رحب، الخبير الدولي، الدكتور حاتم صادق، الأستاذ بجامعة حلوان، بمنح البرلمان الليبي الثقة لحكومة عبد الحميد الدبيبة بأغلبية الأعضاء، واصفا الخطوة بانها مهمة واستثنائية في طريق عودة الاستقرار في ليبيا وانهاء الانقسامات والصراعات التي طغت على المشهد الوطني منذ ما يزيد عن ١١ عاما.
وقال، ان الدبلوماسية المصرية نجحت من بداية الازمة الليبية في طرح رؤية سياسية فاعلة للتعامل مع المعطيات والمستجدات على الأرض والتدخلات الخارجية المستفيدة من استمرار الفوضى والإرهاب على الساحة الليبية.
وأعرب عن تفاؤله بتصريحات الدبيبة في البرلمان بعد منحه الثقة، حيث أكد على ان ليبيا لن تشهد حربا جديدة، ولن يكون هناك مركزية في اتخاذ القرارات، معتبرا تلك الكلمة بمثابة برنامج عمل يجب البناء عليه بمساعدة مصر واشقائها العرب.
وأوضح الخبير الدولي، ان مصر مثلما كان لها دورا إيجابيا فاعلا في عودة الاستقرار الي ليبيا، فإنها أيضا تمتلك كل الأدوات اللازمة والخبرات العالمية للإسهام في إعادة اعمار ما خربته الحرب الاهلية والصراعات في ليبيا، مشيرا الي ان مصر لها تاريخ طويل وتمتلك خبرات غير مسبوقة في إعادة بناء الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية، لافتا ان الطفرة التي شهدتها مصر خلال السنوات الست الماضية في مجال التشييد والبني التحتية أصبحت مثلا يحتذي به عالميا.
وأضاف صادق، انه منذ وضعت مصر خطوطها الحمراء تراجعت المواجهات العسكرية، بما سمح للعودة الي طاولة المفاوضات بين الفرقاء الليبيين على مختلف توجهاتهم وصولا الي الترتيبات التي تمت برعاية الولايات المتحدة وأدت إلى تشكيل حكومة مؤقتة لترتيب الأوضاع الداخلية في الفترة الانتقالية حتى اجراء الانتخابات النيابية والبرلمانية.
واكد، ان ما يهم مصر حاليا هو ألا تعيد السلطة الليبية الجديدة تكرار أخطاء سابقتها، وحدوث انشقاق بين الشرق والغرب الليبي مثلما حدث بعد التوقيع على اتفاق الصخيرات عام 2015 عن استمالته من قبل تركيا، وقال ان الملفات العالقة التي ستواجه السلطة المؤقتة ستمثل اهم وأخطر التحديات للعبور من النفق المظلم والتي في مقدمتها حل الميليشيات وترحيل المرتزقة والاستفادة من وقف إطلاق النار. مشيرا الي ان لدى مصر العديد من الأوراق التي تستطيع استثمارها لتحسين موقفها، أهمها وجود توافق دولي على وقف التدخلات الخارجية، وتوحيد المؤسسات الليبية.
كان صادق قد اكد في وقت سابق ان مصر تمتلك شبكة علاقات تاريخية وقبلية بجميع القوى الليبية، في الغرب والشرق، وهذه العلاقات شهدت تحسنا كبيرا في الآونة الأخيرة، وشملت القيادات الجديدة، وأوضح، ان السياسة المصرية تدرك حجم السيولة التي تتسم بها الأزمة في ليبيا هي تتعامل بمرونة بما يتوافق مع مقتضيات امنها القومي لضمان تنفيذ مراحل الاتفاق والوصول الي تثبيت اركان الدولة الليبية.