حكاية قناه ومستقبل شعب | بقلم شنوده فيكتور فهمى
قناة السويس هى قضية مصر، بل هى قضية الصراع بين الشرق والغرب، منذ ان وجد الغرب سبيله الى خزائن الشرق.
وهى قطب الرحى فى كل برنامج استعمارى تضعه لنفسها دوله ايا كانت، ولذلك كانت وثيقة الصله بجميع الحروب العالميه التى نشبت وبتطورات العالم فى ميادين السياسه والاقتصاد . – مقدمه من ( كتاب قناة السويس) للاستاذ الدكتور / مصطفى الحفناوى –
لم تكن مصادفة او مجرد حدث شارك فيه جموع المصريين فى بداية تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة مصر ان يكون مشروع تطوير القناه وتوسعيها وتعميقها وعمل قناة جديده موازيه بمسافة 35 كيلومترا، هو المشروع القومى الاول لمصر عام 2014
وانما كان ترتيب عن وعى وادراك وفهم ان عبور مصر للمستقبل الذى تستحقه يجب ان يكون من خلال القناه بكل ما تشمله من اهميه استراتيجيه واقتصاديه وشعبيه.
ولنتوقف قليلا ً مع الاخيره (شعبيه) فدوله تعداد سكانها عام 1869 لا يتجاوز الخمسه ملايين نسمه ساهم منهم مليون مصرى على الاقل فى حفر القناة باستخدام معدات بدائيه ومات منهم خلال عشر سنوات ( هى وقت حفر القناه ) حوالى مائه وعشرين الف مصرى نتيجة الجوع والاوبئه .. بمعنى اخر شارك كل بيت مصرى انذاك بفرد منه وشهيداً من قريته او بلده او احد احيائه على الاقل فى حفر قناة السويس ..
كان لزاما ً من تلك المقدمه اعزائى لندرك ونذكر انفسنا دائما بقيمة واهمية قناة السويس فى قلب ونفس كل مصرى شريف يفخر ويعتز بتراب بلده.
ومع سنوات طويله من المعاناه والكفاح مع الاستعمار والحروب المتتاليه ادرك المصريون ان كل قطرة ماء تجرى بين ضفتى القناه ارتوت بدماء الاجداد كابرا ً عن كابر .. ولتظل قناة السويس هى مفتاح العبور الى المستقبل بكل تفاصيله وقطاعاته فمن مشروعات لوجستيه وخدمات بحريه الى مناطق صناعيه فى محيط منطقة القناه الى تنميه مستدامه لسيناء الحبيبه فى الضفه الغربيه فى الايام القادمه وعندما يأتى ذكر سيناء يجب ان نعى جيدا ان تنميه سيناء وازدهار منطقة القناه هما وجهين لعملة واحده فسيناء ليست سياحه فقط سيناء تعنى ( تعدين وصناعه وزراعه ) فعندما تتكامل تلك القطاعات مع الشكل النهائى لتنميه محور القناه نجد انفسنا امام دوله جديده بكل ما تحمله الكلمه من معانى ولذلك كان تطوير وانشاء اربعه انفاق تربط مصربأرض الفيروز بعد ان ظلت طيله اربعون عاما لا يربطها سوى نفق الشهيد احمد حمدى جنوبا وكوبرى السلام شمالا ً!!!!!
نعم مجتمعا ً متكاملاً من كافة الجوانب والوجوه يستطيع ان يستوعب ملايين من السكان وفرص العمل المتناميه والمتزايده والمتوقعه خلال السنوات القليله والقريبه القادمه.
وليجد البعض من الحائرين اجابة لاسئلتهم الدائمه لماذا كان اهتمام مصر بتطوير اسلحتها واسطولها البحرى والجوى بهذه السرعه وهذا المستوى المتقدم جدا ً عالميا ً.
ان قناة السويس وسيناء بكل قطاعات التنميه بهما هما المدخل لتنميه واستثمار وتدفقات رأسماليه تأخرت عن مصر لسنوات عده جاوزت الخمسون عاما ً.
فالقادم افضل فى( شرق التفريعه وهضبة الجلاله والمثلث الذهبى والصحراء الغربيه والعلمين الجديده ) وغيرهم من مناطق التنميه والتطوير.
ولتدرك اخى المصرى ان بلدك قادرة بعزيمة رجال اوفياء وابطال وشعب قرر ان يعيد اكتشاف نفسه رغم كل التحديات والمعوقات بالداخل والخارج وان يعبر لسنوات عمل حقيقى جاد ورخاء مستحق لبلد علمت الدنيا واستحقت ان تكون ام الدنيا وقد الدنيا بمشيئة الله
فى الذكرى الثانيه لافتتاح قناة السويس الجديده وتطوير المجرى الملاحى كل الخير لمصر وكل السلام لجموع المصريين (( الشرفاء ))