عاجلعلوم و تكنولوجيا

«جوجل» تتجول في طرقات كينيا على متن «البودا بوداس»

 

شقت تكنولوجيا “جوجل” طرقات كينيا وشوارعها ودروبها على متن الدراجات النارية، التي يطلق عليها الكينيون باللغة المحلية الـ”بودا بوداس”، معلنة بذلك بدء تسيير أولى خدماتها في قارة أفريقيا لتسهيل عمل الدراجات النارية العاملة بنظام الأجرة “تاكسي”.

وبفضل تكنولوجيا خرائط “جوجل” التي هيأتها للعمل في كينيا، بات بوسع راكبي “البودا بوداس” “تاكسي الدراجة النارية” الانطلاق بحرية وسهولة، واختيار الطرق الملائمة للسير، وتجنب الممنوع منها أو المكتظ، واقتراح الطرق البديلة والمختصرة، مع احتساب الزمن المتوقع للخدمة.

وبدأ العمل بتطبيق “جوجل” للخرائط المخصص لـ”تاكسيات الدراجات النارية” لأول مرة على مستوى العالم في العام الماضي، وانطلق من الهند التي تطبقه حاليًا إلى جانب عدد من البلدان الآسيوية الأخرى، مثل فيتنام وتايلاند، التي ينتشر فيها بكثافة استخدام الدراجات النارية في شوارعها.

وأعلنت شركة “جوجل” أنها بصدد إطلاق “خدمة رؤية الطرقات” في كينيا بما يتيح للمواطنين والسائحين استعراض ما يزيد على 9500 كيلو متر “بما يعادل نحو 5900 ميل”، من الطرق والشوارع بما فيها المدن الساحلية مثل مدينة مومباسا. ولم تكشف الشركة العالمية توقيت إطلاق خدمتها الجديدة في كينيا.

وباتت خدمات التوصيل بالأجرة في المدن الأفريقية، مثل نيروبي، أمرًا ملحًا وضروريًا للغاية في ضوء ضعف البنية التحتية، وعدم توافر عناوين للشوارع، وغياب وسائل نقل موثوقة، وتزايد حركة العمران والتشييد التي أدت إلى زيادة اكتظاظ الحركة المرورية في الشوارع. لذا فقد شهدت كينيا خلال السنوات القليلة الماضية ازديادًا كبيرًا في خدمات الدراجات النارية بالأجرة المعروفة محليًا ب”بودا بوداس”.

وتقول “جوجل” إن هناك أكثر من مليون كيني يستخدمون الدراجات النارية باعتبارها وسيلتهم المفضلة للنقل. وقد ساهم تدفق الدراجات النارية الرخيصة من المصانع الهندية، وسهولة توفير التمويل اللازم لاقتنائها، وتوافر حلول الصيانة وقطع الغيار، في حدوث نمو كبير لوسائل النقل ثنائية العجلات في القارة الأفريقية بأكملها.

ولوحظ أيضًا أن هناك نموًا كبيرًا في استخدام الدراجات النارية من جانب الشركات المزودة والراعية لخدمات الأجرة، مثل شركتي “أوبر” و”تاكسيفاي” اللتين طوعتا منتجاتهما التكنولوجية لتتلاءم مع احتياجات قائدي دراجات الـ”بودا بوداس” في نيروبي، أو قائدي المركبات ثلاثية العجلات “التوك توك”، التي ينتشر استخدامها في مدينة مومباسا الساحلية.

وعلاوة على السرعة، فإن مستخدمي خدمات تاكسي “البودا بودا” يرونه خيارًا رخيصًا إذا قورن بسيارات الأجرة، ما يجعله بديلًا جاذبًا للمزيد من العملاء.

ولم تكن خدمات الـ”بودا بوداس” مفيدة للكينيين فحسب، بل إن “جوجل” باتت تنظر إلى خدمات تعريف الطرقات لقائدي الدراجات النارية باعتبارها تعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها الشركة العالمية للانتشار والتوسع في أفريقيا في إطار منافستها الحامية مع شركات أخرى من بينها “فيس بوك” و”على بابا”، التي تجوب أنحاء القارة السوداء بحثًا عن فرص استثمارية، ولتعميق وزيادة عملياتها، ولدعم المزيد من رواد الأعمال في تلك المنطقة من العالم.
وفي ضوء ذلك التنافس التكنولوجي المتسارع بين الشركات العالمية على أفريقيا، أعلنت شركة “جوجل” في أبريل من العام الجاري، إطلاق خدمات “جوجل جو” في أفريقيا، وهو التطبيق الرامي إلى تجاوز عقبات خدمات الإنترنت ذات السرعات البطيئة والكلفة الباهظة التي تحتسبها شركات تزويد خدمات الإنترنت في القارة.

كما أطلقت الشركة “يوتيوب جو” في نيجيريا وجنوب أفريقيا، وتطبيق “أوفلاين فيرست” لمنصة خدمات الفيديو، الذي تتيح لمستخدميه استعراض مقاطع الفيديو المصورة وتحميلها وإمكان تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون أن يتحمل العميل مزيدًا من الأعباء المالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى