حذر الخبير الدولى الدكتور حاتم صادق، الأستاذ بجامعة حلوان، من تجدد المحاولات التركية لاستعادة نفوذها في بعض الدول العربية من بوابة جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية.
وقال إن التطوات السياسية التي تشهدها تونس تمثل أرض خصبة وجيدة لعودة الهيمنة التركية على هذا البلد من خلال نتائج الانتخابات التشريعية التي أعادت جماعة الاخوان إلى صدارة المشهد السياسي والتنفيذى هناك ، لافتا إلى العلاقات الراسخة بين نظام أردوغان والإخوان الإرهابية تشير إلى أن تونس يمكن أن تمثل موطئ قدم لاردوغان في منطقة شمال افريقيا خاصة بعد الضربة التي تلقاها في ليبيا على يد الجيش الوطنى الذى نجح خلال الفترة الأخيرة في استعادة موازين القوة والسيطرة على المناطق التي كانت خاضة للجماعات الإرهابية المسلحة المدعومة من قطر وتركيا.
واعتبر صادق أن حركة النهضة التونسية تحاول حاليا وبدعم من تركيا إحكام سيطرتها على البرلمان من خلال ترشيح زعيمها راشد الغنوشي لرئاسته في خطوة يراها الكثير أنها تهدف إلى إبقاء خيوط اللعبة بين يديها مع تصاعد التوقعات بتنازلها عن رئاسة الحكومة رغم قرار مجلس الشورى بتجديد نفس الموقف الداعي إلى تولي الحركة هذا المنصب.
وأشار إلى أن هناك ما يمكن وصفه بالصفقة التى ستعقدها النهضة مع بعض الأحزاب المعنية لتشكيل الحكومة تنص على تنازل الحركة عن رئاسة الحكومة مقابل تولي الغنوشي لرئاسة البرلمان.
وأضاف صادق أنه على الرغم من أن الغنوشي يحتاج لـ109 أصوات لفوزه برئاسة البرلمان وهو تحد ليس بالسهل بالنظر إلى محدودية مقاعد النهضة “52 مقعدا” الا أن التدخل التركى يمكن حسم تلك الصفقة من خلال الدعم غير محدود التي يتلقاه الغنوشي من انقرة والتي بدأت ملامحه تلوح في الأفق من خلال الصفقات التجارية التي تمثل بعضها فى إبرام السلطات صفقة “مشبوهة” مع الشركة التركية المشغّلة لمطار النفيضة الدولي، لافتا إلى أن التقارب الاقتصادي بين تونس وأنقرة يواجه معارضة كبيرة من قبل شريحة واسعة من الأوساط الاقتصادية والشعبية التونسية نظرا إلى التركة الثقيلة، التي خلفتها حكومة الترويكا السابقة حين فتحت الباب على مصراعيه أمام الشراكات التركية.