آراءشويّة دردشة

ثورة اليراع| بقلم ايمان سمير

ماذا سيحدث لي؟

قالتها في نفسها هامسة لحظة الغروب وهي تسترق السمع منتظرة وقع أقدامه على الدرج.. تنظر لساعة حائط قديمة يصدر من داخلها أصوات عقارب مزعجة تتحرك في كسل غير معتاد.. بينما تحاول أن تجمع بقايا شجاعة أغرقتها سنوات الخوف في بحر رعب سحيق.

وأخيراً أتى.. بهيئته المهندمة دائماً.. ووجهه المتجهم عمراً..

تراه شخص سفسطائي لا يفهم شيئاً.. لم تشفع درجته العلمية العالية أمامها فهو يريد أن يمنعها الكتابة وقراءة الكتب.. أي يمنعها الحياة.

جلس في مواجهتها، وهي صامتة متجمدة.. منتظرة ما ستسفر عنه هذه الجلسة أو بالأحرى هذه المحاكمة.

بدأ يتمتم ……

_ تقول أمي… وتسخر أختي ……

( لم تنصت إلى روايته السخيفة)

واختتم:

القرار الأخير هو منعك من هذه الأمور المهدرة لوقتك… ولكن لا مانع من سماع دفاعك.

_قالها دون النظر إليها

بدأت بصوت مرتعش وقلب يخفق بشدة محاولة فتق شفتيها عن بعضهما

_ أنا لم أطلب أن أكون إحدى راهبات القديس فرنسيويس لأمرض المرضى طوال حياتي وأترككم.. الكتابة لي كخيوط الشمس الممتدة نحو هزيل وسط أسياط الثلج.. هي الدواء الشافي لمريض لم يرجى برأه،، شيئ يربط على قلبي في الشدائد.

قلمي هو الأنيس الذي يحنو علي ويطاوعني حين أفرض عليه الإرتجال.. قد يغضب.. قد يثور..، وقد يتجمد الحبر داخل أحشائه.. ولكن عندما يشعر بتوسل نظرتي ويعلم مدى احتياجي لخطاه.. يحنو.. ثم يدنو.. فتذهب عنه برودة الأجواء ويمتلئ بحيوية العاشق وحنان المحب ليمنحني عبيره.

قاطع بكائها ومغازلتها للقلم والورق.. بعد أن إنتقلت توسلاتها إلى قلبه.

_ إنهضي، ودوني كل ما أخبرتني به الآن في دفاترك.. علها تعطي غيري الدفء الذي أعطته لي.

تركها وغادر

فأتت بقلمها وأكملت …….

الكتابة لي هي كل عواصم العالم.. هي مدينة الحب المعلن.

هي طائر زاه الألوان يخطف عيني ويحملني معه كأميرة تخترق سماء كل البحور، لترى كل معوقات الدنيا كذرات حصى من أقصى البعيد، أرفقها بإبتسامة ساخرة متهكمة، وغمضة بعين واحدة، وقبلة رضا على جبين الأحلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى