل إليها حديثًا تُحدِث تحسينات فسيولوجية موثقة في الشعب الهوائية عند استخدام مرشحات الهواء، وتقترح الدراسة أنه مع الاستخدام المتسق، قد تساعد المرشحات على منع نوبات الربو وليس التخفيف منها فقط.
وقال الباحث في الدراسة جونفينج زانج من جامعة “ديوك” في الولايات المتحدة: “تشير نتائجنا إلى أن استخدام فلاتر الهواء لتقليل تعرض الممرات الهوائية السفلية للملوثات يمكن أن يساعد الأطفال المصابين بالربو على التنفس بسهولة بدون أخذ أدوية”.
وبالنسبة للنتائج، فقد أجرى الباحثون الدراسة في إحدى ضواحي مدينة شنغهاي الصينية خلال فترة من التلوث العالي في عام 2017، وأعطوا 43 طفلًا مصابين بالربو الخفيف إلى المتوسط نوعين من مرشحات الهواء للاستخدام في غرف نومهم: أحدهما كان مرشح هواء للجسيمات عالي الكفاءة، والآخر كان مرشحًا زائفًا، حيث تم استخدام كل مرشح لمدة أسبوعين في ترتيب عشوائي مع فاصل أسبوعين بينهما، دون أن يعرف الأطفال ولا أسرهم أي نوع من المرشحين لديهم.
وقال الباحث مايكل إتش بيرجين: “أظهرت النتائج أن تركيزات الجسيمات الدقيقة داخل غرف نوم الأطفال كانت أقل بمقدار الثلث إلى الثلثين عندما كانت مرشحات الهواء الحقيقية قيد الاستخدام مقارنة باستخدام الأخرى المزيفة”.
وأضاف أن “هذا الانخفاض تزامن مع تحسينات كبيرة في كيفية تدفق الهواء بسهولة داخل وخارج الممرات الهوائية للأطفال والرئتين، كما شملت هذه التحسينات انخفاضًا بحوالي 24% في إجمالي مقاومة المسلك التنفسي لمجرى الهواء، وانخفاضًا بحوالي 43.5% في مقاومة المسلك التنفسي لمجرى الهواء الصغير، وزيادة بحوالي 73.1% في مرونة مجرى الهواء، وانخفاضًا بحوالي 27.6% في أكسيد النيتريك الزفير”.
وعلى الرغم من أن الفوائد استمرت فقط طالما كانت فلاتر الهواء الحقيقية قيد الاستخدام، قال الباحثون: “من المحتمل أنه إذا استخدم الأطفال الفلاتر على أساس يومي مستمر، فسوف يشهدون فوائد مستمرة”.