نشرت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية حواره الذي أجراه مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، التي تعد من أهم وأبرز الصحف الأمريكية وأكثرها تأثيراً على دوائر صنع القرار، وهو اللقاء الذي أجراه Jay Solomon كبير مراسلي الصحيفة للشئون الخارجية مع وزير الخارجية.
وتضمن “الحوار” الرؤية المصرية حول العديد من القضايا الإقليمية فضلاً عن حديث وزير الخارجية عن التوقعات المتعلقة بمستقبل العلاقات المصرية الأمريكية في ظل الإدارة الأمريكية القادمة برئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وفيما يلي أهم ما جاء في التقرير:
أشار التقرير إلى أن وزير الخارجية أوضح من خلال اللقاء أن مصر تدعو للمزيد من التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في مواجهة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في سوريا وذلك في مستهل عمل الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفقاً لما جاء في التقرير نقلاً عن تصريحات وزير الخارجية، والتي استشهد بها التقرير ومنها: “لا يمكننا أن نقلِّل من أهمية الدور الروسي كون روسيا لاعباً دولياً رئيسياً، ويمكننا فقط التعامل مع الحقائق المتعلقة بتزايد التواجد الروسي عسكرياً في سوريا ووجودها الفعلي على الأرض”، وفقاً لنص تصريحات وزير الخارجية التي استشهد بها التقرير.
أوضح التقرير إلى أن وزير الخارجية أجرى هذا اللقاء مع الصحيفة في إطار الزيارة التي قام بها سيادته للعاصمة الأمريكية واشنطن والتقى من خلالها بنائب الرئيس المنتخب Mike Pence وذلك للتباحث بشأن مستقبل التحالف المصري الأمريكي، وقد أشار التقرير إلى أن السيد وزير الخارجية أكّد من خلال تصريحاته للصحيفة على أن مصر طالما شدّدت على أهمية الحوار الأمريكي الروسي والتفاهم المشترك حول مستقبل الوضع في سوريا، وفقاً لما جاء في التقرير نقلاً عن تصريحات السيد وزير الخارجية.
لفت التقرير إلى أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي كان من أوائل القادة العرب الذين تواصلوا مع الرئيس المنتخب ترامب، حيث التقى الرئيس السيسي بترامب في نيويورك في سبتمبر الماضي وذلك قبل فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الشهر الماضي، وأضاف التقرير أن السيد وزير الخارجية المصري سامح شكري أكّد من خلال لقائه بالصحيفة في واشنطن على أن حكومته تسعى لتعزيز علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية في ظل إدارة ترامب، كما أعرب وزير الخارجية عن أمله في التوصل إلى رؤية موحدة بشأن الخطر الذي تشكِّله الجماعات الإسلامية على استقرار منطقة الشرق الأوسط، وفقاً لما جاء في التقرير نقلاً عن تصريحات السيد وزير الخارجية. أكد التقرير أن السيد وزير الخارجية أوضح تعليقاً على لقاء السيد الرئيس بالرئيس المنتخب ترامب أو لقاء السيد وزير الخارجية بنائب الرئيس المنتخب. أن المباحثات تركّزت على أهمية مصر من ناحية وعلى ضرورة الارتكاز على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين من ناحية أخرى، مضيفاً أن مصر لطالما كانت المنارة التي تعارض خطاب الجماعات الإرهابية، وفقاً لما جاء في التقرير نقلاً عن تصريحات السيد وزير الخارجية التي أدلى بها أثناء اللقاء الذي جمع سيادته بمراسل الصحيفةJay Solomon .
أشار التقرير إلى أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب ألمح من خلال حملته الانتخابية إلى أنه بصدد تبني تغيرات واضحة في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه سوريا، حيث أعرب ترامب عن رغبته في العمل بصورة أقوى وأكثر قرباً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولطالما وجّه الرئيس المنتخب ترامب انتقاداته لإدارة الرئيس أوباما “لدعمها للميليشيات التي تستهدف الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد” وهو السيناريو الذي أكّد ترامب على أنه سيؤدي إلى تقوية تنظيم الدولة الإسلامية، وفقاً لما جاء في التقرير.
أضاف التقرير أن مصر كانت من بين الدول التي سعت للتقارب مع روسيا بوصفها لاعباً رئيسياً في منطقة الشرق الأوسط وذلك بعد عقود من الانسحاب الروسي من المنطقة عقب انتهاء الحرب الباردة، وأضاف التقرير أن روسيا قامت بشن العديد من العمليات الجوية في سوريا العام الماضي لتدعيم موقف نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وفقاً لما جاء في التقرير.
لفت التقرير إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية تمر بمرحلة تعثر واضطراب على مدى عقد من الزمان حيث احتد الخلاف بين إدارة الرئيس السابق مبارك والرئيس السابق George W. Bush حول قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما أقدمت إدارة أوباما على تقليص المساعدات الاقتصادية والعسكرية المقدمة لمصر وذلك بعد “استيلاء الجيش بقيادة الرئيس السيسي على السلطة من الرئيس السابق محمد مرسي عام 2013″، وفقاً لما جاء في التقرير.
نوه التقرير إلى أنه عقب فوز الرئيس السيسي بحكم مصر عام 2014، أقدم على تبني حملة قمعية مستهدفاً بها جماعة الإخوان المسلمين حيث تم إلقاء القبض على الآلاف من أعضاء الجماعة ومؤيديها، وأضاف التقرير أن إدارة الرئيس أوباما أصدرت قراراً باستئناف المساعدات العسكرية لمصر على مدى الثمانية عشر شهراً المنقضية بما في ذلك طائرات الهليكوبتر الهجومية والتي تستخدم في عمليات مكافحة الإرهاب، ولكن بالرغم من ذلك، ظل التوتر مخيِّماً على العلاقات بين الحليفتين التاريخيتين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً لما جاء في التقرير.
أضاف التقرير أن السيد الوزير سامح شكري أكّد من خلال لقاء سيادته بالصحيفة على أن الأيديولوجية التي تتبناها جماعة الإخوان المسلمين هي ذات الأيديولوجية التي تتبناها جميع الحركات الراديكالية وتنظيم الدولة الإسلامية، كما أوضح التقرير أن السيد وزير الخارجية اعترض على الانتقادات التي توجِّهها دول الغرب لمصر بسبب ما تصفه تلك الدول بأنه “قمع من قبل الحكومة لجماعة الإخوان المسلمين واستهداف كافة الأصوات المعارضة وإلقاء القبض عليهم بما في ذلك الصحفيين”، حيث أكّد السيد وزير الخارجية على أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي يمضي قدماً متبنياً حزمة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وفقاً لما جاء في التقرير نقلاً عن السيد وزير الخارجية.
اختتم التقرير بأن السيد وزير الخارجية المصري حرص على “التهوين” مما يتردد عن ثمة خلافات بين مصر والمملكة العربية السعودية بشأن الوضع في كل من سوريا واليمن، حيث أوضح التقرير أن الرياض دعّمت الميليشيات التي تستهدف الإطاحة بنظام الرئيس الأسد، كما أنها شنت عملية عسكرية ضخمة ضد الحوثيين في اليمن، أخذاً في الاعتبار أن كل من نظام الأسد والحوثيين يحظيان بدعم قوي من إيران والتي تعد المنافس الأشد للمملكة العربية السعودية، وفقاُ لما جاء في التقرير، والذي أضاف أن مصر رفضت دعم السعودية في موقفها سواء في سوريا أو في اليمن، إلا أن السيد وزير الخارجية دعى لتوخي الحذر قبل وصف العلاقات المصرية السعودية بالتوتر، مؤكداً على أن الحديث عن “ثمة توتر بين مصر والرياض” شابه قدر كبير من المبالغة” وخاصة وأن “البلدين يجمعهما تاريخ طويل والتزام قوي تجاه تحقيق مستقبل مشترك”، وفقاً لنص تصريحات السيد وزير الخارجية سامح شكري التي أدلى بها سيادته في إطار لقائه بصحيفة وول ستريت جورنال.