شويّة دردشة

خانة الديانة ام خيانتها |بقلم ماجد سوس

 

ماجد سوسالثلاثاء 11 أكتوبر2016 إستيقظ الشرفاء من المصريين على يوم تاريخي في حياتهم ، يوم سجله التاريخ المعاصر كعيدٍ للمواطنة و وحدة المصريين .

فقد أضاء الأستاذ الدكتور جابر نصار رذيس جامعة القاهرة أول شمعة في طريق مكافحة التمييز الديني في الجامعات بقراره الشجاع بإلغاء تطلب خانة الديانة كبيان في كافة الشهادات والمستندات والأوراق التي تصدرها أو تتعامل بها جامعة القاهرة مع طلابها أو العاملين بها أو أعضاء هيئة التدريس أو الهيئة المعاونة أو الغير على أي وجه كان، وفي جميع الكليات والمعاهد والمراكز سواء للمرحلة الجامعية الأولى أو الدراسات العليا.

علمنا التاريخ انه دائماً تضاء شعلة التنوير من جامعة القاهرة فالدكتور جابر نصار آستاذ القانون الدستوري حزا حزو أحد أسلافه العظام و هو الأستاذ الدكتورأحمد لطفي السيد أحد أعظم رؤساء جامعة القاهرة السابق والمفكر والفيلسوف الذي وصف بأنه رائد من رواد حركة النهضة والتنوير في مصر بل قيل عنه انه ابو الليبرالية المصرية و في عصره رفض إنشاء المدارس الدينية في مصر و أحمد لطفي السيد هذا مؤسس حزب الأمة في عام ١٩٠٧ تحت شعار مصر للمصريين .

نعود لبطلنا نصار الذي اتخذ خطوته التي لم يجرؤ عليها أحد من قبله و قد تحدى بها الجميع  واقفاً أمام تيار متشدد عنيف بل و ضد وجوه تتاجر بملف الأقباط و بمدنية الدولة كوجه زائف بينما في قلوبهم تسكن عنصرية مقيتة و بكل أسف وجدناها في رجال سياسة و برلمان بل يوسفني أن أقول ان أكثر تشدداً من السلفيين وقف لحتى أنه قال أنه يصر على إلغاد خانة الديانة حتى و لو كلفه هذا أن يفقد وظيفته .

انها ليست المرة الأولى التي يقف فيها الرجل أمام طيور الظلام فقد إتخذ من قبل قرارا جريئاً بمنع ارتداء النقاب للعاملات بالتدريس بالجامعة ليضع حد لشكاوى الطلبة من صعوبة التواصل في قاعات الدراسة. أهاج ابليس عليه المتشددين لكن المفتي و من بعده المحكمة أيدت قراره .

مصر تحتاج اليوم الى أكثر من جابر يجبر شرخها العميق ، مصر تحتاج اليوم الى شجاعة كشجاعته  وقدرته علي مواجهة تلك العواصف والرياح العاتية من الفكر االظلامي الرجعي المتحجر، ويد كيده غير مرتعشة توقع تلك القرارات الفارقة في تاريخ الشعوب بثبات وثقة.

أما الورم الخبيث الذي أصاب الوطن و هم السلفيون اعداء الإنسانية فقد سارعوا بمهاجمة الرجل و على رأسهم ذاك البرهامي الذي أرهق الوطن بأفكاره و أفعاله التي تهدم كل حجر يوضع لبناء دولة مواطنة مدنية بلا تمييز

هنا اسجل أعجابي مرة أخرى برد الدكتور نصار على البرهامي بقوة قائلا ياسر برهامى لا يستحق لقب الشيخ وسأختصمه أمام الله ! برهامى يتحدث تحت راية يزعمها وهى الدين، نحن نمارس اختصاصاتنا الدستورية التى حددها الدستور والقانون .

بعد هذا القرار الجريء قررت نقابة المهندسين هي الأخرى إلغاء خانة الديانة في جميع الأوراق المتعامل بها في النقابة لتكون هي الأخرى باكورة النقابات في إلغاء التمييز الديني.

إبان الحملة الشرسة التي يتعرض لها الدكتور نصار وقع 4 أحزاب، و19 منظمة من منظمات المجتمع المدني، و220 شخصية سياسية وبرلمانية وعامة، بيانا للتضامن مع الدكتور جابر نصار ضد ما وصفوه بأنها «حملة شرسة تواجهه عقب إصداره قرار حذف خانة الديانة من أوراق المعاملات الرسمية للجامعة».

وقد طالب الموقعون بتشكيل لجنة وطنية تتولى فحص وتنقية القوانين المصرية من كل ما يقيد حق المواطن المصري في حرية العقيدة وفي ممارسة الشعائر، بما يتضمنه ذلك من تجريم فرض العقائد بالإكراه والقوة سواء من قبل الدولة أو المنظمات أو الأفراد.

كما طالبوا بتشكيل لجنة قومية من خبراء التعليم، لمراجعة كافة المواد الدراسية لتنقيتها  من كل ما يعمق التقسيم والفرز الطائفي بين المواطنين المصريين، والتأكد من أن تدريس الأديان يتم فقط في المقررات الدينية، وتدريس ما يساعد على التسامح وقبول الآخر واحترام حقوق الإنسان والحرية الدينية

على مدى سنوات طويلة و نحن و غيرنا نطالب بإلغاء خانة الديانة من بطاقة الرقم القومي، و منذ سنوات قدمتُ أقتراحاً ان تكون هناك شهادة تسمى ” شهادة الديانة” يستخرجها الإنسان مع شهادة الميلاد التي تحذف منها الديانة أيضا و هذه الشهادة تستخدم فقط في الزواج و الميراث و خلافه من مسائل الحوال المدنية و هي كبطاقة الخدمة العسكرية لا تخرجها من دولابك سوى حين تسأل عنها فقط .

آن الأوان لمصر ان تستيقظ من ثباتها على عهد جديد من المساواة و العدل و رفض كل أشكال العنصرية و التمييز

تحية للرجل الوطني الدكتور جابر جاد نصار الذي سجل اسمه بحروف من نور بين الوطنين الشرفاء في صفحات التاريخ البيضاء و وضع اسمه بجوار مصطفى كامل ، رفاعة الطهطاوي، الشيخ محمد عبده، طه حسن و احمد لطفي السيد و غيرهم من التنويريين الذين عملوا من اجل وطن قوي و هم ابدا لم يخنوا اوطانهم و لا دينهم بل على العكس سموا بالدين حين وضعوه في مكانه و مكانته الصحيحة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى