ثقافة وفنون

خاتم يكشف عن علاقات قديمة بين الفايكنج والعالم الاسلامى

369

كشفت كتابة عربية على خاتم اكتشف فى السويد ويرجع تاريخه الى القرن التاسع الميلادى عن العلاقات التى كانت قائمة بين البحارة الاسكندنافيين الذين اشتهروا باسم الفايكينج وبين العالم الاسلامى فى العصر الوسيط، ويعتبر ذلك دليلا ماديا جديدا على هذه العلاقات.

فقد كتب على قطعة زجاج طعم بها هذا الخاتم المعدنى اسم الخالق الاعظم “الله” بالعربية بالخط الكوفى الذى يعتبر أقدم الخطوط العربية. وهذا ما كشف عنه فحص بالميكروسكوب لهذا الخاتم الذى عثر عليه فى عام 1800 أى منذ أكثر من قرنين من الزمان فى شمالى السويد.

والواقع أن هذا الخاتم وعلى عكس ما قد يبدو لأول وهلة ليس أول دليل على الاتصالات التى قامت طوال عدة قرون بين شعوب “عصر الفايكينيج” فى الفترة من عام 793 حتى عام 1066 وهى الشعوب التى كانت تعيش فى الدانمرك والنرويج والسويد وبين الامبراطورية البيزنطية ودول الخلافة الاسلامية.

وكان المؤرخون والمتخصصون على علم بوجود تلك الاتصالات بين الفايكينج وبين المسلمين وان كان ذلك غير معروف للجمهور حيث كانت هناك صلات دبلوماسية وتجارية بين سكان دول الشمال وبين العالم الاسلامى وبخاصة حول بحر قزوين ونهر الفولجا وهو أمر رواه الرحالة الاسلامى أحمد بن فضلان فى وقائع رحلته التى قام بها فى القرن العاشر الميلادى الى روسيا وعدة مناطق فى شمال أوروبا.

وكان قد عثر على هذا الخاتم فى قبر سيدة فى شمال السويد فى القرن التاسع فى موقع بيركا الذى كان مصرفا تجاريا سويديا. ويعتبر هذا الخاتم أول قطعة من نوعها تكتشف فى الدول الاسكندنافية ، كما ذكرت ذلك مجلة “سكانينج” السويدية.

ولكن هذا الخاتم وان كان فريدا فى بابه يضاف الى دراهم كثيرة قادمة من الدول الاسلامية حيث كان التجار من الفايكينج يحصلون عليها ثمنا لما يبيعونه الى المسلمين من بضائع مثل الفراء والعاج والشمع والعنبر والعبيد الذين كان الفايكينج يأسرونهم خلال غاراتهم فى أوروبا.

وذكرت مجلة “سيانس أفنير” الفرنسية أن المؤرخ بيير بودوان المتخصص فى تاريخ العصر الوسيط فى مركز البحوث الاثرية والتاريخية القديمة فى كاين أشار الى أن الفايكينج لم يكونوا يسكون عملات ولهذا فان تدفق الدراهم القادمة من العالم الاسلامى والتى عثر عليها فى أوروبا كان كبيرا حيث عثر على مئات الالوف من هذه الدراهم الاسلامية فى القارة الاوروبية.

وأضاف قائلا : ولهذا فان العثور على هذا الخاتم الذى كتبت عليه كلمة عربية بالخط الكوفى فى السويد لا ينبغى أن يثير الدهشة فقد يكون مصدره أحد الرحالة المسلمين الذين كانوا يترددون على البلاد الاسكندنافية . ومن المعروف أن ابراهيم بن يعقوب الطرطوشى قدم من الاندلس لزيارة مصرف هيديبى فى الدانمرك وكان هذا المصرف أول سوق مصرفية فى منطقة البلطيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى