ثنائية الصراع والجفاف تهدد الاستقرار الاجتماعى والأمن الغذائي للأفارقة
أدت الصراعات المسلحة وضربات الجفاف إلى تعميق أزمة انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا والشرق الأوسط خلال النصف الأول من العام الجاري، وذلك وفقا لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة “فاو” التابعة للأمم المتحدة.
وأفاد التقرير بأن أزمة الأمن الغذائي في أفريقيا والشرق الأوسط قد صاحبتها ارتفاعات متتالة فى أعداد النازحين نتيجة الصراعات المسلحة، ما أوجد وضعا مأساويا فى كثير من بلدان أفريقيا والشرق الأوسط.
وبحسب التقرير، تعد الصومال ومناطق من العراق وسوريا واليمن أوضح الأمثلة على تردى أوضاع الأمن الغذائى المتصاحب معها حالة انعدام الأمن بسبب أعمال العنف وأنشطة الإرهاب والتصدي له أوالصراعات الأهلية.
ورصدت الأمم المتحدة وجود 5.5 مليون من أبناء جنوب السودان على حافة المجاعة بسبب ندرة حبوب القمح والذرة الرفيعة وارتفاع أسعارها بما يفوق قدرة قطاعات واسعة من المواطنين على شرائها، وذلك على الرغم من ارتفاعات متوقعة فى إنتاج جنوب السودان من المحاصيل للعام 2017 يفوق بنسبة 45 فى المائة إنتاجها فى العام 2016 الذى تأثر بإعصار النينو الاستوائي، وكذلك الحال فى كل من زامبيا وزيمبابوى وليسوتو، أما في كينيا فقد ارتفعت أسعار الحبوب بنسبة 65 فى المائة بسبب قلة المعروض منها نتيجة الجفاف، وهو ما يهدد أرواح عشرات الآلاف من الكينيين.
وفى الصومال، رصدت الأمم المتحدة 3.2 مليون صومالى فى أوضاع غذائية مزرية تكاد تقارب المجاعة، وهو ما يتطلب مساعدات غذائية عينية عاجلة من المجتمع الدولى، وفى اليمن يواجه 17 مليونا شبح الجوع والموت معا، وفى شمال نيجيريا أدت أنشطة الإرهاب المسلح التي تقوم بها حركة “بوكوحرام” الإرهابية إلى عجز 7.1 مليون نيجيري عن تدبير احتياجاتهم الغذائية، وفي إثيوبيا رصدت الأمم المتحدة تهديدات وجودية على صعيد الغذاء تهدد 7.8 مليون إثيوبي بنهاية العام الجارى نتيجة موجات الجفاف التى ضربت مناطق إنتاج الحبوب فى جنوبها.
وحدد تقرير الأمم المتحدة 37 دولة حول العالم معظمها فى أفريقيا والشرق الأوسط وأخرى في آسيا تحتاج إلى مساعدات غذاء خارجية عاجلة، من بينها أفريقيا الوسطى وتشاد والكونغو وكوريا الديمقراطية وكينيا وهاييتى وغينيا وإثيوبيا وايريتريا ومالى ومالاوى ونيجيريا والنيجر.