آراءشويّة دردشة

خيال المآتة | بقلم محمد ناقد

من فات قديمة تاه ودائما ما نجد ضالتنا في قديمة هكذا تذكرت مشهد لم يغيب يوما عن خاطري وانا صغير وأبي يصطحبني لزيارة أقاربي بالبلد ومشهد الأراضي الزراعية الخضراء في ريف مصر الأصيل، دمية “خيال المآتة” التي يعتاد الفلاحين على نصبها وسط حقولهم لحماية محاصيلهم من سطو الطيور، حيث يصعب عليهم الاستمرار في تفقد مزارعهم طوال النهار .

“خيال المآتة” أو “الفزاعة” كما يسميها المزارعون في البعض من الدول العربية هي دمية كبيرة تتكون من قطعتين من العصي مربوطتين معا بحبل، ومثبتتين في الحقل، يكسوها الفلاحون بجلباب واسع قديم، أو بالقش أو الخيش، كي تبدو للطيور وكأنها رجل ممدود الذراعين، ما يجعلها تفزع ولا تقترب من الزرع.

وبالدراسة والبحث اكتشقت “خيال المآتة” استمد اسمه من كلمة الميّت (المتوفى)، في دلالة على أنه دون فائدة، ومع ذلك يضعه الكثيرون في قلب حقولهم وهم يدركون أنه لن يحمي النبات من غزوات الطيور الجائعة، حيث لم تعد الطيور المخضرمة تخشاه، بل تهبط إلى الحقل فتأكل بلا توقف.

والمثير للانتباه اليوم هو انتشار مجسمات عديدة الأشكال لـ”خيال المآتة” ربما تتماشى أكثر مع تطورات العصر، مثل وضعه في صورة رجل، يرتدي زيا لتكون شديدة الشبه بالإنسان، لأن خداع البشر ليس سهلا كخداع الطيور.

وتفنن المزارعون في تصميم أزياء متغيرة لـ”خيال المآتة” بألوان عديدة وبعمامة مهيبة ضخمة ليست سوى قماش ملفوف حول رأس عود القش ويلبسونه ملابس المزارعين البالية، ويظل مخيفا لبعض الوقت، لكن الطير ما يلبث بعد فترة أن يدرك الخدعة، وتذكرت العم صلاح الذي كان يضطر لأن يطوِّره، فيجلب أجراسا صغيرة وخفيفة يعلقها في عنق المآتة، وعندما تهب الريح تصدر رنينا لم تعتده الطيور، فتظن الواقف رجلا فتبتعد من جديد، لكنها تستكشف الحيلة الجديدة فتعاود الكر والفر من جديد.

ومع أقتراب الإحتفال سنويا بذكرى أمل والنور وإزاحة الغمة والظلام عن تلك الأمة ذكرى الإحتفال بثورة 30 يونيو المجيدة و3يوليو وهما تاريخ الإعلان عن إسترداد مصر من أيدي مغتصبينها وتحريرها والإعلان عن بدء بناء مصر الجديدة بفكر ورؤية مدروسة وخطوات ثابتة، أتذكر دائما “خيال المآتة” أو “الفزاعة” التي يبدعون أعداء الوطن بثها وتسريبها في نفوس المصريين لزعزعة ثقتهم وإيمانهم بما ينجزونه وما يحققونه من خطوات ثابتة نحو الأرتقاء بمستقبل تلك الامة .

وها نحن على بعد أيام من الإحتفال بتلك الذكرى وهم أيضا يستعدون بأحلامهم وأوهامهم الملوثه على خلق وأبداع “خيال المآتة” أو “الفزاعة” جديدة تفسد إحتفال المصريين بثورتهم، فبدءوا مبكرا بث هشتاج أرحل والدعوة للتظاهر يوم 30 يونيو وهنا سيخيب ظنهم لأن الشعب المصري كالطير ما يلبث بعد فترة أن يدرك الخدعة وهذا الوهم فمصر لا يقودها هشتاج ولا تدار به فمصر أكبر من هؤلاء السفهاء عبيد الأموال، فلقد تعلم الشعب المصري جيدا الدرس في ثورة 25يناير وأصبح متيقنا كم الخسائر التي تكبدتها مصر خلال ما يقرب من ثماني سنوات منذ قيام ثورة 25 يناير والذي تحمل معاناة فاتورة إصلاح تلك الخسائر وحدة دون غيرة ممن أدعو الوطنية ودعوا كذبا وبهتانا بالعدالة الإجتماعية وعندما سعت الدولة لتحقيقها أدعت غلاء الأسعار ورفع الدعم، ملابس متلونه كالعم صلاح الذي يغير ذي“خيال المآتة” أو “الفزاعة” بألوان عديدة وبعمامة مهيبة ضخمة لإخافة الطيور ولكنها تستكشف الحيلة الجديدة فتعاود الكر والفر من جديد .

لذا أقول لهم لقد خاب وسيخيب ظنكم دوما فلقد تعلم الشعب الدرس أيها الأغبياء ومصر فوق اي حاكم او فئة ضاله أو دولة أرهابية أو ذو أطماع دنيوية عاشت مصر وحفظها الله ورئيسها وشعبها من كل سوء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى