تقيم جامعة الازهر، غدا الخميس، معرضا للفن التشكيلي لشباب الازهر الموهوبين، في بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة، تحت عنوان “ابداعات الفن التشكيلي لشباب الأزهر”، ويستمر مفتوحا للجمهور يوميا من السادسة حتى التاسعة مساء لمدة اسبوع.
ويتضمن المعرض مجموعة من لوحات من الفن التشكيلي والخط العربي-ما يقرب من 60 عملا- من إبداع طلاب وطالبات وأساتذة الأزهر من جامعة الأزهر وقطاع المعاهد الأزهرية؛ وتغطي هذه المجموعة بعض مدارس الفن التشكيلي ابتداء من الواقعية ومرورا بالرمزية وحتى التجريبية.
ويرد هذا المعرض على ادعاءات البعض بان شباب الازهر ليس لديه ميول ابداعية وفنية، بل ان شباب جامعة الازهر مليىء بالمواهب والقدرات الابداعية في مختلف مجالات الفنون والثقافة.
وتجسد تلك اللوحات مجموعة القضايا الاجتماعية، فهي تسعى إلى تهذيب الإنسان وتعديل سلوكه، بهدف اكتساب المهارات التي تحقق الرؤية الفنية الجمالية، والتي تنعكس بدورها على السلوك المجتمعي، ومن هنا تسهم تلك اللوحات في معالجة القضايا المجتمعية، وإيجاد أفكار تساعد المجتمع على تهذيب أخلاقياته وعلاقاته. كما تسهم تلك اللوحات في فتح آفاق جديدة أمام الشباب في وضع تصورات فنية وأفكار معتدلة، بالإضافة إلى المزج بين التراث والحضارة والعصرية.
ويأتي المعرض في ضوء اهتمام الدولة بتطوير أساليب التفكير باتجاه الحياة والفنون التي يتمخض عنها قيام نهضة فكرية واجتماعية؛ وهو ما يوسع دائرة الاعتراف بإمكانات الإنسان وقدراته الذهنية في تعزيز حقوقه وواجباته في دوائر المجتمع والأفراد.
بالإضافة إلى الاهتمام بالتراث لكونه مصدرا من مصادر الإبداع منه نستوحي تميزنا الحضاري، فالتراث إرث حضاري يحمل الكثير من العناصر التي بلغت نضجها رؤية وابداعًا، فهو المنبع الذي يصل الماضي بالحاضر ومنبع للأخذ والإلهام وأساس للحاضر والمستقبل ووسيلة تأصيل لإبداعاتنا مهما تجددت.
يذكر أن بيت السناري “بيت العلوم والثقافة والفنون” الأثري بحي السيدة زينب في القاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية، مفتوح للزيارة المجانية خلال مواعيد العمل الرسمية، كما يتضمن أنشطة مثل سيمنار الجبرتي للدراسات التاريخية، وسيمنار الوثائق؛ والذين ينظمهما شباب المؤرخين وشباب الباحثين في مجال الوثائق. ويستضيف بيت السناري أيضًا أنشطة متنوعة للشباب؛ مثل صالون الشباب الأدبي، إضافة إلى إقامة عدد من المعارض الثقافية والفنية والحفلات الموسيقية والغنائية ودورات تدريبية في عدد من المجالات؛ منها الخط العربي واللغة المصرية القديمة واللغة القبطية.
كما يعقد به أيضًا حلقات نقاشية علمية حول مستقبل العلوم والمعرفة على عدة مستويات، وذلك من تشجيع للشباب المصري والمواهب المتميزة، واستكمالًا للدور الذي أخذته مكتبة الإسكندرية على عاتقها من إحياء للدور القديم لبيت السناري؛ والذي يعد المقر الأول للمجمع العلمي المصري، ليصبح منبرًا للعلوم والثقافة والفنون.
