أخبار عالميةعاجل

تيريزا ماي تدعو حزبها لاتخاذ موقف موحد في مواجهة بريكست

 

 

دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم  الأربعاء حزب المحافظين إلى رص صفوفه واتخاذ موقف موحد من أجل انجاح مفاوضات بريكست، في ختام مؤتمر الحزب، مع إعرابها عن التفاؤل على الرغم من الشكوك المحيطة بهذا الملف الساخن.

ومع رغبتها في محو ذكرى خطابها الذي ألقته في عام 2017، صعدت تيريزا ماي متمايلة على أنغام موسيقى فرقة “أبا” السويدية إلى المنبر في قصر المؤتمرات في برمنغهام في وسط بريطانيا.

وسعيا لتبديد صورتها كقائدة جامدة، ألقت بعض النكات وصوبت بعض السهام نحو وزيرها السابق بوريس جونسون الذي هاجم بشدة الثلاثاء خطتها بشأن مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وقالت ماي “نحن ندخل أصعب مرحلة من المفاوضات. لكن إذا بقينا متحدين وحافظنا على هدوئنا، أعرف أنه يمكننا الحصول على اتفاق جيد للمملكة المتحدة”.

وأضافت “أؤمن بكل جوارحي بأن الأفضل قادم وبأن مستقبلنا ممتلئ بالوعود”، مسلطة الضوء على نجاحات الاقتصاد البريطاني. وقالت “سيكون الأمر صعباً في بادئ الأمر، لكن براعة وثبات الشعب البريطاني ستساعدانا في تجاوز” مصاعب بريكست.

ورغم المعارضة الشديدة التي واجهتها من داخل حزبها بشأن استراتيجيتها ظلت تيريزا ماي متمسكة بخطتها التي قالت إنها تصب “في المصلحة الوطنية” و”تحترم” نتيجة استفتاء سنة 2016.

وتقضي هذه الخطة بالحفاظ على علاقات اقتصادية وثيقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد الانفصال عبر الاحتفاظ بالأنظمة المشتركة حول السلع الصناعية والمنتجات الزراعية. لكن القادة الأوروبيين رفضوها وطلبوا من ماي مراجعتها قبل القمة الأوروبية المقبلة في 18 اكتوبر.

ويفترض أن تتوصل لندن وبروكسل إلى اتفاق في منتصف نوفمبر على أبعد تقدير. وقبل ستة أشهر من الانفصال في 29 مارس 2019، ذكرت الوزيرة الفرنسية المكلفة الشؤون الأوروبية ناتالي لوازو بأن “الوقت ينفد”، وحذرت مما درجت ماي على تكراره من أن “عدم التوصل إلى اتفاق سيكون دائما أفضل من اتفاق سيء”.

في برمنغهام، أبرزت الأيام الأربعة للمؤتمر الخلافات بين المحافظين.

ففي القاعة الكبرى لمركز المؤتمرات تم التعبير خلال الفعاليات الرسمية التي يتحدث خلالها الوزراء فقط، عن حكومة مصممة على الدفاع عن رئيسة الوزراء واقتراحها.

لكن في القاعات المجاورة طالب عدد من النواب النافذين وعلى رأسهم المشكك في جدوى الوحدة الأوروبية جاكوب ريس موغ ووزير بريكست السابق ديفيد ديفيس وكذلك وزير الخارجية السابق بوريس جونسون بالتخلي عن هذه الخطة واقترحوا بدلا منها اتفاقا للتبادل الحر يشبه الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وكندا.

وكان جونسون قال في خطاب أمام 1500 من أنصاره الثلاثاء إن خطة “تشيكرز” (وهو الاسم الذي تعرف به خطة ماي) هي “خديعة” وتحدث عن الفرص “الهائلة” التي يؤمنها اقتراحه المضاد.

لكن المشاركين نجحوا في احتواء المعركة على قيادة الحزب التي بدأت منذ التراجع الذي سجل في الانتخابات التشريعية المبكرة في يونيو 2017. ولم يطرح أي خصم لرئيسة الوزراء نفسه بشكل مباشر.

ولكن صحيفة “ديلي تلغراف” كتبت أنها “تتعرض لضغوط من أجل تحديد موعد للتخلي” عن منصبها، إذ يتمنى بعض وزرائها أن تستقيل ما إن يحسم بريكست.

وليس لدى تيريزا ماي سوى أغلبية ضئيلة في البرلمان وهي تواجه تمردا من قبل نواب حزبها الذين يريد بعضهم قطيعة حاسمة مع الاتحاد الأوروبي بينما يطالب آخرون بالعكس بعلاقات وثيقة.

وسيكون عليها أيضا أن تأخذ في الاعتبار موقف حليفها الايرلندي الشمالي المحافظ المتشدد الحزب الديموقراطي الوحدوي الذي يدعم نوابه العشرة حكومتها في مجلس العموم.

وفي حين قالت ماي انها ستعرض قريباً مقترحاً جديداً بشأن الحدود بين جمهورية إيرلندا ومقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية التي تشكل عقبة رئيسية في المفاوضات بين لندن والمفوضية الأوروبية، قالت زعيمة الحزب أرلين فوستر الثلاثاء “لا يمكن أن تكون هناك حدود جمركية في بحر إيرلندا، ولا يمكن أن تكون هناك أنظمة مختلفة بين إيرلندا الشمالية وباقي المملكة المتحدة”.

وأضافت “هذا خط أحمر، أحمر قانٍ”.

ولا يمكن لماي الاعتماد على دعم حزب العمال المعارض الذي قال إنه سيرفض كل مشروع للحكومة لا يبقي امتيازات السوق الأوروبية الواحدة والاتحاد الجمركي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى