آراءشويّة دردشةمواطن مصري

حكاية مصري| بقلم جورج عياد

ونحن في شهر يناير اللي بيفكرنا بأيام صعبة جدا ظهر فيها الأبيض والأسود لا وظهر فيها كمان الألوان كلها، ولكن في ساعات المصائب بيبان معادن الرجال المصرين واللي مصر بالنسبة ليهم حياة مش مجرد وطن ولا مجرد جنسية بل هي أغلي بكثير من اي حاجة.

من هنا ومن هذه المقدمة اود ان اذكر حكاية لكي علي الأقل نذكر أشخاص قاموا بادوار عظيمة وماستنوش تكريم من حد، الحكاية هي حكاية ضابط مرور كان رئيس وحدة مرور المعادي في ذاك الوقت وكان يمتاز بابتسامة وتواضع لا مثيل لهم، المهم طبعا عندما قامت ٢٥ يناير وما تلى ذالك من خراب وتخريب وحرق في كل مؤسسات الدولة وأقسام شرطتها، فالذي لا يعرف ان وحدة مرور المعادي كانت قريبة من الاوتستراد وجغرافيا كانت علي ارض تتبع اداريا حي البساتين ونالها ما نال معظم المؤسسات الشرطية حيث قامت الدنيا عليها وقتها وتم نهب اجهزة الكمبيوتر الخاصة بوحدة المرور وتم حرق الوحدة بما فيها من الملفات الخاصة بأغلب سيارات المعادي وتم تدمير ٩٠٪‏ تقريبا من الوحدة ولان الوحدة تتبع مرور القاهرة ولكنها جغرافيا تتبع حي البساتين، فلم يوافق الحي حينها علي اعادة بناء الوحدة من جديد.

ماذا فعل رئيس الوحدة وحدة مرور المعادي؟، كان بإمكانه ان يجلس في بيته ويستثني الأوامر او ينزل علي اقل تقدير يحاول يشوف شغله وطبعا بعد الانفلات الأمني كثير من ضباط الشرطة ناله قسط من الاهانة واللتي لا اعلم لماذا فليس كما أشاع الاخوان في حينها ان الشرطة كانت تعذب المواطنين وهذا سوف أسرده في مقال اخر لياخذ كل ذي حق حقه بالإيجاب او السلب، ما علينا المهم حضرة الضابط المحترم ظل يلف المعادي كلها ويحاول مع شركة المعادي للإسكان والتعمير وشركة زهراء المعادي لإيجاد مكان بديل لوحدة المرور اللتي حرقت، ولم يكل ولم يمل الى ان وجد قطعة ارض كبيرة بمنطقة زهراء المعادي عبارة عن ارض فضاء وكان من حسن الحظ بها جزء كبير من الارض له صور وبوابة حديدية وبدأ الضابط المصري الاصيل في الاتصال ببعض رجال الاعمال اللذي يعرفهم بالمعادي ليساهموا في بناء الوحدة الجديدة ويقفوا بجانب البلد في محنتها وبالفعل بدأ ببناء غرف صغيرة ليبدأ نقل ما تبقي من ملفات وهاردسكات خاصة بالمواطنين المتعاملين مع وحدة مرور المعادي.

وعندما كنت تراه صباحا كان يلبس لَبْس الشرطة ويقف مع المقاولين بنفسه وبعد مواعيد عمله يقوم بتغير ملابسه ويواصل الاشراف على انشاء الغرف والمباني المطلوبة علي قدر ما استطاع وأخذ ما يقرب من ثلاثة الى اربعة أشهر لبناء وحدة مرور جديدة للمعادي في منطقة زهراء المعادي.

وبداء في انشاء ملفات جديدة للسيارات والرخص الخاصة وهذا هو ما ترونه الان عندما تذهبون الي وحدة مرور المعادي ولا احد يعرف كيف بدا او كيف انشاء هذا المكان.

كان من الممكن لهذا الضابط ان يجلس ويندب حظه وحظ البلد ويتحول الي ضابط بداخله حقد وغل من كثرة الاهانات اللتي نالت كثير من الضباط المحترمين، هذا الضابط يا سادة هو المقدم في حينها ( العقيد) حاليا خالد شوقي أرجو علي الأقل ان ينال إعجابكم، لانه لم ولن يكن يعرف ولم يطلب ان يتم تكريمه فهذا نموذج وطني مصري لم يترك عمله او أهله واتقن شغله جزاه الله عنا خيرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى