فى إطار زيارته الحالية للعاصمة الفرنسية باريس، إلتقى وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الأربعاء، مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطنى الليبي، لبحث تطورات الملف الليبى.
وأشار المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم الخارجية، إلى أن الوزير شكرى نقل فى مستهل اللقاء تحيات الفريق محمود حجازى رئيس اللجنة الوطنية المعنية بالأزمة الليبية، مهنئا المشير حفتر بالنتائج التى أسفر عنها لقاؤه مع رئيس المجلس الرئاسى الليبى فى فرنسا يوم أمس الثلاثاء، والتى تمثل خطوة هامة لحلحلة الأوضاع فى ليبيا ورأب الصدع بين مختلف الأطراف، مشيرا إلى أهمية البنود التى تضمنها البيان المشترك الصادر عن اللقاء، مؤكدا ثقة مصر فى أن العمل المشترك سيساعد فى التوصل إلى حلول ترضى جميع الأطراف، وتتيح الانتقال إلى مرحلة إعادة بناء الدولة الليبية ومعالجة مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الإرهاب واستعادة الأمن.
ومن جانبه، أعرب المشير حفتر، عن تقديره العميق لما تبذله مصر من جهود لتفعيل المسار السياسى من خلال الحل السلمى والحوار بين كافة الأطراف الليبية، مؤكدا على خصوصية العلاقة التى تربط بين البلدين الشقيقين، ومثمنا فى هذا الصدد الدور المصرى المحورى والرائد فى المنطقة، ومواقف القيادة السياسية المصرية الداعمة ليس فقط لليبيا ولكن للأمة العربية كلها، ومشددًا على أن مساندة ودعم مصر لليبيا مكنها من الصمود أمام التحديات الجسام التى واجهتها على مختلف الأصعدة.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن المشير حفتر أعرب خلال اللقاء عن تعازيه فى ضحايا الحادث الإرهابى فى سيناء، وهو ما عقب عليه وزير الخارجية بأن مصر ستواصل حربها ضد الإرهاب، مثمنا فى ذات السياق الدور الذى يقوم به الجيش الوطنى الليبى فى مكافحة الإرهاب، ومهنئا بالإنجاز الذى حققه مؤخرا بتطهير مدينة بنغازى من العناصر الإرهابية، مشددا فى هذا الصدد على أن الأمن القومى لليبيا هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.
وأضاف، أن قائد الجيش الوطنى الليبى أطلع وزير الخارجية على تفاصيل لقائه مع الرئيس السراج فى باريس، كما أحاط وزير الخارجية المشير حفتر بنتائج لقائه مع المبعوث الأممى الجديد بشأن ليبيا غسان سلامة مساء أمس بباريس، وكذلك مختلف اتصالاته ولقاءاته الدولية والإقليمية بشأن ليبيا، مشيرا إلى أن أبرز نتائج هذه الاتصالات تمثلت فى التأكيد على أن حل الأزمة الليبية لا يمكن أن يكون إلا سياسيا، وضرورة العمل على تعزيز دور المؤسسات الليبية وفى مقدمتها الجيش الوطنى الليبى، كما أكد وزير الخارجية على أهمية الحفاظ على تلك المؤسسات بما يمكّنها من بسط سيطرتها على كامل الأراضى الليبية واستعادة الأمن فى ليبيا ومكافحة الإرهاب .
وفيما يتعلق بالأزمة القطرية، أشار المشير حفتر إلى الدور السلبى الذى لعبته قطر فى المنطقة بشكل عام وفى مصر وليبيا على وجه الخصوص من خلال دعمها للإرهاب والتنظيمات المتطرفة، منوها بانعكاسات هذا الدور على الأوضاع فى ليبيا.
ومن جانبه، أكد الوزير شكرى، على الموقف المصرى فى إطار دول الرباعى القائم على ضرورة التصدى للتهديدات القطرية للأمن القومى العربى على ضوء مخالفتها لالتزاماتها الدولية فى مجال مكافحة الإرهاب.
وأردف المتحدث بإسم الخارجية، أن الوزير شكرى أكد لحفتر فى ختام اللقاء على أن الأزمة الليبية تأتى فى مقدمة أولويات السياسة الخارجية المصرية فى اتصالاتها مع كافة القوى الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الليبي، مشددا على أن مصر ترحب بكافة الجهود إلى تستهدف المصلحة الليبية، وعلى أنها ستستمر فى تحركاتها الهادفة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الليبية بشأن القضايا العالقة فى إطار الاتفاق السياسي، والتى يتعين الاستمرار فى الحوار بشأنها للوصول إلى صيغ توافقية لمعالجتها، بما يسهم فى تذليل العقبات التى تعترض اتفاق الصخيرات.