أخبار عالميةعاجل

جهود الجيش التشادي في مكافحة الإرهاب تدخلها بدائرة الاهتمام الدولي

دخلت تشاد دائرة الاهتمام الاقليمى والدولي فى اطار الجهود المبذولة لمحاصرة الجماعات المسلحة فى ليبيا والحيلولة دون قيامها بالفرار الى دول جوار ليبيا وبخاصة الى العمق الافريقى.

وتقدر الاستخبارات الغربية اهمية تشاد الخاصة كمعبر محتمل للعناصر الارهابية وبخاصة داعش من ليبيا الى عمق اقليم الصحراء الافريقية بحثا عن الملاذات الآمنة فى اعقاب الضربات الناجحة التى تلقتها عناصر التنظيم خلال الاسابيع الماضية وأدت الى تحرير اقليم سرت بشمال ليبيا من قبضة مقاتليه .

وأعلنت الحكومة الفرنسية عن بدء اجراءات تعزيز تواجدها العسكرى فى تشاد واطالة امد تواجد قوات مكافحة الارهاب الفرنسية على الاراضى التشادية لتعزيز قدرة القوات التشادية على مقاومة انشطة الارهاب المحتمل والتصدى لمحاولات تسلل الارهابيين الى الاراضى التشادية ومنها الى افريقيا جنوبا .

وبحسب البيانات الصادرة عن وزارة الدفاع الفرنسية يوجد على الاراضى التشادية اربعة الاف جندى فرنسى من القوات الخاصة بمكافحة الارهاب وحروب الصحراء والاستطلاع ، وتعمل هذه القوات تحت مظلة عملية ” برقان ” لمكافحة انشطة الجماعات الارهابية فى منطقة الساحل والصحراء التى تشمل الى جانب تشاد كلا من مالى والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو.

ويتم تنفيذ هذه العملية فى اطار التحالف الدولى لمكافحة الارهاب حيث بدأ تنفيذ عملية ” برقان ” فى العام 2014 ولا تزال مجرياتها سارية الى الان وتعد فرنسا قوة اساسية فيها وهى قوات عالية التدريب تعتمد على نظم متطورة للرؤية الليلية و الطائرات التى تعمل بدون طيار .

من جانبها ، واصلت تشاد تعزيز اجراءاتها الامنية الاحترازية على امتداد حدودها مع ليبيا تحسبا لاية محاولات تسلل من جانب الجماعات المسلحة فى ليبيا بعد الضربات الشديدة التى تعرضت لها فى نهايات العام الماضى وبدايات العام الجديد ، وبحسب المراقبين فقد وصلت تلك الاجراءات الى حد الاغلاق التام للحدود التشادية الليبية .

وتخشى القوات المسلحة التشادية من تسلل الاسلحة والمواد المتفجرة من الجانب الليبى على الحدود بحثا عن ملاذ آمن فى تشاد او لتهريبها لمناطق اخرى فى وسط افريقيا ، وتشير تقديرات الاستخبارات التشادية الى ان فرار مقاتلى داعش من سرت قد تعقبه بالضرورة محاولتهم تعزيز مواقعهم فى مناطق اخرى فى دول جوار ليبيا وفتح جسر تواصل مع مقاتلى حركة بوكو حرام الارهابية فى شمال نيجيريا وفى هذه الحالة ستكون الاراضى التشادية معبرا لانتقال المقاتلين والاسلحة والاموال عبر هذا الجسر.

ويؤكد المراقبون فى واشنطن ان استعادة منطقة سرت من ايدى داعش هو انتصار جزئى فى معركة اكبر لاقتلاع الارهاب من سائر الاراضى الليبية المترامية الاطراف .

وتعد جمهورية تشاد حليفا اقليميا رئيسيا للغرب ، وكانت تشاد مستعمرة فرنسية سابقة اعتبارا من العام 1900 لكنها استقلت عن فرنسا فى العام 1960 وبرغم ذلك استمرت علاقات التعاون الوثيق بين باريس وانجامينا قائمة وخلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى تدخلت القوات الفرنسية لدعم تشاد فى معركته ضد هجمات جبهة التحرير الوطنى التشادية المعارضة التى استهدفت النيل من استقرار الاوضاع فى تشاد وساهمت القوات الفرنسية جنبا الى جنب مع القوات التشادية فى ملاحقة مسلحى الحركة .

وتعد تشاد فى حد ذاتها مطمعا للحركات المسلحة الساعية لنهب ثرواتها اسوة بما قامت به داعش من نهب البترول الليبى والعراقى ، حيث تعد تشاد منتجا رئيسيا للذهب والنحاس و اليورانيوم الخام كما تم اكتشافات نفطية لا بأس بها مؤخرا ، وفى العام 2003 دشنت تشاد انبوبا نفطيا تكلف انشاؤه اربعة مليارات دولار امريكى لنقل النفط المكتشف من حقوق الاستخراج الى منافذ التصدير على ساحل الاطلنطى الى الغرب وهو الانبوب الذى اعتبرت القيادة الافريقية فى الجيش الأمريكى “افريكوم”،أنه يشكل فى حد ذاته هدفا حيويا يتعين تأمينه من هجمات الارهابيين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى