حذر عدد من خبراء الصحة من عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم؛ نظرًا للدور الذي يلعبه في زيادة نسبة السكر في الدم بين المرضى، أو زيادة مخاطر الإصابة بين الأصحاء.
وأوضحت الأبحاث أن الذهاب إلى الفراش في وقت متأخر وتناول عشاء عالي السعرات الحرارية مرتبطان بالتحكم في نسبة السكر في الدم، حيث يدفعانه نحو الارتفاع.
وكشفت الدراسة الحديثة التي أُجريت على 194 مريضًا من مرضى السكري من النمط الثاني عن أن عادات النوم تلعب دورًا مهمًا في التحكم في مستويات السكر سواء بالارتفاع أو الانخفاض؛ ما يجعل الشخص يشعر بالتعب طوال اليوم في حال اضطراب نمط النوم.
وقال الدكتور سامت غزال استشاري الغدد الصماء بمستشفى نايتنجيل في مدينة كالكاتا في الهند: “نميل إلى أن نجد أنفسنا خلال النهار أكثر يقظة، ونمتلك طاقة أكبر، ونشعر بتوتر أقل، ولدينا عقلية أفضل لمراقبة وإدارة مرض السكري”.
وأضاف: “عندما لا ننام جيدًا أو نشعر براحة أقل أثناء النوم، نشعر بعدم الاستقرار أو الانزعاج طوال اليوم، ويميل جسمنا إلى الشعور بالتعب، ونتيجة لذلك، قد نعاني أيضًا من بعض اضطرابات النوم، مثل توقف التنفس أثناء النوم، ومتلازمة تململ الساق، والأرق، وما إلى ذلك، كما تُزِيد قلة النوم من خطر السمنة، التي قد تكون عاملًا خطرًا في المستقبل لمرض السكري من النمط الثاني”.
وتابع الدكتور سامت غزال: “قد يرتبط الأشخاص الذين يجدون صعوبة في النوم ببعض الأعراض؛ إذ يمكن أن يسبِّب ارتفاع مستويات السكر في الدم التبول المتكرر، وعندما يحتوي الجسم على جلوكوز إضافي، فإنه يسحب الماء من الأنسجة، وهذا يمكن أن يجعل المرء يشعر بالجفاف؛ ما يدفع الشخص إلى الاستيقاظ للحصول على أكواب من الماء، كما يمكن أن تؤثر أعراض انخفاض نسبة السكر في الدم مثل الاهتزاز والدوخة والتعرق على النوم”.
وأشار إلى أن “عدم الراحة أو الألم المزمن في الساقين أو الذراعين يُعدان أيضًا من الأسباب الشائعة الأخرى للنوم المضطرب، وكذلك يمكن أن تسبِّب متلازمة تململ الساقين وحركات الأطراف الدورية صعوبة في النوم”.
وشدد الباحثون على أنه من المهم تحديد اضطرابات النوم لدى مرضى السكري؛ لأن تحسين النوم وعلاج اضطرابات النوم – مثل توقف التنفس أثناء النوم – يمكن أن يحسِّن من السيطرة على الجلوكوز والصحة ونوعية الحياة.