حلوه بلادى السمرا | بقلم شنوده فيكتور فهمى
فى كل مره كنت اسافر وسط ربوع سيناء الحبيبه بسيارتى وبمجرد عبور نفق الشهيد احمد حمدى
كانت تنتابنى تلك الحاله المتكامله من الزهو والفخر والانبهار والسعاده وانا اسير بمحاذاة البحر الاحمر على اليمين وجبال ورمال سيناء الحبيبه على اليسار
حقيقه كنت اشعر بفرحه غامره ومشاعر مختلطه تكللها العزه والشموخ بأن تلك الارض روتها دماء غاليه ودافع عنها رجال اشداء ابطال ُكتب على كل شبر منها بطوله حتى فى لحظات الانكسار قبل لحظات النصر والفرح
بدء من مدينة رأس سدر وابوزنيمه وابو رديس وسانت كاترين وسواء كان الاتجاه الى شرم الشيخ او دهب او طابا او نويبع لا يختلف الشعوربل يزداد رهبة وجمالا ً.
كلما تأملنا تلك الطبيعه الساحره والتى تسجل تاريخ البشريه قبل ان تسجل تاريخ مصر عبر الزمان، انها سيناء الغاليه ارض الانبياء وبوابة مصر الشرقيه جُزء غالى من تاريخ مصر واضافة ومكون رئيسى من مستقبل قريب بأذن الله.
ربما ابناء جيلى باكمله ممن تجاوزا الاربعين بسنوات قليله وما دونهم لم يعيشوا تلك اللحظات التاريخيه فى اكتوبر 1973 بكل ما تحويه من تفصيلات فى شتى جوانب الحياه المصريه.
تلخصت كل المعلومات فيما درسناه فى كتب التاريخ المعاصر وما شاهدناه من افلام روائيه او تسجيليه لم تسجل الا القليل من تلك التفاصيل والاحداث.
ولكن ورغم كل هذا كنا ولا زلنا فخورين بأمجاد صنعها ابائنا واخوتنا كل فى موقعه سواء على الجبهه او بالداخل او حتى فى خارج حدود مصر.
كنا ونحن صغارا ً وبمجرد انتهاء عرض احد الافلام التى صورت جزء من تلك الملحمه نعيش ونحن اطفالاً دور الجندى المصرى المقاتل الذى يعبر بقاربه المطاطى مياه القناه او يعبر بطائرته سماء سيناء او يجتاز الحاجز الترابى واسطوره خط بارليف التى دمرتها العقليه المصريه المبدعه بابسط الافكار، حيث … تكمُن عبقريتها فى بساطتها.
كنا نستمتع حقا بتلك اللحظات الجميله التى نحول فيها ما شاهدناه على التلفاز لواقع نفخربه حتى ونحن نلعب سواء فى المنزل او مداخل عماراتنا ……او حتى افنية مدراسنا، بل وكنا نتسائل احيانا ً متى يأتى اليوم الذى نرتدى فيه زى الابطال العسكرى لندافع عن تراب الوطن مثل هولاء الابطال، حتى مشاهد الاستشهاد لم تفوتنا كنا نقوم بتمثيلها ايضا ً بكل تركيز وكنا نتخيل اننا نجرح ذراعنا لنكتب بالدماء اسم مصر على علمها المقدس.
ربما كنا من هذا الجيل الذى لم تلوث افكاره وسائل التطور التكنولوجى بسلبياتها .. ولم يرى امامه سوء ابطال وبطولات وامجاد صُنعت منذ سنوات قليله حقا وبكل فخر وعزه وقناعه .. حلوه بلادى السمره بلادى الحره بلادى.