خطاب الرئيس الأمريكي امام زعماء العالم الإسلامى يتركز على مكافحة الارهاب
يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابا يوم الأحد يدعو فيه الزعماء العرب إلى مواجهة “التطرف الإسلامي” كما سيقول إن محاربة الإرهاب معركة بين الخير والشر وليست صراعا بين الحضارات.
وجاء في مقتطفات من الخطاب وزعها البيت الأبيض على الصحفيين أن ترامب سيقول “إنها معركة بين مجرمين متوحشين يريدون إبادة الحياة البشرية وأناس متحضرين من كل الديانات يريدون حمايتها”.
كما سيقول “يعني هذا مواجهة صادقة لأزمة التطرف الإسلامي وجماعات الإرهاب الإسلامية التي يلهمها هذا التطرف. ويعني الوقوف معا في وجه قتل المسلمين الأبرياء وقمع النساء واضطهاد اليهود وذبح المسيحيين”.
وسيلقي ترامب الخطاب في إطار جهود لفتح صفحة جديدة مع العلاقات مع العالم الإسلامي بعد هجومه المتكرر على المسلمين خلال حملته الانتخابية العام الماضي ومحاولة فرض حظر على سفر الكثير منهم إلى الولايات المتحدة.
وفي مسعى لاحتواء فضيحة سياسية تختمر في بلاده بدأ ترامب أول جولة خارجية منذ توليه الرئاسة في السعودية حيث سيلقي كلمة أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية (4:20 مساء بالتوقيت المحلي/9:20 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة).
وسيقول ترامب “تفشى الإرهاب في العالم. لكن الطريق نحو السلام يبدأ من هنا.. على هذا التراب العريق وفي هذه الأرض المقدسة. لا يمكن لدول الشرق الأوسط أن تنتظر القوة الأمريكية لسحق هذا العدو نيابة عنها”.
وقوبل ترامب بحفاوة بالغة من الزعماء العرب الذين نحوا جانبا تصريحات حملته الانتخابية بشأن المسلمين وركزوا على رغبته في كبح جماح نفوذ إيران في المنطقة وهو التزام يعتبرون أن إدارة سلفه باراك أوباما كانت تفتقر إليه.
لكن عبارة “الإرهاب الإسلامي الأصولي” التي تميزت بها تصريحات ترامب من قبل لم ترد في مقتطفات الخطاب.
واتفقت الولايات المتحدة والدول الخليجية العربية اليوم الأحد على تنسيق جهودها لمكافحة تمويل الجماعات الإرهابية وهو هدف رئيسي بالنسبة للبيت الأبيض.
واجتمع الرئيس الأمريكي أيضا مع دول مجلس التعاون الخليجي الست في إطار جهوده لمعادلة قوة إيران بقوة عربية على غرار حلف شمال الأطلسي.
وسيؤسس ترامب والزعماء مركزا يهدف للتصدي لقدرة المتشددين الإسلاميين على نشر رسالتهم.
وقوبل ترامب بحفاوة بالغة من الزعماء العرب أثناء اجتماعات فردية معهم.
وأشاد بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقال له “لقد قمت بعمل هائل في ظل ظروف صعبة”.
وتعهد ترامب بزيارة مصر قريبا كما أبدى إعجابه بالحذاء الأسود اللامع الذي كان ينتعله السيسي قائلا له “يعجبني حذاؤك … ياله من حذاء!”
وتأكيدا على مسألة الصفقات الاقتصادية الأمريكية قال ترامب لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إنهما سيتناقشان بشأن “الكثير من المعدات العسكرية الجميلة.. لأن لا أحد يصنعها مثل الولايات المتحدة”.
وفي اجتماع مع عاهل البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أعلن ترامب أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين البلدين وأنه على الرغم من التوتر السابق بينهما “فلن يكون هناك توتر مع هذه الإدارة”.
وأشاد الملك بالعلاقات بين البلدين وقال إنها أدت إلى “استقرار كبير في المنطقة ورخاء”.
وخلال اجتماع مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أشار ترامب إلى أن الكويت اشترت كميات كبيرة من العتاد العسكري الأمريكي وأشار الأمير إلى ترامب قائلا “أخي”.
وهذه هي أول زيارة خارجية لترامب بعد توليه الرئاسة. وتمثل السعودية المحطة الأولى في جولة الرئيس الأمريكي التي تستغرق تسعة أيام في الشرق الأوسط وأوروبا.
يأتي الخطاب في وقت يحاول فيه ترامب التغلب على تداعيات قراره بإقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي في التاسع من مايو أيار وسط اتهامات بأن ترامب يحاول وقف تحقيق اتحادي في روابط حملته الانتخابية مع روسيا العام الماضي.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب وصف كومي “بالأحمق” خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأسبوع الماضي. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن التحقيق وصل إلى البيت الأبيض ليشمل أحد مستشاري ترامب دون أن تذكر اسمه.
ولم يبد على ترامب أنه تحت ضغط خلال يوم من النشاط الدبلوماسي الحافل أمس السبت عندما استقبله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بحفاوة.
وخلال مأدبة ملكية أمس السبت شهد ترامب احتفالية رفع المشاركون فيها السيوف وهم ينشدون أهازيج شعبية في انسجام على أصوات قرع الطبول. وبدا واضحا استمتاع ترامب بالحفل وهو يبتسم ويتمايل بل ويرقص قليلا وسط الجمع.
وفي وقت لاحق هبت عاصفة رملية على المنطقة.