ذكرت دراسة جديدة – شارك في إعدادها أستاذ في طب الأطفال – أن الأطفال الذين وقعوا ضحايا للعنف هم أكثر عرضة للتسرب من المدرسة الثانوية قبل التخرج، مقارنة بأقرانهم.
وتشير البيانات إلى أن واحدا من بين كل خمسة أشخاص في الولايات المتحدة يتسرب من التعليم الثانوي قبل التخرج، مما يقلل من إمكاناتهم على كسب الحياة بنسبة 20%، ولم يكن هناك سوى القليل من البحوث السابقة التي تربط الصلة بين كون الطفل ضحية للعنف قبل سن 16 عاما والتسرب من التعليم الثانوي.
نشرت الدراسة بعنوان “إساءة معاملة الأطفال والاعتداء الجنسي والعنف المجتمعي والتخرج من المدارس الثانوية” في مجلة “الاقتصاد السلوكي”.
واستخدم باحثان بيانات من الاستنساخ للمعايرة الاستقصائية و لمسح قومي للحياة الأمريكية، لإنشاء عينة من 5 آلاف و370 من الإناث و3 آلاف و522 من الذكور، واقتصرت العينة على الأشخاص المولودين في الولايات المتحدة لإنشاء مجموعة بيانات أكثر اتساقا.
وأفاد 34% من النساء و 29% من الرجال بأنهم تعرضوا لنوع من العنف قبل سن 16 عاما، فيما أفاد 21% من النساء بأنهن تعرضن لاعتداء جنسي مقابل 6% من الرجال.
قال الدكتور ويليام داريتي، الأستاذ في مدرسة ستانفورد للسياسة العامة بكلية ديوك: “لقد فوجئنا بحجم العنف الموجه ضد الشابات والشبان.. إن هذه الاعتداءات لا تقتصر على فئة اجتماعية أو عرقية”.
وقورنت معدلات التسرب بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا لأي نوع من أنواع العنف قبل سن 16 عاما بمعدلات الأشخاص الذين لم يتعرضوا للعنف خلال نفس الإطار الزمني.
وصنف الباحثون التجارب العنيفة إلى ثلاثة أنواع (الاعتداء والاعتداء الجنسي والعنف المجتمعي)، ووجدوا اختلافات كبيرة بين الرجال والنساء فيما يتعلق بالأنواع الثلاثة من العنف، وعانى الرجال أكثر من العنف المجتمعي، 12 %، مقابل 3% للنساء، بينما تعرض عدد أكبر من النساء لاعتداء جنسي، بنسبة 21% مقابل 6% للرجال.. والنساء اللواتي عانين من مزيج من الاعتداء الجنسي وإساءة معاملة الأطفال هم الأكثر عرضة للتسرب.. ومن بين الرجال، كان أعلى معدل للتسرب هو الأعلى بالنسبة لأولئك الذين كانوا ضحايا لإساءة معاملة الأطفال والعنف المجتمعي.. كما تركت ضحايا العنف المنزلي من الذكور والإناث المدرسة في وقت مبكر بمعدل أعلى من أقرانهم الذين لم يبلغوا عن تعرضهم للعنف.
وتشير الدراسة إلى أن السياسات الرامية إلى الحد من العنف ضد الأطفال أو مساعدة الأطفال على مواجهة العنف ستعود بالفائدة الإضافية على خفض معدل التسرب من المدارس.