“خطيب عرفة” يحث على التراحم والتسامح وإشاعة روح التعاون
دعا الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ، خطيب “يوم عرفة”، أن تكون الرحمة منطلقاً وأساساً في كل التعاملات البشرية، لما لذلك من الآثار الطيبة والعواقب الحميدة، مؤكدا أن الرحمة تنشئ المحبة وبها ينتشر التسامح، وتسود الألفة، ويشيع التعاون.
جاء ذلك خلال الخطبة التي ألقاها آل الشيخ، واستمع إليها جموع حجاج بيت الله الحرام ؛ الذين أدوا عقب الخطبة صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، اقتداء بسنة النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”.
وكان الحجاج قد توافدوا إلى مسجد “نمرة” في مشعر عرفات منذ وقت مبكر، وامتلأت جنبات المسجد والساحات المحيطة به بضيوف الرحمن.
واستهل الخطيب خطبته بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ، ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر، وحث المسلمين على تقوى الله؛، مشددا على أنه من تقوى الله الالتزام بالتوحيد الذي هو أعظم ما أمر الله به، وهو عبادة الله وحده وعدم الشرك به.
وأكد أن من رحمة الله بعباده أن أكمل دين الإسلام، كما قال “سبحانه” في الآية التي نزلت في عرفة: {اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، ومن رحمته أيضاً أن جعل الإيمان سبيلاً لاستجلاب رحمة الله وطريقًا للنجاة، وأرسل أنبياءه عليهم السلام إلى الناس ليكونوا رحمة للخلق أجمعين، وأنزل الكتب المشتملة على الشرائع المصلحة لأحوال الناس رحمة بهم.
وأكد أن رحمة المؤمنين بعضهم ببعض تستمر إلى قيام الساعة، لافتا إلى أن الرحمة تشمل جميع الخلق، وأن من فضله سبحانه أن جعل من أسس العلاقات الاجتماعية الرحمة؛ رحمة الآباء والأبناء ، ورحمة بين الأزواج ، ورحمة بين القرابة، بل تستمر الرحمة حتى في التعامل مع البيئة.
وحث خطيب عرفة – في خطبته – على أن تكون الرحمة منطلقاً وأساساً في كل التعاملات البشرية، لما لذلك من الآثار الجميلة والعواقب الحميدة، فمنها تنشأ المحبة وبها ينتشر التسامح، وتسود الألفة، ويشيع التعاون، لافتا إلى أن للرحمة مجالات متعددة في حياتنا المعاصرة سواء في سن الأنظمة واللوائح أو استخدام وسائل المواصلات، أو الاستخدام الأمثل للتقنية، ووسائل الإعلام.