آراءشويّة دردشة

“جامعة القاهرة” بين عراقة الماضي وإستشراف المستقبل| بقلم عثمان فكري

خدمة المجتمع من الوظائف الأساسية للجامعة فالعلاقة بين الجامعة والمجتمع علاقة وثيقة فكلما أردنا الحديث عن الجامعة استدعى ذلك الحديث عن المجتمع، والعكس كذلك فكلما تحدثنا عن المجتمع جرنا الحديث عن الجامعة باعتبارها أهم مؤسسة في المجتمع.

ودور جامعة القاهرة في خدمة المجتمع تصاعد مؤخرا وشهد تطورا كبيرا على كافة المستويات وأصبح أكثر تفاعلا سواء على المستوى الجامعي وتوفير كافة الخدمات الطلابية أو على مستوى المجتمع ككل أو على المستوى العام والمشاركة في المبادرات القومية وإتاحة الفرصة لاستفادة المواطنين من إمكانيات الجامعة وخبراتها التعليمية ومرافقها المختلفة وذلك في إطار حرص الجامعة على أداء رسالتها نحو خدمة المجتمع على الوجه الأمثل.

وشهد مركز خدمة المجتمع في جامعة القاهرة أعمال تطوير للبنية التحتية وقاعات التدريب .. وأكبر دليل على ذلك أزمة الكورونا وتفشي الفيروس على المستوى العالمي والاقليمي والحمد لله أن الإجراءات المتدرجة التي إتخذتها الحكومة ساهمت بشكل كبير في حماية المجتمع من مخاطر الفيروس بشكل كبير.

وكان لجامعة القاهرة دورها المتوقع منها في مثل هذه الظروف والأزمات وأعلن الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة أنه تم حصر جميع الأطباء المدربين على أجهزة التنفس الصناعي والرعايات المركزة بمستشفى قصر العيني وبلغ عددهم أكثر من 350 طبيبا ما بين مدرس ومدرس مساعد وأطباء مقيمين .. وأوضح الدكتور الخشت أنه تم تكوين 10 فرق من كوادر طبية لعلاج مرضى فيروس الكورونا وأن كل فريق يتكون من تخصصات الصدرية، والحالات الحرجة، والباطنة، والتخدير، والأمراض المتوطنة، والإستعانة بقسم الطب النفسي لدعم الكوادر الطبية والمرضى نفسيًا أثناء فترات تفشي المرض .. علاوة على تدريب جميع أطباء قصر العيني من أعضاء هيئة التدريس على مجموعات صغيرة لرفع حالة الاستعداد لأي حدث طاريء لخدمة باقي المستشفيات على مستوى الجمهورية.

كما تم تدريب كوادر التمريض .. وتدريب أطباء الامتياز بواسطة فريق مكافحة العدوى على مجموعات صغيرة لتكون فرق للتعامل مع مرضى الكورونا يشمل التدريب حوالى ٩٠٠ من أطباء الامتياز و١٠٠ من التمريض .. وأعلن الدكتور الخشت أيضا عن وجود بحثين دوليين يخصان تقديم أدوية لمواجهة فيروس كورونا .. وتشكيل فرق بحثية من كليات العلوم والطب والصيدلة والمعهد القومى للأورام لإجراء البحوث العلمية والمعملية لفيروس كورونا وتضم هذه الفرق أكثر من 25 عالما وباحثا من أساتذة جامعة القاهرة في مختلف التخصصات لإكتشاف علاج لفيروس كورونا.

وأخيرا وليس أخرا إستعانت جامعة القاهرة بالكواشف الطبية للاطمئنان على طلاب الجامعة أثناء الدخول للحرم الجامعي واستمرار استقبال مستشفى قصر العيني التعليمى “الفرنساوي” للحالات الصحية المختلفة بما فيها الحالات الطارئة كما هو معتاد .. وذلك فى ظل الظروف الخاصة التى تمر بها مصر وتكريس جانب كبير من الخدمات الطبية لمواجهة فيروس كورونا جنبا الى جنب في تقديم الرعاية الصحية المطلوبة للمواطن المصري ومشاركة فى خدمة المجتمع كما هو معتاد لهذا الصرح الطبي العريق.

وكذلك جامعة القاهرة تظل شامخة يجمع بين عراقة الماضي وإستشراف المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى