افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرتقاريرعاجل

حين قتل ” أعداء الله” مئات ” الركع السجود”.. السيسي كلف الجيش باقتلاع الإرهاب في كل مصر

تقرير : عادل محمد

24 نوفمبر 2017 .. سيبقى هذا اليوم محفوراً في ذاكرة التاريخ، وكيف لا وهو يحمل أقسى وأبشع جريمة إرهابية شهدتها مصر حين استهدفت العناصر الإجرامية التي ترتدي وشاح الدين مئات المصلين الذي جاءوا إلى مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بشمال سيناء لأداء شعائر صلاة الجمعة والاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، فإذا بأتباع الشيطان يفجرون بيت الله ويطلقون الرصاص على المصلين فيسقط أكثر من 400 مصل ما بين شهيد ومصاب بينهم نحو 40 طفلاً لم تتجاوز أعمارهم 10 أعوام .

فلم يكد خطيب مسجد الروضة يبدأ خطبته بالقول : “بِسْم الله والحمد لله….” ، والتي كانت بالمناسبة عن النبي (ص) في ذكرى مولده، حتى تحولت ردهات المسجد إلى جحيم على إثر القنابل التي تم تفجيرها، تبعتها إطلاق الرصاص من رشاشات الإرهابيين على المصلين الذين حاولوا النجاة بأرواحهم، إلا أنهم كانوا على موعد مع الذئاب المفترسة والوحوش المتعطشة للدماء والتي أردتهم قتلى ومصابين حتى تحولت ساحة وجدران المسجد إلى لوحة جدارية بلون دماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى وقوعهم ضحية لتنظيمات إرهابية مأجورة تسعى لنشر الذعر وتقويض الأمن حتى داخل بيوت الله بدون تفرقة بين مساجد أو كنائس .

ومع تعدد الروايات التي تؤكد على مدى بشاعة التفاصيل وإجرام منفذي المذبحة، إلا أن الهدف من ارتكابها يبقى وحيداً وهو تسلل اليأس والإحباط إلى أرواح المصريين والتسليم بأننا أمام قوة قادرة على تكدير الأمن والسلم دون أي رادع يحول بينها وبين ارتكاب أخطر المجازر في استدعاء لما تشهده بعض الدول المجاورة من تفجيرات دموية وبالتالي الجلوس والتفاوض مع هذه التنظيمات كأمر واقع والاستماع لمطالبها، فبعد فشل تلك التنظيمات الإرهابية في استهداف قوات الجيش والشرطة لجأت إلى تغيير استراتيجيتها في العمليات الإرهابية باستهداف المدنيين والمصلين سواء في الكنائس أو المساجد .

الأرجح إذاً أن الرؤوس المدبرة لهذه التنظيمات والأذرع المنفذة لجرائمها الإرهابية كانت تسعى لتركيع أرض الكنانة، لكنها لم تضع في حساباتها على ما يبدو أن لمصر رئيس حارس أمين وجيش باسل فدائي .

فبعد 4 أيام فقط على مذبحة مسجد الروضة، وخلال حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي الاحتفالات الرسمية بذكرى المولد النبوي الشريف وأمام جميع الحاضرين وأعين العالم التي كانت تتابع الحدث، أكد الرئيس السيسي إن الدولة لن تتوانى عن القصاص وتطهير سيناء، وستستخدم القوة والحزم مع العناصر الإرهابية للقضاء على وجودهم في هذه البقعة الغالية وعلى جرائمهم بحق مصر والمصريين، وكعادة القيادة السياسية لم تضيع الوقت فأصدر توجيهاته للقوات المسلحة بالقضاء على الإرهاب ليس في سيناء فقط بل في جميع ربوع مصر .

وهو ما أثمر عن وضع خطة ” العملية الشاملة سيناء 2018″ كأضخم عملية عسكرية لتفكيك البنية الأساسية للكيانات الإرهابية وقطع خطوط الامدادات ومحاصرة العناصر المنفذة للتفجيرات الغادرة .

ومنذ انطلاق هذه العملية العسكرية التي تتضافر فيها جهود وحدات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية والقوات المسلحة، تم تدمير البؤر الإرهابية وفرض السيطرة على نقاط التحصين ومخازن المتفجرات والأسلحة بالإضافة إلى القضاء على المئات من العناصر الإرهابية قبل تنفيذ المزيد من التفجيرات وزرع العبوات الناسفة ضد قوات الأمن .

وقد تحلت قيادة العمليات العسكرية بأقصى درجات الصدق والشفافية مع أبناء الشعب المصري، حيث حرص المتحدث العسكري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي على إطلاع الرأي العام على كافة مجريات الأحداث واستعراض نتائج وإنجازات القوات المشاركة فيها وذلك صوناً لحقوق الشعب في معرفة تلك الجهود، وأيضاً لقطع الطريق على الدوائر الإعلامية المشبوهة التي دأبت على بث الأخبار الكاذبة والشائعات الملفقة لتحقيق أجندات خاصة .

وكان من أهم نتائج هذه العملية العسكرية المقدسة تراجع كبير في أعداد الإرهابيين بسيناء بعد الضربات الناجحة للقوات المسلحة ووحدات العمليات الخاصة بوزارة الداخلية، ونلاحظ من خلال هذه الأرقام أن أعداد العناصر التكفيرية التي يتم القضاء عليها يتراجع يوماً بعد يوم، وأن قدرتهم على تنفيذ العمليات الإرهابية قد تقلصت إلى حد كبير، وتحولت باقي العناصر الإرهابية من حالاتها النشطة إلى خلايا نائمة .

هذا بخلاف القضاء على قيادات التكفيريين بشمال ووسط سيناء، وقطع خطوط الإمداد عن العناصر الإرهابية، سيما أن أجهزة الاستخبارات المصرية نجحت بالتوازي مع العمليات العسكرية على الأرض في الحصول على قدر هائل من المعلومات الخاصة بهذه العناصر التكفيرية، مما ساهم في تجفيف منابع تهريب السلاح والذخائر وانتقال الإرهابيين إلى المحافظات .

ولم تقتصر المواجهة الشاملة للتنظيمات الإرهابية على شمال ووسط سيناء، بل شملن جميع المحاور والاتجاهات الاستراتيجية، مما أسهم في استعادة ملامح الحياة الطبيعية إلى أهالي شمال سيناء بعد تطهيرها من العناصر الإرهابية، وذلك بالتزامن مع حفاظ القوات المسلحة على القواعد والضوابط والمعايير الخاصة بحقوق الإنسان وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين في جميع مناطق العمليات .

ولعله مما يستدعي التقدير والثناء في هذه الانجازات أنه بالتوازي مع هذه الحرب ضد الإرهاب في شمال سيناء فإن هناك على أرض الواقع أعمالاً مستمرة لتحقيق التنمية على أرض سيناء للارتقاء بالأوضاع الاجتماعية، إذ تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص بإنشاء عدد كبير من مشروعات التنمية في جميع المجالات لخدمة أهالي سيناء، فقد تم تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتنفيذ مئات المشروعات التنموية بسيناء بلغت تكلفتها 175 مليار جنيه ، وذلك في أروع تفعيل لشعار القوات المسلحة الباسلة : يد تبني ويد تحمل السلاح .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى