سياسةعاجل

خبراء : تحالف قطر مع تنظيم الإخوان الإرهابي هدفه إسقاط حكومات في المنطقة

 

 

حذر خبراء من مصر والبحرين من خطورة التطورات الجارية في المنطقة وخصوصا استهداف الجماعات الإرهابية مفهوم الدولة الوطنية ومحاولة إسقاطها، مشيدين بانتباه التحالف الرباعي العربي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) إلى هذا الخطر ومجابهته عبر مقاطعة الدول الداعمة للإرهاب.

وانتقد هؤلاء الخبراء السياسات القطرية وتحركات تنظيم الإخوان الإرهابي في المنطقة، معتبرين أن تحالف قطر مع الإخوان هدفه إسقاط حكومات في المنطقة.

جاء ذلك في كلمتهم خلال ندوة (الرؤية الاستراتيجية والأمنية المشتركة لمواجهة الإرهاب) التي استضافتها جامعة البحرين اليوم الأربعاء ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الأهرام الثقافي في المنامة، حيث مثل الجانب المصري وزير الخارجية الأسبق عضو مجلس النواب السفير محمد العرابي وعضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب مدير المركز المصري للدراسات الأمنية العميد خالد عكاشة ومثل الجانب البحريني الكاتب الصحفي الدكتور محمد مبارك جمعة، بحضور وزير شؤون الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي وسفيرة مصر في البحرين سهى إبراهيم الفار.

وقال السفير محمد العرابي إن العالم يعيش مرحلة الإرهاب العابر للحدود، لافتا في هذا الصدد إلى تجربة سورية والعراق إذ استطاعت الجماعات الإرهابية العبور من حدود دولة إلى أخرى والسيطرة على أراض فيها..موضحا أن التحالفات في المنطقة باتت متغيرة بشكل يومي تقريبا فبعضها استراتيجي والبعض الأخر تكتيكي.

وأضاف أن كل ما خلق على الأرض سيظل على الأرض، لافتا إلى أن تنظيم (داعش) الإرهابي ما زال يسيطر على بعض الأراضي في سوريا رغم تدهور قدرات التنظيم ولذا المشكلات القائمة ستظل موجودة لفترة.

وأوضح أن الرؤية المشتركة لمواجهة الإرهاب يجب أن تتبنى العمل العسكري المسلح ضد الجماعات الإرهابية، فضلا عن تجفيف عناصر الإرهاب من تسليح وتمويل بعدما أثبت الإرهاب أنه أسرع من بعض الحكومات في أوقات معينة..مشيرا إلى أن هناك تراخيا دوليا في تجفيف منابع الإرهاب، داعيا إلى معالجة البيئة المواتية لخلق الإرهابي.

من جهته..وأكد الكاتب الصحفي البحريني الدكتور محمد مبارك جمعة اتفاقه مع العرابي في ضرورة المواجهة العسكرية للجماعات الإرهابية، مشيدا في هذا الصدد بالعملية العسكرية (سيناء 2018) في مصر.

وأوضح أنه يجب مواجهة ظاهرة تجنيد الإرهابيين، لافتا إلى أن بعض الأبحاث خلصت إلى أنه ليس بالضرورة أن يأتي الإرهابي من بيئة فقيرة بل إن نسبة معتبرة من الإرهابيين يأتون من أسر غنية ومتوسطة.

وقال جمعة: “إننا نعيش في منطقة تسعى دول فيها مثل تركيا وإيران إلى التدخل في الشؤون العربية لذا تظهر أهمية التحالف الرباعي بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين؛ لتحقيق تفوقا عسكريا كبيرا في المنطقة يردع تلك التدخلات”، مشيرا إلى أن تنظيم الإخوان الإرهابي هو أساس مختلف التنظيمات المتطرفة في المنطقة، مشددا على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب فيها.

وأضاف أن تنظيم الإخوان وجد ممولا كبيرا له ممثلا في النظام القطري حتى بات هذا التنظيم يدير السياسة القطرية وباتت قطر محكومة من هذا التنظيم الذي يتحالف مع الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن هناك تحالفا تركيا قطريا إيرانيا إخوانيا تدعمه دول كبرى بهدف إسقاط حكومات دول عربية في المنطقة.

وشدد على أن النظام القطري لن يستطيع أن يصمد أمام المقاطعة العربية، مؤكدا ضرورة وجود إجراءات محلية في الدول العربية لرصد تمويل الإرهاب ووقفه، داعيا إلى معالجة المناهج التعليمية ومراجعتها بشكل مستمر ومطالبا الإعلام بالحديث بوعي عن الجماعات الإرهاب وإظهار ما آل إليه أعضاء تلك الجماعات الإرهابية.

وبدوره..أكد مدير المركز المصري للدراسات الأمنية العميد خالد عكاشة أهمية طرح الأفكار وتبادلها بخصوص وضع استراتيجية موحدة لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أهمية كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص الخلل في منظومة العمل الدولي وتساؤلاته عن إصلاح المنظومة الدولية فيما مشروع الدولة الوطنية أصبح مهددا.

وقال عكاشة: “إن مفهوم الحرب على الدولة الوطنية أصبح الأكثر خطورة في عمل الجماعات الإرهابية، حيث إن تلك الجماعات قامت بتطوير نفسها بشكل كبير في الآونة الأخيرة”، مشددا على أهمية مسألة تطور البيئات الحاضنة للإرهاب إذ أصبحنا الآن أمام مشروع موازي شديد الكراهية لمفهوم الدولة الوطنية.

وأضاف أن الجماعات الإرهابية تجاوزت مسألة التجنيد خلف الأسوار وباتت تعقد تحالفات مع قبائل وجماعات الجريمة المنظمة في مناطق تواجدها ضمن صيغة لتبادل المنافع والتعاون بين هؤلاء الحلفاء ما زاد من خطورة الموقف، لافتا إلى أن تلك التحالفات باتت مرنة بشكل كبير.

وشدد على أن حروب الجيل الرابع باتت حاضرة بقوة في الفترة الراهنة؛ بهدف إرباك الخصم دوما بدلا من مواجهة عدوه الحقيقي على الأرض، موضحا أن تلك الأمور باتت تحظى باهتمام كبير في تلك المرحلة حيث انتقد التقليل من مفهوم حروب الجيل الرابع والسخرية منه.

ومن جانبها..أكدت السفيرة المصرية سهى إبراهيم الفار – في ختام الندوة – أهمية تلك الندوة، معتبرة أنها نواة للحديث عن الاستراتيجية المشتركة لمواجهة الإرهاب، داعية إلى استمرار الحوار حول كيفية الوصول إلى الشباب والحوار معهم لتحصينهم ضد التطرف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى