أكدت الأبحاث الطبية الحديثة أهمية تحلِّي الإنسان بالجانب الإيماني والدين الذي يُشَكِّل درعًا واقيًا لحمايته من اليأس والوفاة مبكرًا.
وتوصلت الدراسة التي أُجريت في عامي 2018 و2019 إلى أن أولئك الذين يحضرون الدروس الدينية مرة واحدة في الأسبوع أقل عرضة للوفاة بسبب الانتحار أو الجرعات الزائدة من المخدرات أو التسمم بالكحول.
وقال الدكتور بينج تشين عالِم البيانات في معهد العلوم الاجتماعية في جامعة هارفارد الأمريكية: “ربما تكون هذه النتائج مذهلة بشكل خاص وسط جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد–19)”،
مشيرًا إلى أن بحثًا سابقًا أظهر أن الدين قد يلعب دورًا في تقليل المخاطر المتعلقة باليأس مثل الإفراط في تناول الكحول وإساءة استخدام المواد والانتحار.
وقال تايلر فاندر ويلي أستاذ علم الأوبئة في جامعة هارفارد تي إتش للصحة العامة: “اليأس شيء يمكن أن يواجه أي شخص يتعامل مع صعوبات أو خسارة شديدة، وفي حين أن مصطلح “وفيات اليأس” قد صِيغ في الأصل في سياق الأمريكيين من الطبقة العاملة الذين يعانون من البطالة، إلا أنها ظاهرة أوسع نطاقًا ذات صلة بالمتخصصين في الرعاية الصحية الذين قد يعانون من العمل المفرط والتعب أو أي شخص يواجه الخسارة”.
وجمع الباحثون لهذه الدراسة بيانات عن أكثر من 66 ألف امرأة كانت جزءًا من دراسة صحة الممرضات وأكثر من 43 ألف رجل من دراسة متابعة المهنيين الصحيين، ومن بين النساء، تُوفيت 75 امرأة من اليأس، موزعة كالتالي: 43 حالة انتحار، و20 من التسمم، و12 من أمراض الكبد وتليف الكبد، أما من بين الرجال، حدثت أكثر من 300 حالة وفاة بسبب اليأس، موزعة كالتالي: 197 حالة انتحار، و6 حالات تسمم، و103 بسبب أمراض الكبد وتليف الكبد.
ورغم ذلك، وجد فريق الباحثين أن النساء اللواتي حضرن خدمات العبادة مرة واحدة في الأسبوع على الأقل يقل لديهن خطر الموت بسبب اليأس بنسبة 68% مقارنة بمن لم يذهبن إلى أية خدمات للعبادة، كما وجد الفريق أن الرجال الذين يمارسون أعمالهم الإيمانية أسبوعيًا على الأقل لديهم مخاطر أقل بنسبة 33%.
وقال الباحثون إن الدين قد يكون ترياقًا مهمًا لليأس، مما يمنح الناس شعورًا بالأمل، وقد يعزز الدين أيضًا المرونة النفسية الاجتماعية من خلال إضفاء إحساس بالسلام والنظرة الإيجابية والترابط الاجتماعي.
وقال الدكتور بينج تشين إنه “في ضوء وباء كورونا الحالي، تُعتبر النتائج مذهلة، لأن الأطباء يواجهون متطلبات العمل الشديدة والظروف الصعبة، ولأن العديد من الخدمات الدينية قد تم تعليقها، ونحن بحاجة إلى التفكير في ما يمكن القيام به لتقديم المساعدة لمن هم في خطر اليأس”.