طالب، الخبير الدولي، الدكتور حاتم صادق، الأستاذ بجامعة حلوان، الحكومة بضرورة تشديد الرقابة على الأسواق العشوائية وتأمينها من مخاطر الحرائق التي قد تؤدي الي خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، لافتا الي ان القاهرة شهدت خلال الأيام القليلة الماضية العديد من الحرائق التي اندلعت اغلبها في مناطق صناعية وأسواق غير مجهزة.
واكد ان التقرير الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء العام الماضي حول حوادث الحـرائق التي شهدتها مصر خلال عام 2019.. يشير الي زيادة عــدد حـوادث الحريق عـــلى مستوى الجمهورية الى 50662 حادثـة عام 2019، بينمــا كانت 46323 حادثة عـام 2018 بنسبة زيادة قدرها 9.4%، هو يعنى ان منحنى الحرائق في مصر مازال يشهد صعودا على الرغم من كل الإجراءات التي تقوم بها الدولة، وحسبما ذكر التقرير، فأن الإهمال كان هو الذي احتل صدارة أسباب الحرائق بمعدل وصل الى ٤٩.٤٪ بما يعادل ٢٥٠٢٩ ألف حريق.. وهذا الرقم يعد مفزعا لان العنصر البشرى يتسبب تقريبا في نصف معدلات الحرائق التي تشهدها مصر.
وجاء في المرتبة الثانية في التقرير “الحــريق العـــارض” بعــدد 23046 حـــادثة بنسبة 45.5%، ثــم الحريق العمــد بعــدد 2587 حــادثة بنسبة 5.1%خلال عام 2019.
وأوضح ان التقرير ايضا أشار الى ان المسببات الرئيسية للحريق جاءت من أعقاب السجائر – أعواد الكبريت – مادة مشتعلة بنسبة 59.3%، الماس الكهربائي والشرر الاحتكاكي بنسبة 18.5%، الاشتعال الذاتي بنسبة 10.2%، المواقد والأفران والغلايات بنسبة 6.8%، حرائق الغازات بنسبة 4.4% وفى المرتبة الأخيرة الحرائق البترولية والسوائل الملتهبة بنسبة 0.8% من إجمالي مسببات الحريق. مشيرا الى ان محافظة القاهرة تأتى في المقدمة بالنسبة لحوادث الحريـق بعدد 7114 حادثة بنسبة 14%، يليها محافظة الإسكندرية بعدد 3516 حادثة بنسبة 6.9%، وفى المرتبة الأخيرة محافظة شمال سيناء بعدد 72حادثة بنسبة 0.1 % من إجمالي حوادث الحريق.
وأشار الخبير الدولي، ان هذه الإحصائية في حاجة الى دراسة معمقة لاستخلاص الدروس والأليات التي يمكن من خلالها الوصول الى الحد الأدنى من الحرائق خاصة تلك الناجمة عن الإهمال، وبات من الضروري تفعيل الأدوات الرقابية مع تتبنى الدولة في كافة مؤسساتها وأجهزتها رؤية شاملة للتعامل مع مخاطر الحرائق واحتمالات نشوبها وتداعيتها وذلك أولا، من خلال التأكد من معرفة جميع الاجراءات المتبعة داخل المؤسسات والشركات والمدارس والأماكن العامة والخاصة في حالات الطوارئ، وثانيا من خلال نشر التوعية لمواجهة ومعرفة المخاطر التي قد تنتج عن الحريق.
وقال، انه سبق وان أطلق مبادرة شعبية تعتمد على توفير ابسط أدوات الإطفاء في الأماكن التي يصعب فيها دخول سيارات المطافئ، وأضاف ان الأدوات كانت عبارة عن توفير دلو او أكثر يتم ملئهم بالرمل الأصفر لمواجهة الحرائق لحين وصول سيارات الإطفاء.
ووجه صادق، التحية الي رجال الإطفاء الذين يتصدون لتلك الحوادث ويواجهون خطر الموت في كل لحظة وهم يحاولون السيطرة على الحرائق في كثير من الأماكن التي يفتقد بعضها الي الحد الأدنى من اشتراطات الامن والسلامة الازمة لدخول رجال الإطفاء اليها.