تحقيقات و تقاريرتقاريرعاجل

ختام القمة «العربية – الأوروبية» تستحوذ على مقالات كتاب الصحف المصرية

 

استحوذت ختام القمة العربية – الأوروبية لليوم الثاني على التوالي على مقالات كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء.

ففي عموده (بدون تردد) بجريدة (الأخبار) وتحت عنوان (قمة العرب.. وأوروبا) قال الكاتب محمد بركات “إن هناك الكثير مما يستحق ويستوجب التوقف عنده بالرصد والتسجيل بعد اختتام أعمال القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ، وبعد ما دار فيها من حوارات مباشرة وصريحة بين القادة والزعماء المشاركين من الجانبين العربي والأوروبي طوال اليومين الماضيين”.

وأضاف أن أول ما يلفت الانتباه في ذلك الحدث التاريخي غير المسبوق، هو حجم وثقل الحضور الكبير لقادة ورؤساء وملوك وأُمراء ورؤساء الحكومات في العالمين العربي والأوروبي، الذين احتشدوا في “مدينة السلام”‬ شرم الشيخ، لحضور الانعقاد الأول للقمة، تحت رعاية وتنظيم مصري بلغ درجة كبيرة من الانضباط والدقة.

وأوضح أن هذا الحضور الكثيف والمتميز من القادة على مستوى العالم حمل في طياته الكثير من الدلالات والمعاني على المستويين الإقليمي والدولي، في المقدمة منها التأكيد على العودة القوية لمصر لممارسة دورها الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية، وما تحظى به من تقدير واحترام بين الدول العربية والأوروبية.

وأشار بركات إلى أنه في هذا الإطار كانت القمة فرصة حقيقية وغير مسبوقة لمصارحة كاملة بين العرب والأوروبيين، خلال الحوار بالغ الشفافية بين القادة والزعماء على الجانبين، وهو ما أدى إلى تفهم متبادل لوجهات النظر حول القضايا والتحديات التي تواجه العالمين العربي والأوروبي.

وأكد أن النجاح الكبير للقمة تمثل في فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية والأوروبية تقوم في أساسها على الحوار للوصول إلى توافقات حول القضايا والمشكلات محل الاهتمام من الجانبين، كما تتمثل في التعاون المشترك لتحقيق السلم والأمن والاستقرار في المنطقتين.

ونوه بأنه تم التوافق حول أهمية مكافحة الإرهاب والتطرف والعمل على وقف الهجرة غير الشرعية، ومنع الاتجار بالبشر، وضرورة تحقيق السلام في الشرق الأوسط بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ووقف النزاعات المسلحة، والسعي لحل سياسي للأزمة السورية والأوضاع في ليبيا واليمن، بالإضافة إلى التعاون المشترك لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة في المنطقة العربية، والعمل معا للحد من أخطار تغير المناخ.

أما الكاتب ناجي قمحة ففي عموده (غدا.. أفضل) بجريدة الجمهورية وتحت عنوان (مصر العربية.. وعلاقات إيجابية أوروبية)، فقال “إن انعقاد القمة العربية الأوروبية على أرض مصر تؤكد قدرة “دولة 30 يونيو” بقيادتها الوطنية الحكيمة والنشطة على ممارسة دور رئيسي وفعال على المسرح العالمى، الذي تتصادم فيه الدول عبر القارات حول الأهداف والمصالح، وتحتاج لمن يضبط إيقاع هذه الصراعات، ويقدم الحلول السلمية المبتكرة للقضايا الشائكة، وينزع فتيل الانفجار عن الأزمات التي تصنع الحروب وتدمر الدول وتشـرد الشعوب الممزقة، وتضطرها للهجرة بعيدا، ولا تصبح دولة أياً كانت قوتها أو بعدها بمنأى عن شرور الصراعات وشرارات الحروب”.

وأضاف أن الأمر يحتم على الجميع الاستماع إلى صوت الحكمة والعقل، الذي ينطلق من مصر للمبادرة بحل أزمات الشرق الأوسط، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني، الوحيد في العالم الخاضع للاحتلال من جانب إسرائيل بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها الأوروبيات اللاتي تتحمل مسئولية تصحيح هذا الوضع الشائن المنافي لسائر القرارات والمواثيق الدولية.

وأكد ضرورة أن تعمل تلك الدول على إعادة حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، مما يسهم في تسوية بقية صراعات وأزمات الشرق الأوسط، وكتابة صفحة جديدة إيجابية بين العرب وأوروبا أساسها الاحترام الكامل والمصالح المتبادلة.

وعلى جانب آخر، وفي عموده (هوامش حرة) بجريدة (الأهرام)، قال الكاتب فاروق جويدة، تحت عنوان (انفلات) “إن هناك ثلاث قضايا ينقصها الحسم لأنها تعاني من حالة انفلات خطيرة، أولها “الفن المصري” وهو يحمل تاريخا طويلا من المسئولية تجاه الثقافة المصرية إنها السينما المصرية بكل تراثها وقد كانت صادرات مصر من السينما تنافس صادرات القطن المصري وكلنا يعرف أهميته ودوره في الاقتصاد المصري”.

وأضاف أن السينما تراجعت من حيث الانتاج والمستوى والدخل وبدأت مسيرة التراجع حتى وصلنا إلى مستويات هابطة في القيمة والمسئولية، فلم تعد السينما المصرية كما كانت من حيث الجدية ومستوى الإبداع والقضايا التي تعالجها.. والشيء المؤسف أن الدولة انسحبت تماما في قضية السينما اهتماما وإنتاجا ورعاية وتركتها لعدد من التجار الذين أفسدوا كل شيء.

وأشار إلى أن القضية الثانية هي الإعلام بكل ما يقدم من برامج ومسلسلات حتى غاب دوره تماما ولم يكن غريبا أن ينفض الشارع المصرى والمواطن المصرى عن متابعة شاشاته وقنواته وأن يتجه إلى شاشات أخرى، لافتا إلى التحذيرات السابقة من حالة التخبط والارتباك التى يعانيها الإعلام المصري في كل قنواته ولم يسمع أحد حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه.. لافتا إلى أن الإعلام المصري يعيش محنة قاسية وعلى الدولة أن ترعي هذا القطاع المهم حيث إنه يمثل الآن واحدة من القوى الرئيسية في حماية الأمن القومي المصري.

وأوضح جويدة أن القضية الثالثة هي “الرياضة المصرية”، التي تحولت إلى معارك وخصومات وتصفية حسابات بين الأندية الكبرى واتحاد الكرة وصفقات البيع والشراء في مزادات اللاعبين، منوها إلى أن أهم مظاهر التميز في الكرة المصرية كانت روح الأندية واستقرارها والحرص على أداء رسالتها بكل الجدية والالتزام، ولكن لا أحد يعلم السبب في هذه الأمراض الخطيرة التي تسللت إلى هذا القطاع المهم وأصبح مصدرا للإزعاج والتفكك والفوضى.

وفي ختام مقاله، أكد جويدة أن أخطر ما في هذه الثلاثية إنها تهدد عقل المواطن في إعلامه المتردى ووجدانه في الفن الهابط وجسد شبابه في فوضى الرياضة، ولا حل غير الحسم.. والحسم هو السلطة والقرار.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى