حقوق الإنسان.. وحقوق الشيطان| بقلم د. سامي حبيب

يتشدق العالم الغربى ليلاً ونهاراً .. سراً وجهاراً .. يميناً ويساراً .. بما يطلق عليه حقوق الإنسان .. وقيل لنا أنها حقوق ثابتة لجميع البشرية .. بغض النظر عن جنسيتهم .. أو مكان أقامتهم .. ذكوراً .. أو إناثاً .. أو أصلهم الوطنى أو العرقى أو لونهم .. أو دينهم .. أو لغتهم .. وقالوا أنها حقوق تمنح لكافة البشر دون أدنى تميز .. وقالوا أنها حقوق لا يمكن التنازل عنها تحت أى ظرف من الظروف .. ومن أجلها وضعوا الإعلان العاطى لحقوق الإنسان .. كوثيقه تاريخية من وضع خبراء من جميع أنحاء العالم والتخصصات وكان ذلك فى ديسمبر من عام 1948 أى منذ ما يزيد عن سبعين عاماً بعامين فقط.
إلا ان الديانات السماوية والتى إختتمها الله تعالى برسالة محمد صلى الله عليه وسلم منذ ما يزيد عن ألف وأربعمائه عام حملت فى طياتها كل مبادئ وقواعد حقوق الإنسان .. وشتان الفارق بين حقوق يقرها الله خالق الإنسان .. ومدركه حق الإدراك وما يضعه الإنسان ذاته لذاته ..
وإن كان الإسلام قد أقر الإنسان بحقوق لا حصر لها منها حق الحياة .. حق الإيمان والإعتقاد .. حق الكرامه ..حق الحرية .. حق التعليم .. حق التملك .. حق العمل .. حق الصحة .. حق الفكر والتثقف .. حق الطعام والشراب .. نجد لدينا المنظمات الدوليه خرجت علينا بصيغة تشمل حقوقاً مثل حق الثقافة .. حق التعليم .. حق الغذاء .. حق المسكن الملائم .. حق الصحة .. حق الماء .. جق العمل.
وبنظره سريعة غير تفحصية نجد ان ما وضعه البشر من مبادئ منذ سبعين عاماً وعامين أقرها الله فى رساله محمد صلى الله عليه وسلم منذ ما يزيد عن ألف وأربعمائه عام .. والله قرر الحقوق يراد بها حق .. أما البشر فقرروا حقوق ما يراد منها يرجع لأهوائهم ورغباتهم عند التطبيق.
مصر 2020 .. ومعركة البناء من أجل الإنسان
إن المتفحص لأداء الدولة المصرية فى تطبيقها لمبادئ حقوق الإنسان .. تلك الحقوق التى أقرها الله فى رسالاته السماوية ختاماً برسالة الإسلام .. والتى منها استنبط البشر مبادئ إعلانهم الحقوقى منذ سبعين عاماً وعامين .. يجد ان الدولة المصرية هى الدولة الأرقى والأفضل فى مجال رعاية الإنسان ومنحة حقوقه.
والعمل على تطبيقها تطبيقاً عملياً وليس تطبيقاً نظرياً خاضع للأهواء كما بالعالم الغربى الذى يكيل ليس بمكيالين بل بآلاف المكاييل التى يحكمها الهوى الشيطانى الماسونى الذى يدير العالم فى الخفاء .. فلو نظرنا إلى مصر لوجدنا على سبيل المثال لا الحصر:
* فى مجال الزراعة: زادت مصر المساحة الأرضية المزروعة الى 9.4 مليون فدان .. أطلقت المشروع القومى للتقاوى .. زادت الصادرات الزراعية .. زرعت 1600 فدان بمياه الصرف المعاد معالجتها .. مشروع الثروة الحيوانيه والسمكية .. مشروع الـ 50 صومعة .. مشروع الـ 100 الف صوبه زراعية .. مشروع القرية المنتجة .. نظام الزراعات التعاقديه من تبطين الترع .. إلخ من المشروعات والانجازات .. أليست كلها مشروعات تخلق فرض العمل للمواطن المصرى .. توفر له الطعام .. تحقق له دخلاً مربحاً أيضاً .. يحقق له العيش بكرامة .. إنه حق المأكل .. العمل .. الحياه.
* وبنظرة سريعة على مجال الإسكان وتطوير العشوائيات والذى كان ملفاً يمثل أزمة كبيرة للحكومات السابقة .. إلا أن مصر أقتحمته وتم تطوير 357 منطقة عشوائية غير أمنه بتكلفه 61 مليار جنيه و 53 منطقة تعيش فيها 460 أسرة بدون مرافق نهائياً وتم نقلهم الى أحياء سكنية فاخرة تشمل المسكن وملاعب رياضية .. حضانات ومدارس .. مركز طبى .. محلات .. ورش صغيرة .. إلخ .. من كل متطلبات العمل والحياه، هذا التطوير إستفاد أكثر من مليون مواطن مصرى .. وتم عمل مسح استقصائى لهم لمعرفة بياناتهم وخصائصهم مع تطوير الخدمات المقدمة لهم وعمل برامج تدريب لتطوير مهاراتهم الحرفية من خياطه .. نجاره .. حداده .. سباكه .. خراطه .. صيانه سيارات .. مع تقديم خدمات طبيه لهم فتح حضانات للاطفال .. تحسين شبكات المحمول .. وتنظيم مسابقات رياضيه وثقافيه وترفيهية .. وتكوين فرق رياضية .. وانشطة لقصور الثقافة.
أليس ما سبق ينقل هؤلاء المليون إنسان من وضع اللا حياه إلى وضع الحياه .. بل والحياه بجوده .. اليس ذلك .. مانحاً لهم الحق فى الحياه .. وحق العمل .. وحق التعليم .. وحق العلاج .. وحق الكسب الشريف الذى يوفر له المأكل والمشرب .. والتعليم الجيد سيمنحه فكراً وثقافه تمنحه ايضاً حق الإعتقاد .. أليس ذلك ايضاً عاملاً هاماً للحفاظ على الامن القومى الداخلى نتيجة تحويل افراد سلبيين الى افراد ايجابيين بالمجتمع .. إن تطوير العشوائيات تحديداً هو التطبيق الحى لمبادئ حقوق الإنسان الالهيه والوضعية.
* أما فى مجال الصحة والسكان .. فنجد الدوله المصرية على سبيل المثال لا الحصر قامت بحمله 100 مليون صحة لحماية صحة المصريين فقضت على فروس C .. دعمت صحة المرأة .. فحص 75 مليون مواطن مبادرة صحة الام والجنينه .. 592 ألف عمليه للقضاء على قوائم الانتظار .. منظومة التأمين الصحى الشامل والتى فى مرحلتها الأولى سجلت 3،315،788 مواطن لعلاجهم من خلال هذه المنظومه .. مبادرة نور حياه لعلاج عيون المصريين .. الخ ذلك من المجهودات فى المجال الطبى فقط .. أليس ذلك تطبيقاً عملياً لتحقيق حق الانسان فى الصحة الجيدة والعلاج ؟.
*وبنظرة سريعة على قطاع التعليم العالى .. نجد أن مصر فى قطاع التعليم العالى انشأت مصر 12 كليه ومعهداً جديداً .. بدأت فى إنشاء 6 جامعات تكنولوجيه جديدة .. بالاضافه لثلاث أخرى تمت وبدأت العمل .. ثلاث جامعات أهليه جديدة متميزه .. وفى الطريق خمس عشر جامعة مثلها .. زاد التعاون الدولى فى مجال الابحاث العلمية .. تحولت لنظام التعليم الرقمى والهجين .. طورت نظم التقييم والإمتحانات ..طورت البنية المعلوماتية بالجامعات .. الخ ذلك من الجهود العظيمة أليس ذلك نطبيقاً عملياً لحق الإنسان فى التعليم ؟.
*أما فى مجال الطاقه .. ففى غضون سنوات قليلة تحولت مصر من دولة مظلمة طوال اليوم الى دوله مكتفيه بل ومصدرة للطاقة والكهرباء .. وجدنا محطات طاقة شمسية الاكبر عالمياً .. ومحطات كهرباء من الرياح الأكبر فى افريقيا والشرق الأوسط .. محطات طاقة الضبعة النوويه .. الخ .. الانجازات العمليه على أرض الواقع .. أليست الطاقة هى المفتاح الذهبى لتحقيق كل الإحتياجات الأخرى من صحة .. وتعليم .. ومأكل ومشرب .. وعمل وكل حقوق الإنسان اللازمة للحياة ؟.
*وبالذهاب إلى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة .. ألم تضخ مصر 29 مليار جنيه لتمويل هذه المشروعات لـ 1.329.876قرضاً فوفرت 1.948.564 فرصة عمل.
* وفى مجال تنميه الصعيد .. نجد الدولة المصرية بدأت تنفيذ المشروع القومى لتطوير 1000 قرية بالجمهورية ووصلت الأن لنسبة 87% تنفيذ .. طورت محافظتى سوهاج وقنا واكتشفت كافة الفرص الاستثمارية فى كافة المجالات المتميزتان بها .. بنية اساسية .. صرف .. كهرباء ..مياه شرب .. مع دعم وتهيئه المناخ للمستثمرين وخلق فرص عمل جديدة .. أليس ذلك مانحاً لأهلها كافة حقوقهم الإنسانية كما أمر الله.
* وأيضا فى مجال الإقتصاد الإجمالى عامة .. بلغ حجم الاستثمارات العامه المنفذه 473.8 مليار جنيه .. حققت معدل نمو بلغ 3.6% فى ظل أزمه كورونا .. إنخفضت معدل التضخم ..تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصرى .. إنخفض معدل البطالة .. زاد حجم الناتج المحلى .. تراجع الدين الداخلى .. زادت ايرادات قناة السويس .. وصلت ايرادات السياحة 9.9 مليار دولار فى ظل انغلاق العالم إلا انه رأى فى مصر الأمان فجاء اليها سائحا .. زادت الصادرات المصرية .. كل ذلك أدى لتحسن نظره العالم للاقتصاد المصرى .. الخ .. أليس محصله كل ذلك عائدها الى حصول الانسان على كافة حقوقه بكافة وجوده ؟.
* أما ممارسة الدوله فى مجال حقوق الانسان بطريقة مباشرة فنجد الدوله طورت العشوائيات .. تطوير مكاتب حقوق الانسان بأقسام الشرطة .. تطوير تقديم الخدمات اليكترونياً .. تطبيقات ذكيه للصم والبكم .. مبادرة انهاء قوائم انتظار المرضي .. سجون بلا غارمين أو غارمات .. تطوير السجون المصرية ومستشفياتها .. مبادرة كلنا واحد .. مبادرة حياه كريمة .. مبادرة التعليم التكنولوجى .. مبادرة اتحضر للاخضر .. برنامج تأهيل الشباب PlP .. مبادرة ( دمج – تمكين – مشاركة) .. إلخ ذلك من مبادرات تهدف الى الإرتقاء بالانسان المصرى.
إن هذا بعض من كل .. وعلى قدر ما سمحت مساحة المقال .. فالكثير لا تكفيه مقالات .. وبالتمعن فى كل الإنجازات السابقة أليست هى من أجل الإنسان وكما أمر الله سبحانه وتعالى بها .. وتبناها على عاتقه رئيساً إنسان .. أرسله الله لهذا الوطن كي ينقذه من الهلاك والضياع .. حاملاً رأسه على كفه فى مواجهة قوى الشر الداخليه .. والخارجيه، والتى تريد هدم هذا الوطن .. أليست كل هذه الإنجازات من أجل تحقيق حياة كريمة تليق بأبناء هذا الوطن .. اليس ذلك كله من أجل ان يوفر لهم الحصول على حقهم الانسانى .. فى الصحة الجيدة .. التعليم الجيد .. حق الحرية .. حق الفكر والتثيقف .. وهى تلك الحقوق التى تنادى بها حقوق الإنسان فى مبادئها .. ويدعون أننا نقتل حقوق الإنسان المصرى ونسلب حقه فى الحياه ولا يعلمون أننا نطبق حقوق الإنسان كما أمر بها الله، ويعمل على تحقيقها رئيس بدرجة انسان .. ألا يعلمون ؟ أم أن شيطانهم له مآرب أخرى من الهجوم علي وطننا العظيم ؟.
إن الذين يتشدقون بحقوق الإنسان ليلا ونهاراً .. فى أوروبا وأميركا .. كم قتلوا من البشر فى الحرب العالمية الأولى .. ومثلها الثانيه .. كم من مجازر فى جميع أنحاء العالم أرتكبوها .. كم هندى أحمر تم إبادتهم فى امريكا .. كم إنسان مات ظلماً فى افغانستان .. ومثلها العراق .. الذى تم قتل شعبه .. وسرقة بنكه المركزى من ماله وذهبه .. وكم سورى تم ابادته فى وطنه .. ومثلهم تم طردهم من وطنهم لاجئين فى مخيمات يفتقدون فيها لمبادئ الحياه .. وليس لمجرد الحياه الكريمه .. هم فى بلادهم كيف يعاملون شعوبهم .. هل راعى رجل الشرطة الاميركى حقوق الإنسان وهو يضع بيادته على رقبه الامريكى الأسود فقتله .. ومثلها الكثير .. عندما حدثت قلاقل فى بريطانيا .. ألم تخرج رئيسة الوزراء لتقول أمام أمن بريطانيا تسقط حقوق الانسان ؟ .. وفى فرنسا ذاتها والتى تتشدق وتهاجم مصر .. كيف تعامل الأمن مع المتظاهرين؟ والدوله اللقيطة التى زرعها الإستعمار شوكة فى قلب العرب .. ماذا فعلت مع شعب فلسطين من قتل واعتقال واغتصاب وطن .. وما يحدث من قتل فى اليمن .. ودمار للصومال .. وما حدث ويحدث فى ليبيا من تدمير .. وما يحدث فى افريقيا .. وسرقة ثرواتها وتدمير دولها بواسطة فرنسا وانجلترا ؟.. هل ابادة الشعوب هى من مبادئ حقوق الإنسان.
أضف الى ذلك ممارساتهم الدونية التخريبية، التى يريدون غرسها فى أوطان المسلمين من زواج مثلى .. إباحه، الممارسات الجنسية الغير شرعية .. وتدعيمهم لخونه الاوطان وتدريبهم على خيانه أوطانهم وإسقاطها .. وعند معاقبتهم يقولون اننا لا نراعى حقهم فى حرية الرأى .. وحرية التعبير ويتناسون انها حرية على هواهم هم .. لأغراضهم هم .. على هوى الشيطان ويدعون انها حقوق إنسان، كلا انها حقوق الشيطان .. نعم حقوق الشيطان الصهيونى الماسونى الذى يتحكم فى العالم .. هادفاً للقضاء على كل قيم الخير والدين والإنسانية .. التى أوجدها الله لنا لنحيا حياة كريمة سعيده.
يا أهل الشر .. قبل ان تهاجموننا .. راجعوا انفسكم فلم نعد ضعفاء .. خاضعين .. تابعين .. لأننا على الحق المبين .. نعلم تماماً العلم الفارق الكبير بين حقوق الإنسان .. وحقوق الشيطان .. ذلك الشيطان الماسونى الأعظم الذى مازال يحلم بإستكمال مخططه الذى بدأه تحت مسمى الربيع العربى أو بالأدق الخراب العربى .. لمحو الكيان العربى .. تحقيقا لحلمهم من النيل إلى الفرات .. والذى لن يحدث بإذن الله .. فهناك عائق منيع .. إسمه جمهورية مصر العربية .. ودرعها الجيش العظيم .. ويقودها رئيس إنسان .. وللحديث بقية.