بعد سنوات من التحذيرات الصحية حول سوء استخدام المضادات الحيوية، كشفت دراسة طبية جديدة أن المشكلة مازالت بعيدة المنال عن الحل.
فقد وجد الباحثون أنه من بين أكثر من 500 ألف وصفة للمضادات الحيوية تم تحليلها، تم وصف ما يقرب من نصفها دون تشخيص متعلق بالعدوى، وتم إعطاء نحو 20 % من المضادات عبر الهاتف دون زيارة عيادة الطبيب.
وقال الباحث “جيفري ليندر”، رئيس قسم البحث في كلية فينبيرج للطب في جامعة نورث وسترن في شيكاغو انه من غير الواضح كم من هذه الوصفات غير مناسبة في الواقع .. موضحا، أن فريقه نظر في سجلات المرضى ، و ان “الترميز السيئ” يمكن ان يكون جزءا من المشكلة ، مشيرا إلى النظام الذي يستخدمه الأطباء لتسجيل التشخيص .. ومع ذلك ، فإن النتائج تثير القلق .
ويقترح الباحثون أن بعض الأطباء ما زال يصف المضادات الحيوية بسهولة – ربما ، جزئيا، لأنهم يفترضون أن المرضى راغبون فى التداوى بها .. لكن مثل هذا الاستخدام المضاد للمضادات الحيوية هو القوة الدافعة وراء انتشار مشكلة العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.
وأضاف الباحثون أن المضادات الحيوية فعالة فقط ضد الالتهابات البكتيرية – وليس نزلات البرد العادية أو غيرها من الأمراض التي تسببها الفيروسات.. فعندما يستخدم المرضى المضادات الحيوية دون داع، فإن ذلك يعرض البكتيريا للأدوية ويمنحها فرصة للتحور وتصبح مقاومة.. لذلك، ظل خبراء الصحة العامة منذ سنوات يحذرون الأطباء والمرضى من استخدام المضادات الحيوية العشوائية.
وبالنسبة للدراسة الحالية ، نظر الفريق البحثى في ما يقرب من 510،000 وصفات للمضادات الحيوية تم توزيعها في 514 عيادة طبية على مدار عامين .. وتضم الوصفات الطبية أطباء وممرضات ومساعدين طبيين في الرعاية الأولية والتخصصات مثل أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الجلدية.