جنود لا يعلمها كثيرون | بقلم د. منال متولى

العمل الدبلوماسي من الأعمال التى لا يعرفها الكثيرون التى تتسم بالمشقه وتحتاج إلى جهد كبير على خلاف ما يتصوره البعض من انها مهنة اصحاب الياقات البيضاء، فالدبلوماسي مطالب بالعمل فى بلدان ذات ظروف صعبه وعادات وتقاليد مختلفه ومطالب بأن يواءم بين تلك العادات والتقاليد وما يحمله بين طيات جنباته من عادات وتقاليد مصريه لينفذ السياسه العامه للدوله لدعم التنميه وإظهار الصور الإيجابيه فى مصر وليكون واجهه ومرآه تعكس حضارة وثقافة شعب عريق ربما يقرأ عنه الكثيرون إلا أن المعايشه يكون لها دور أكبر فى فهم عظمة الحضاره المصريه.
الدبلوماسي تتمثل وظيفته فى شرف تمثيل بلده فى الخارج وبالتالي فهو يعمل على نقل وجهة نظر بلده إلى دولة الإعتماد وهو ما يتطلب منه ان يكون متمتعآ ببعض الصفات، أبرزها الوضوح واللباقه والدقه والكياسه وان الصوره الذهنيه المترسخه عن عمل الدبلوماسي هو ان دوره يقتصر على حضور الحفلات والمناسبات، وإن كان صحيحآ إلا أن جزء هام من عمله يتمكن من خلالها فى الإلتقاء بنظراءه من السلك الأجنبي وكبار المسؤولين فى دولة الإعتماد لتبادل المعلومات والاراء ونقل وجهات النظر إلى الاداره السياسيه فى مصر ونقل وجهة نظر بلاده تجاه القضايا الداخليه والدوليه بالشكل الذي يخدم المصالح المصريه، ومن هنا فإن الدبلوماسي يشكل حائط الصد الأول للدفاع عن المصالح المصريه فى الخارج.
أما حياه الدبلوماسي فى بعض الأحيان فى بعض الدول التى تعاني من أزمات تكون حياه على المحك غير امنه، حيث يمكن أن يكون هدفآ سهلا لأي جماعات متطرفة فكريآ وعقائديآ والأمثلة فى الدبلوماسيه المصريه على ذلك كثيره منها استهداف سفارتنا فى باكستان فى اواءل التسعينات وهو ما يدلل على ان الدبلوماسي كالجندي فى الميدان يمكن أن يدفع حياته ثمنآ لتمثيل بلده.
ومن أهم أعمال الدبلوماسي خدمه المواطنين فى الخارج وحل اي مشكله يتعرض لها بغض النظر عن التوقيت خلال أوقات العمل الرسميه او بعدها فباب الدبلوماسي مفتوح أمامهم داءما وزرع احساس الإنتماء إلى البيت المصري فى الغربه والتكاتف والالفه والمحبه.
أن مهنة الدبلوماسي يكتنفها العديد من المصاعب والمشاكل حيث ان الدبلوماسي يقضي الجزء الأكبر من حياته مغتربآ عن وطنه، بعيدآ عن أصدقائه وأهله يتنقل من مكان إلى مكان وعليه أن يتكيف مع الظروف المعيشيه والحياتيه الصعبه فى البلد المعتمد فيها فهو مسير وليس مخير، ملزمآ ليس هو وحده ولكن هو وأفراد أسرته بالتكيف مع ما يلاقيه من مخاطر ومشاكل سواءآ صحيه أو أمنيه أو حتى تعليميه، فأولاده يدفعون ثمنآ كبيرآ بالإغتراب عن وطنهم وهنا يحرص الدبلوماسي على تلقين أبنائه وإبقائهم مرتبطين بالعادات والتقاليد والثقافه المصريه حتى لا يشعروا بالغربه فى وطنهم بعد العوده .
أما عن زوجه الدبلوماسي فدورها لا يقل اهميه عن دور الدبلوماسي و سأرد على حضراتكم المقاله التاليه عن دور هذه المرأه العظيمه وما يقع على عاتقها من شرف تمثيل هذه المهنه العظيمه التى لا تضاهيها مهنه أخري فى مهنه تشرف صاحبها وتعزه وترفعه خصوصآ اذا كانت بلده كبيره وعظيمه تهتز الأركان عند سماع اسمها … مصر شرف ليس بعده شرف … شرف تهون معه كل المتاعب والمصاعب والمشقه … شرف يحملنا معه إلى السحاب حتى نلامس بأيدينا القمر