تهديدات داعش تنهى حالة العداء بين أجهزة المخابرات الأسترالية والاندونيسية

أبرم جهاز الاستخبارات الاسترالى اتفاق تعاون وتبادل للمعلومات مع نظيره الاندونيسى فى مجال مكافحة الارهاب.
وقالت مصادر استرالية مقربة من جهاز الاستخبارات ان الاتفاق يأتى فى اطار سياسة الأمن الاسترالى لمنع اتساع انشطة تجنيد عناصر داعش فى منطقة جنوب شرق أسيا وعمل مظلة حماية استباقية لمكافحة الارهاب فى هذا الجزء من العالم .
وينص الاتفاق على انتداب متبادل لضباط ومحللين معلوماتيين من كل جهاز لدى الآخر لمدد زمنية تصل الى عامين لتسهيل اعمال الاتصال وتنظيم التعاون بين الاستخبارات الاندونيسية والاسترالية .
ويعد ابرام اتفاق من هذا النوع بين الاستخبارات الاندونيسية ونظيرتها الاسترالية اعلانا بانتهاء اعوام من القطيعة فى العلاقات بينهما بدأت فى العام 2013 على خلفية تسريبات موقع ويكليكس انذاك كشفت عن تجسس الاستخبارات الاسترالية على عدد من كبار الساسة الأندونيسيين وعائلاتهم بما فى ذلك الرئيس الاندونيسى و قرينته .
وقد ردت اندونيسيا انذاك على ذلك بسحب سفيرها من استراليا وأعقب ذلك بتسعة اشهر أبرم البلدان اتفاق “عدم اعتداء استخباراتى ” يحظر نشاط جهاز أي منهما لدى الآخر ، وعلى ضوء ذلك لا يتوقع المراقبون ان تصل علاقات التعاون بين استخبارات استراليا واندونيسيا الى منتهى تعاونها المنشود بسهولة بسبب خلفيات الماضى ، لكن ارهاب داعش قد يشكل عامل ضغط مسرعا لعودة تلك العلاقات او سيرها وفق وتيرة مرضية فى مجال مكافحة الارهاب كما يعتبر المراقبون ان اتفاق التعاون الذى تم توقيعه والاعلان عنه هذا الاسبوع هو الخطوة الأولى على طريق تعاون كامل ونشط بين مخابرات اندونيسيا ومخابرات إستراليا قد يكون طويلا ويستغرق المضى فيه عدة أعوام .
ويقول المراقبون إن تحرك الاستخبارات الاسترالية لمكافحة الإرهاب جاء على هذا النحو من القوة بعدما اشارت استطلاعات للرأى العام الى تنامى نفوذ داعش الفكرى فى منطقة جنوب شرق اسيا من خلال وسائط التواصل الاجتماعى وعمليات غسل ادمغة الشباب حيث تعد اندونيسيا والفلبين وماليزيا فى مقدمة الدول الاسيوية التى تنجح داعش فى تجنيد شبابها للعمل لحساب التنظيم ، وتبين كذلك نجاح التنظيم فى بناء خلايا نائمة فى تلك الدول .
وتعد الجماعة الاسلامية فى اندونيسيا من اخطر المنظمات المتطرفة التى تقدم وعاءا بشريا لا بأس به لداعش و غيرها من منظمات الارهاب فى اندونيسيا لتجنيد الشباب ، وترتبط الجماعة الاسلامية فى اندونيسيا تنظيميا بتنظيم القاعدة الذى أوعز للجماعة بتنفيذ تفجيرات بالى فى العام 2002 التى أودت بحياة 200 فرد من بينهم 88 استراليا . وفى مطلع العام 2016 نفذت الجماعة الاسلامية عدة هجمات فى العاصمة الاندونيسية جاكرتا وتبين ان بعض المنفذين كانوا اصلا اعضاء فى تنظيم الدولة / داعش / وعلى اثر تلك الاعتداءات قررت داعش والجماعة الاسلامية فى اندونيسيا تجنيد عناصر جديدة لصفوفها من أبناء اندونيسيا ليست لهم سوابق فى اعمال الارهاب وغير ملاحقين أمنيا.
تجدر الاشارة الى انه فى يوليو من العام 2016 أصدرت داعش مجلة باللغة المحلية فى ماليزيا تحت مسمى ” الفاتحين ” لجذب تعاطف شباب منطقة جنوب شرق اسيا مع ما تعتبره “جهادا” ونشر ثقافة الارهاب فى نفوس الماليزيين من خلال نشر قصص ما تزعم داعش انه بطولات مقاتليها فى سوريا والعراق وليبيا ومقالات لغسل عقول الشباب حول إقامة دولة الخلافة الاسلامية فى منطقة جنوب شرق اسيا فى كل من اندونيسيا وماليزيا والفلبين من خلال ” بطولات ” على غرار بطولات من وصفتهم المجلة بـ ” الفاتحين الدواعش ” فى سوريا والعراق .