آراءشويّة دردشة

خليج سرت الجفرة.. خط أحمر| بقلم اللواء اح اسامه راغب

تجمع مصر وليبيا علاقة ليست وليدة العصر الحديث، بل تاريخ ممتد منذ العصور الفرعونية، بسبب علاقات القربى والتزاوج والنسب، وكم من عائلات مصرية امتزجت مع العائلات الليبية، أفراداً وجماعات وقبائل ويشهد على ذلك هذا التواجد الليبى والذي يمتد حتى الإسكندرية ومحافظة البحيرة وغرب الدلتا كلها .. والفيوم وبنى سويف.

فمثلما يوجد تاريخ حافل بالحب والود بيننا نحن المصريون وبين الاشقاء الليبين يوجد ايضا تاريخ حافل بالاطماع التركية فى الاراضي الليبية منذ أيام الدولة العثمانية الذي انتهى فى 1912 بتوقيع معاهدة ” لوزان الاولى ” بين ايطاليا المحتله فى ذلك الوقت وبين الدولة العثمانية والتى تم خلالها تسليم الدولة الليبيه لايطاليا، وبعد العديد من السنوات تعود تركيا مرة أخرى بأطماع اخرى – الغاز وتركيا العظمى – فبعد فشل تركيا فى أن تصبح عضوا فى الاتحاد الاوروبى ها هى تنظر الى ليبيا والوطن العربي بعين الطامع ولا يخفى علينا جميعا دعمها للتيارات الاسلاميه – الغير مسلمه – داعمه لتفكيك الأوطان .ولكن هذه المره يحلق نسر الوطن العربي عاليا متمثلا فى مصر التى لطالما كانت وستكون الدرع الحامى للاوطان فى المنطقه، ففى الوقت الذي لا يعلو صوت فوق صوت الاحداث فى ليبيا يخرج الرئيس عبد الفتاح السيسي مشهرا سيفه فى وجه الاطماع.

خليج سرت خط أحمر فمن يحكم السيطرة على الموقعين سيكون هدفه التالي “ابتلاع” الشرق الليبي، ومن ثم تهديد الأمن والعمق المصري في حدوده الغربية والتي تمتد لحوالي 1200 كيلومتر. وهذا لم ولن تسمح به مصر فدخول قوات الوفاق إليها، يعني نقل المعركة من الغرب إلى داخل قواعد الجيش الوطني شرقاً، وهذا إن حدث سيغير تماماً قواعد اللعبة، ويدفع لاعبين جدد للتدخل على رأسهم مصر.

والسيطرة على سرت بوابة “علي بابا” نحو كنوز ليبيا التي تقع على مسافة 150 كم فقط شرق سرت، ما سيمكّن رجب طيب أروغان من حل مشاكل بلاده الاقتصادية في حال انتصاره فبعد أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أنها «خط أحمر» – وهي التي تبعد ألف كيلو متر عن الحدود المصرية – إن تجاوزته قوات حكومة الوفاق الوطني فإنه سيعطي لقواته المسلحة أمرًا بـ«التدخل المباشر».

وإن كان البعض يرجح – حال لم يُنزَع فتيل الأزمة بتسويةٍ مقبولة – أن تلجأ مصر إلى دعم القبائل الليبية المتوافقة مع نهجها، ما يُنذِر بإطالة أمد الحرب، ودخولها أنفاقًا جديدة أكثر إظلامًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى